أدت المواجهات المسلحة في مناطق مختلفة على أطراف العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الأيام الماضية، إلى نزوح عدد من السكان وتوقف العملية التعليمية في مدارس مختلفة.
وخلّفت المواجهات بين مسلحين من أنصار الله الحوثيين، وقوات الجيش، في منطقتي حزيز جنوب العاصمة ومنطقة وادي ظهر وشملان في الشمال، عشرات القتلى بينهم مدنيون، حيث أكد سكان محليون لـ"العربي الجديد" وجود جثث ملقاة في الشوارع.
وقالت أم أحمد العريقي، تسكن في منطقة شملان، شمال صنعاء، إنهم "شاهدوا جثث أفراد الجيش ملقاة في العراء، وبقيت لفترة طويلة بعدما عجز الناس عن نقلها". مشيرة إلى أن الحوثيين "أمهلوا الأهالي التي تقع منازلهم في محيط الاشتباكات ساعات لإخلاء مساكنهم، وأن مدرسة اسمها (نبلاء اليمن) أصبحت مخزناً لأسلحة الحوثيين ومركزاً لتحركهم".
وكانت الاشتباكات دفعت بالسكان المجاورين لمبنى دار الحجر الأثري إلى النزوح إلى داخل مدينة صنعاء وبعض القرى المجاورة خوفاً على حياتهم.
وقال مواطن يمني يدعى محمد، "عشنا ليلة مظلمة في رعب، وانتظرنا من الله نهار اليوم الثاني حتى نقوم بنقل النساء والأطفال إلى مكان آمن". مضيفاً أنه أوقف دراسة أبنائه فـ"حياتهم أهم" حسب تعبيره.
أما السيدة زهرة الزريقي، فتقول "سمعنا أصوات غطلاق الرصاص عصر الثلاثاء، وكنا نظنها في البداية أعراس، لـكننا عرفنا بعد ذلك أن المنطقة محاصرة والاشتباكات عنيفة، الأمر الذي دفعنا إلى النزوح إلى منزل أخي في العاصمة ونقل ما استطعنا نقله من أثاث المنزل، خوفاً من النهب".
أمين دبوان، مدرس، قال لـ"العربي الجديد" إن الحوثيين تمركزوا بمدرستين في منطقة مذبح شمال العاصمة وبالقرب من منطقة شملان". مشيراً إلى أن العملية التعليمية معطلة تماماً.
وفي ذات السياق، أكد أهالي المنطقة الذين تم التواصل معهم أن الحياة في منطقة شملان أصيبت بالشلل التام، خاصة بعد تمترس الحوثيين في مناطق مختلفة، واعتلائهم بيوت في المنطقة وتفجير بعض المدارس والمساجد.
وكانت الاشتباكات التي حدثت بالقرب من سوق "شملان" الشعبي قد تسببت في جرح طالبة وسقوط مدنيين وباعة متجولين، حسب إفادة الأهالي.
وفي منطقة حزيز، الاتجاه الآخر من العاصمة صنعاء، لم تكن الصورة مختلفة، فعقب خطاب متلفز لزعيم الحركة الحوثية توافد مسلحون يتبعون للحركة إلى إحدى الحارات مجاورة لمعسكر تابع للجيش، وبدأوا باعتلاء المنازل المرتفعة تأهباً للمواجهة.
وكانت رصاصات الحوثيين اخترقت جمجمة المهندس يحيى العامري وهو في منزله، بعد رفضه السماح لمسلحين حوثيين باعتلاء سطح منزله لمواجهة قوات الجيش.
وفي حوار صحافي قالت حياة الصبري، زوجة العامري، إن زوجها رفض طلب الحوثيين في التمترس في منزلهم المكون من أربعة طوابق". مشيرة إلى أنهم "لم يستطيعوا إسعاف زوجها لأكثر من ساعة كون الشارع كان خالياً من المارة".
وتسببت المواجهات بقطع الطريق التي تربط العاصمة صنعاء ومدينتي المحويت والحديدة غربي اليمن، كما أدت إلى عدم ذهاب الموظفين إلى أعمالهم وإغلاق المحال التجارية وتغيب الطلاب عن المدارس.
محمد ثابت، موظف حكومي، أكد أن "غيابه عن العمل سيستمر حتى تنتهي المواجهات". وكذلك الحال مع أطفاله " فلن يذهبوا إلى المدرسة إلا بعد استقرار الأوضاع".
ويقضي سكان صنعاء ساعات طويلة في ظلام دامس مع استمرار إطلاق النار. حيث تزيد الانقطاعات الكهربائية المتواصلة على مدينة صنعاء من حالة الخوف والمعاناة التي يعيشها الأهالي.
في سياق متصل، حذر عبدالله عوبل، وزير الثقافة في اليمن، من التعرض للمَعْلَم التاريخي "دار الحجر"، وذلك بعد يوم واحد من اشتباكات عنيفة شهدتها قرية القابل بوادي ظهر بمديرية همدان التابعة لصنعاء، بين أبناء القرية ومسلحي المليشيات الحوثية، خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.