تجدّدت المواجهات، صباح اليوم السبت، على حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي، شمالي القدس المحتلة، بين مجموعات من الشبان وجنود الاحتلال، في حين اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين فلسطينيين واستدعت أربعة آخرين من الضفة الغربية، لمراجعة استخباراتها.
وأفاد ناشطون في مخيم قلنديا، لـ"العربي الجديد"، بأن شباناً أضرموا النار في الإطارات المشتعلة قريباً من الحاجز، ورشقوا جنود الحاجز بالحجارة، قبل أن يرد عليهم الجنود بإطلاق العيارات المطاطية، في وقتٍ لم تسجل فيه إصابات.
وكانت مواجهات قد اندلعت يوم أمس، الجمعة، على حاجز قلنديا، وأوقعت عدداً من الإصابات برصاص الاحتلال، من بينها إصابتان بالرصاص الحي، وسبع إصابات بالرصاص المطاطي، وفق ما أفادت طواقم إسعاف محلية، لـ"العربي الجديد".
إلى ذلك، اقتحم جنود الاحتلال، صباح اليوم، خيمة عزاء الشهيدين عدي وغسان أبو جمل، في حي جبل المكبر، جنوبي القدس المحتلة، اللذين نفّذا عملية الكنيس اليهودي بالقدس الغربية الشهر الماضي، ثم ما لبثوا أن غادروا الحي.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال، فجراً، الشابين عبد العال أبو ميالة وحمزة زبلح، عقب دهم منزليهما في مدينة الخليل، ثم اقتادتهما إلى جهة مجهولة، في وقت أقامت فيه عدداً من الحواجز العسكرية على مداخل بلدتي سعير وحلحول، شمالي الخليل، وأوقفت المركبات الفلسطينية المارة وفتشتها ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية.
وإلى الشمال من الخليل، أوضح الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بلدة بيت أمر، محمد عوض، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الاحتلال دهمت، فجر اليوم، عدة منازل في البلدة، ثم سلّمت ثلاثة أسرى محررين بلاغات لمراجعة استخبارات الاحتلال في مجمع "عتصيون" الاستيطاني، شمالي الخليل.
وذكر عوض أن الأسرى المحررين الذين سلموا بلاغات هم: وحيد حمدي أبو مارية، ويوسف أحمد صبارنة، وشادي إبراهيم بحر، وجميعهم من كوادر حركة الجهاد الإسلامي.
كما دهمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، منزل الشاب عمرو محمود الشيخ من قرية مراح رباح، جنوبي بيت لحم، وسلمته بلاغاً لمراجعة استخباراتها، بمجمع "غوش عتصيون".
في هذه الأثناء، أقامت قوت الاحتلال، صباح اليوم، حاجزاً على المدخل الشمالي الغربي لبلدة تقوع بمحافظة بيت لحم، وأوقفت المركبات الفلسطينية المارة ودققت ببطاقات راكبيها الشخصية.
قمع مسيرة سلمية جنوبي القدس
من جهةٍ أخرى، قمعت قوات الاحتلال، ظهر اليوم، مسيرة سلمية، نظّمها عشرات النشطاء الفلسطينيين في مقاومة الجدار والاستيطان، أمام حاجز "النفق" الذي يفصل بيت لحم عن القدس المحتلة، جنوبي القدس المحتلة.
وأوضح الناشط في اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور، لـ"العربي الجديد"، بأنّ جنود الاحتلال، اعتدوا بالضرب على النشطاء بأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابة الناشط يوسف أبو مارية برضوض وحالة إغماء، نقل على إثرها إلى مستشفى بيت لحم لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالبالغة.
وأشار إلى أنّ هدف المسيرة توجيه رسالة من الناشطين، بأنّهم ضد الحواجز التي تحرم الفلسطينيين من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، عاصمة فلسطين، ومن أجل إكمال المشوار الذي بدأه رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير الشهيد زياد أبو عين، الذي استشهد خلال قمع الاحتلال، لفعالية سلمية، شمالي رام الله يوم الأربعاء الماضي.
وكان العشرات من النشطاء في مقاومة الجدار والاستيطان انطلقوا، صباحاً بمسيرة من وسط مدينة بيت لحم، إلى المدخل الجنوبي الغربي، لمدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم، والمقام عليه حاجز النفق، رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد أبو عين، ورددوا هتافات ضد جريمة اغتياله، وضد إقامة الجدار والحواجز العسكرية، وضد عنجهية وقمع الاحتلال التي يمارسها ضد الفلسطينيين المطالبين بأدنى حقوقهم.
يشار إلى أنّ حاجز النفق المقام جنوبي القدس المحتلة، يحرم نحو 850 ألف مواطن فلسطيني في جنوبي الضفة الغربية، من الوصول إلى مدينة القدس، إلا بعد موافقة الاحتلال فقط، واستصدار تصاريح خاصة بذلك.