ركزت تركيا، حكومة ومنظمات في رمضان هذا العام، على مساعدة الفقراء والمحتاجين، داخل تركيا وخارجها، فتزايدت وتيرة إرسال الطعام والمساعدات العينية والمالية، عمّا كانت عليه خلال الأعوام السابقة، من دون أن تتأثر "التقاليد" العثمانية التي أحياها حزب "العدالة والتنمية" منذ وصوله للحكم عام 2002 ، وفي مقدمتها "موائد الإحسان".
وأطلقت بلديات معظم الولايات التركية الـ81 في 957 مدينة، منذ أول أيام شهر رمضان، في صحون المساجد والساحات العامة، موائد إفطار جماعية لعشرات آلاف الصائمين، بعنوان "موائد الإحسان" .
وتوسعت أهداف موائد الإفطار هذا العام، لتشمل وفق بيان الشؤون الدينية بتركيا، فضلاً عن رسالة "الوقت وقت الإحسان، في رمضان هذا وفي كل زمان" استضافة المساجين والمحكومين، والناجين من إدمان المخدرات أو المستمرين في العلاج من الشباب، وعمال المناجم وعائلات ضحايا انهيارات المناجم، والضيوف السوريين في تركيا، وفئات أخرى من الشعب، بحسب تصريح المدير العام للخدمات الدينية التابعة لرئاسة الشؤون الدينية.
وشملت موائد الإفطار هذا العام، بحسب رئاسة الشؤون الدينية، ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الرأي، والسياح المحليين والأجانب، والمواطنين الرومان في تركيا، ومراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وحضانات الأطفال والمساكن الطلابية.
علاقة جديدة بالمساجد
أعلنت تركيا عن خطط لإعادة علاقة المواطنين بالمساجد التي تراجعت بصورة كبيرة، لتقتصر على الذهاب إليها لأداء الصلاة فقط، كما قل عدد النساء اللاتي يذهبن إلى المسجد بصورة كبيرة، وستجعل التغييرات الجديدة علاقة المواطنين بالمساجد أقوى مما هي عليه اليوم.
اقــرأ أيضاً
ويقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو: اختلفت طقوس شهر رمضان، منذ عام 2003 بعد وصول العدالة والتنمية للسلطة، سواء لجهة إحياء العادات والأعراف العثمانية، أو حتى للالتفات إلى إطعام الصائمين والمحتاجين ليأخذ هذا الشهر بعده الاجتماعي، إضافة إلى دوره الروحي، لأن المساجد في تركيا ليست للعبادة فقط، بل لها دور تثقيفي واجتماعي، بدأ الاشتغال عليه.
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن رمضان في تركيا، بدأ يترجم عبارات التكافل والتعاون التي يحض عليها الدين الإسلامي، بل وتتلاشى كل الفوارق ويجلس الجميع جنبا إلى جنب، على موائد الإفطار، وبذلك تأكيد على رسالة "المسؤول جاء لخدمة الشعب وليس للسيادة عليه أو التعالي".
ويشير إلى أن المساجد باتت تفتح أبوابها، خارج أوقات الصلاة، بهدف المساهمة في تربية الجيل وإحياء تقاليد العثمانيين عبر 600 سنة.
ويلفت المحلل التركي إلى ما تقوم به تركيا خلال شهر رمضان من إرسال مساعدات ووجبات طعام للخارج بقوله: تم إرسال وجبات إفطار إلى الصومال والسودان وأفغانستان، وتنظيم برامج إفطار رمضاني في كوسوفو والبوسنة والهرسك والجبل الأسود، بل وأعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، مطلع رمضان، أنها ستوزع خلال الشهر المبارك طرودا غذائية على 300 ألف أسرة في 104 دول حول العالم وتوزيع زكاة الفطر على 130 ألف محتاج في 27 دولة.
تغطية خارجية
آشار كرم قنيق، رئيس الهلال الأحمر التركي، يؤكد أن شهر رمضان يعد من أهم الأشهر التي يجب أن تُمدّ فيها يد المساعدة للمحتاجين، وأنّ عدد مانحي المساعدات الإنسانية زاد بشكل ملحوظ خلال الشهر الفضيل، وذلك بالتوازي مع زيادة آمال المحتاجين، معلناً أن الهلال الأحمر التركي صوت المظلومين في العالم، ونعمل خلال هذا الشهر الفضيل، على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قرابة 12 مليون محتاج داخل وخارج تركيا.
فمنظمة الهلال الأحمر، مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية للمظلومين والمحتاجين في كافة أنحاء العالم، من دون النظر إلى انتماءاتهم العرقية والدينية وتوجهاتهم السياسية، مشيراً إلى نحو تسعة ملايين شخص في شرق القارة الأفريقية واليمن، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، نتيجة المجاعة والجفاف الحاصلين في مناطقهم.
