قال مسؤولون أمنيون في العراق، إن مواجهات بالأيدي والحجارة تخللها إطلاق نار اندلعت اليوم، الإثنين، بين طلاب كليتي الآداب والهندسة بجامعة القادسية، وأفراد مليشيا العصائب بعد دخول زعيم المليشيا، قيس الخزعلي، إلى الجامعة للمشاركة في ندوة لم يدع إليها، فيما اتهمت المليشيا طالباً ينتمي للحزب الشيوعي بالوقوف وراء الأحداث.
واضطرت المواجهات الشرطة إلى اقتحام الحرم الجامعي من أجل فضها، بعد أن أسفرت عن إصابة ثلاثة من الطلاب بجروح متفاوتة.
وقال المقدم فواز حسين، من شرطة محافظة الديوانية، إن عددا من أفراد حماية زعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، اعتدوا على الطلاب خلال مرور الخزعلي، متوجها إلى قاعة الندوة. وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "الطلاب رددوا هتافات ضد زعيم المليشيا، فتأزّم الموقف، وقام عناصر المليشيا بإطلاق النار في الهواء، والتعرض لبعض الطلاب بالضرب".
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الديوانية، حيدر الشمري، لوسائل إعلام محلية، إن "ما حصل اليوم في حرم جامعة القادسية من اضطرابات أمنية، كان نتيجة ترديد بعض الطلاب لهتافات مناهضة لإيران"، مبينا أن ترديد هتاف "إيران بره بره"، استفز أفراد حماية الخزعلي الذين اشتبكوا مع الطلاب.
وأضاف الشمري أن تصرف حماية الخزعلي، دفع الطلاب إلى التظاهر أمام رئاسة الجامعة، وكان عددهم نحو 100 طالب.
وأصدر المتحدث باسم المليشيا، نعيم العبودي، بيانا عقب الحادث، قال فيه إن "طلابا حاولوا إرباك الوضع، لكن محاولتهم باءت بالفشل"، مشيرا إلى أن "أمن الجامعة قام بالتعامل معهم، وتبين أن من يقف وراء الأزمة طالب ينتمي إلى الحزب الشيوعي".
وقال أحد طلاب الجامعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "زعيم المليشيا قيس الخزعلي، أصر بعد المواجهات على إلقاء كلمته في الندوة، والتي كانت طائفية بامتياز، رغم أن الجامعة تضم طلابا من كل مناطق العراق، والمكان ليس حكرا على إحدى الطوائف".
وأضاف الطالب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "عددا من الطلاب أصيبوا بكدمات وجروح على يد عناصر المليشيا، كما أنهم أطلقوا النار داخل الحرم الجامعي لتفريق الطلاب، ما تسبب في حالة من الفوضى والهلع وتعطيل الدوام".
وتلتزم وزارة التعليم العالي العراقية الصمت إزاء استغلال الجامعات في الترويج الحزبي من قبل جهات عدّة، وحاولت إصدار قرار يمنع إقامة المهرجانات والندوات الحزبية والسياسية في الجامعات، لكنّها فشلت بسبب سلطة تلك الجهات.
من جهته، قال الأستاذ في جامعة بغداد، حسام الفارس، إنّ "الجامعات العراقية أصبحت اليوم مستباحة من قبل الأحزاب والمليشيات، ومن خلالها تنشر الأفكار المتطرفة". وأكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجامعات العراقية التي كانت يشار لها بالبنان، كصروح للعلم والمعرفة، أصبحت اليوم كسوق لا حرمة له؛ تطرق أبوابها كل يوم من قبل جهة معينة".
وبين أن "إدارة الجامعات تقف عاجزة أمام أي جهة تنظم مؤتمرا أو احتفالية للترويج لنفسها"، مشيرا الى أنّ ذلك "انعكس سلبا على الواقع التعليمي في البلاد، وانتهك قدسية الحرم الجامعي".
وأكد الطالب مصطفى صلاح، أنّه يتجنّب الدوام في الجامعة في أي يوم تقام فيه مؤتمرات أو ندوات حزبية، وقال لـ"العربي الجديد"، "تلك الندوات تسببت بالكثير من المشاكل بين الطلاب، وبثّت روح التفرقة بينهم".