وستولي المنظمة اهتماماً خاصاً في الخارج بمناطق شرق القارة الأفريقية واليمن، كما ستقيم فعاليات رمضانية في 19 دولة أفريقية وآسيوية وأوروبية خلال هذا الشهر المبارك، ونولي اهتماما خاصاً للمحتاجين في اليمن ومناطق شرق القارة الأفريقية، عملاً بنداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للمحتاجين.
نجاح الموائد
أقامت بلديات عدة في تركيا، موائد إفطار في الساحات والشوارع العامة، منذ اليوم الأول من شهر الصيام، إلى جانب تنظيم حلقات للذكر وأمسيات شعرية ومسارح ورحلات، وعروض تقليدية وغيرها من الفعاليات الثقافية.
ولم تؤثر المساعدات الخارجية على الحملات الإنسانية وتقديم وجبات الإفطار وموائد الإحسان داخل تركيا، بحسب الباحث السوري ميخائيل سعد الذي يوثق ضمن عمل بحثي، العادات الرمضانية التركية، منذ أربعة أعوام.
ويلفت سعد لـ"العربي الجديد" أن من غرائب ما وثقه في جامع "شيشلي" بإسطنبول، أن ثمة موائد مفتوحة قبل أذان المغرب وبدء الصائمين بالإفطار، ولما سأل القائمين على الموائد أجابه " المساجد ليست للصائمين فقط وكذا موائد الإحسان ".
واعتبر الباحث السوري أن الهدف من الإفطار الجماعي الذي تقوم به البلديات ومنظمات ورجال أعمال أتراك، يتعدى الإطعام ومساعدة الفقراء- على أهمية ذلك- ليصل إلى حالة التآلف وتلاشي مفهوم الطبقية وتعزيز الألفة، لافتاً إلى أن رمضان هذا العام، شهد توزيع وجبات الإفطار لأقرباء المرضى الذين يتلقون العلاج في عدة مستشفيات في منطقة الفاتح.
وكانت البلديات في الولايات التركية قد أطلقت موائد إفطار جماعية لعشرات آلاف الصائمين، ففي إسطنبول أقامت البلدية في ميدان السلطان أحمد التاريخي، مأدبة إفطار مميزة حضرها أكثر من 30 ألفاً من مختلف الجنسيات.
كما أقامت بلدية منطقة أيوب إفطاراً مشابهاً لنحو 4 آلاف شخص في حديقة مدرسة "الأئمة والخطباء" قرب ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري. وشهد شارع الاستقلال الشهير بمنطقة بي أوغلو قرب ساحة تقسيم، إفطاراً خاصاً نظمته مجموعة شبابية، في أجواء من التكاتف والتعاون.
وأطلقت بلديات معظم الولايات التركية الـ81 في 957 مدينة، منذ أول أيام شهر رمضان، في صحون المساجد والساحات العامة، موائد إفطار جماعية لعشرات آلاف الصائمين، بعنوان "موائد الإحسان" .
وتوسعت أهداف موائد الإفطار هذا العام، لتشمل وفق بيان الشؤون الدينية بتركيا، فضلاً عن رسالة "الوقت وقت الإحسان، في رمضان هذا وفي كل زمان" استضافة المساجين والمحكومين، والناجين من إدمان المخدرات أو المستمرين في العلاج من الشباب، وعمال المناجم وعائلات ضحايا انهيارات المناجم، والضيوف السوريين في تركيا، وفئات أخرى من الشعب، بحسب تصريح المدير العام للخدمات الدينية التابعة لرئاسة الشؤون الدينية.
وشملت موائد الإفطار هذا العام، بحسب رئاسة الشؤون الدينية، ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الرأي، والسياح المحليين والأجانب، والمواطنين الرومان في تركيا، ومراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وحضانات الأطفال والمساكن الطلابية.
علاقة جديدة بالمساجد
أعلنت تركيا عن خطط لإعادة علاقة المواطنين بالمساجد التي تراجعت بصورة كبيرة، لتقتصر على الذهاب إليها لأداء الصلاة فقط، كما قل عدد النساء اللاتي يذهبن إلى المسجد بصورة كبيرة، وستجعل التغييرات الجديدة علاقة المواطنين بالمساجد أقوى مما هي عليه اليوم.
ويقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو: اختلفت طقوس شهر رمضان، منذ عام 2003 بعد وصول العدالة والتنمية للسلطة، سواء لجهة إحياء العادات والأعراف العثمانية، أو حتى للالتفات إلى إطعام الصائمين والمحتاجين ليأخذ هذا الشهر بعده الاجتماعي، إضافة إلى دوره الروحي، لأن المساجد في تركيا ليست للعبادة فقط، بل لها دور تثقيفي واجتماعي، بدأ الاشتغال عليه.
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن رمضان في تركيا، بدأ يترجم عبارات التكافل والتعاون التي يحض عليها الدين الإسلامي، بل وتتلاشى كل الفوارق ويجلس الجميع جنبا إلى جنب، على موائد الإفطار، وبذلك تأكيد على رسالة "المسؤول جاء لخدمة الشعب وليس للسيادة عليه أو التعالي".
ويشير إلى أن المساجد باتت تفتح أبوابها، خارج أوقات الصلاة، بهدف المساهمة في تربية الجيل وإحياء تقاليد العثمانيين عبر 600 سنة.
ويلفت المحلل التركي إلى ما تقوم به تركيا خلال شهر رمضان من إرسال مساعدات ووجبات طعام للخارج بقوله: تم إرسال وجبات إفطار إلى الصومال والسودان وأفغانستان، وتنظيم برامج إفطار رمضاني في كوسوفو والبوسنة والهرسك والجبل الأسود، بل وأعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، مطلع رمضان، أنها ستوزع خلال الشهر المبارك طرودا غذائية على 300 ألف أسرة في 104 دول حول العالم وتوزيع زكاة الفطر على 130 ألف محتاج في 27 دولة.
تغطية خارجية
آشار كرم قنيق، رئيس الهلال الأحمر التركي، يؤكد أن شهر رمضان يعد من أهم الأشهر التي يجب أن تُمدّ فيها يد المساعدة للمحتاجين، وأنّ عدد مانحي المساعدات الإنسانية زاد بشكل ملحوظ خلال الشهر الفضيل، وذلك بالتوازي مع زيادة آمال المحتاجين، معلناً أن الهلال الأحمر التركي صوت المظلومين في العالم، ونعمل خلال هذا الشهر الفضيل، على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قرابة 12 مليون محتاج داخل وخارج تركيا.
فمنظمة الهلال الأحمر، مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية للمظلومين والمحتاجين في كافة أنحاء العالم، من دون النظر إلى انتماءاتهم العرقية والدينية وتوجهاتهم السياسية، مشيراً إلى نحو تسعة ملايين شخص في شرق القارة الأفريقية واليمن، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، نتيجة المجاعة والجفاف الحاصلين في مناطقهم.
وستولي المنظمة اهتماماً خاصاً في الخارج بمناطق شرق القارة الأفريقية واليمن، كما ستقيم فعاليات رمضانية في 19 دولة أفريقية وآسيوية وأوروبية خلال هذا الشهر المبارك، ونولي اهتماما خاصاً للمحتاجين في اليمن ومناطق شرق القارة الأفريقية، عملاً بنداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للمحتاجين.
نجاح الموائد
أقامت بلديات عدة في تركيا، موائد إفطار في الساحات والشوارع العامة، منذ اليوم الأول من شهر الصيام، إلى جانب تنظيم حلقات للذكر وأمسيات شعرية ومسارح ورحلات، وعروض تقليدية وغيرها من الفعاليات الثقافية.
ولم تؤثر المساعدات الخارجية على الحملات الإنسانية وتقديم وجبات الإفطار وموائد الإحسان داخل تركيا، بحسب الباحث السوري ميخائيل سعد الذي يوثق ضمن عمل بحثي، العادات الرمضانية التركية، منذ أربعة أعوام.
ويلفت سعد لـ"العربي الجديد" أن من غرائب ما وثقه في جامع "شيشلي" بإسطنبول، أن ثمة موائد مفتوحة قبل أذان المغرب وبدء الصائمين بالإفطار، ولما سأل القائمين على الموائد أجابه " المساجد ليست للصائمين فقط وكذا موائد الإحسان ".
واعتبر الباحث السوري أن الهدف من الإفطار الجماعي الذي تقوم به البلديات ومنظمات ورجال أعمال أتراك، يتعدى الإطعام ومساعدة الفقراء- على أهمية ذلك- ليصل إلى حالة التآلف وتلاشي مفهوم الطبقية وتعزيز الألفة، لافتاً إلى أن رمضان هذا العام، شهد توزيع وجبات الإفطار لأقرباء المرضى الذين يتلقون العلاج في عدة مستشفيات في منطقة الفاتح.
وكانت البلديات في الولايات التركية قد أطلقت موائد إفطار جماعية لعشرات آلاف الصائمين، ففي إسطنبول أقامت البلدية في ميدان السلطان أحمد التاريخي، مأدبة إفطار مميزة حضرها أكثر من 30 ألفاً من مختلف الجنسيات.
كما أقامت بلدية منطقة أيوب إفطاراً مشابهاً لنحو 4 آلاف شخص في حديقة مدرسة "الأئمة والخطباء" قرب ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري. وشهد شارع الاستقلال الشهير بمنطقة بي أوغلو قرب ساحة تقسيم، إفطاراً خاصاً نظمته مجموعة شبابية، في أجواء من التكاتف والتعاون.
المساهمون
المزيد في مجتمع