ينتظر المغاربة فصل الصيف على أحرّ من الجمر لقضاء عطلة هانئة وممتعة على رمال الشواطئ الفسيحة والممتدة على طول الساحلَين الغربي والشمالي للبلاد، بعد عام طويل من العمل أو الدراسة. لكن ثمّة من ينتظر الصيف ليعمل ويكدّ، فيوفّر بعض المال الذي يحتاجه.
وتنتعش مهن عدّة خلال فصل الصيف في المغرب، إذ تحقق عائدات مالية لا تتوفّر في فصول أخرى. وتعود تلك المهن على مزاوليها وممتهنيها بمبالغ مالية صغيرة كانت أو كبيرة، إلا أنّها تسدّ من دون شك نقصاً في ميزانية الشاب أو الأسرة، كذلك قد تؤمّن ثمن مستلزمات الدراسة وغيرها من الاحتياجات الكثيرة التي لا تنتهي.
من أبرز المهن التي تعرف تنامياً ملحوظاً خلال فصل الصيف في المجتمع المغربي، سمسرة الشقق المفروشة للإيجار خلال أشهر العطلة الصيفية، وبيع التين الشوكي (الهندية)، والنقش بالحنّاء، والإنقاذ البحري، فضلاً عن بيع القهوة والحلويات وتأجير الشماسي والكراسي على شواطئ البحر.
عند مدخل كل مدينة سياحية في المغرب، من قبيل طنجة ومراكش وأغادير وأصيلة والصويرة والسعيدية وغيرها، يتوزّع فتيان وشباب من مختلف الأعمار يلوّحون بمفاتيح شقق مفروشة يعرضها أصحابها للإيجار على السيّاح الأجانب أو أهل البلاد الذين ينوون قضاء عطلة صيف ممتعة.
اقــرأ أيضاً
محمد كسيلة شاب عشريني يعمل في كلّ موسم صيف سمساراً مؤقتاً في مدينة أغادير جنوبيّ البلاد، يخبر أنّ "أصحاب بعض الشقق يسلمونني مفاتيحها ويطلبون منّي العثور على من يستأجرها خلال الصيف. إذا تمكنت من ذلك، أحصل على بعض المال من صاحب الشقة، والمستأجر كذلك لا يبخل عليّ". وعن صعوبات هذه المهنة يقول إنّ "الصعوبة بل الخطورة تتمثل في عدم معرفة من هو الشخص الذي ينوي استئجار الشقة أحياناً. فهو قد يتسبب في بعض المشكلات". لذا، ولتفادي أيّ مشكلة، راح كسيلة يعمل فقط مع أصحاب الشقق الذين يحرصون على تأجيرها للأسر وليس لشبان عازبين، "على الرغم من أنّ هؤلاء قد يمنحونني تدويرة أكبر من تلك التي نعطيها العائلات". وعن الأسباب التي دفعته إلى مزاولة هذه المهنة المؤقتة خلال أشهر الصيف الثلاثة، يقول كسيلة إنّ "والدي مريض ومقعد أمّا أمّي فتعمل في الخدمة المنزلية، وثمّة أولاد صغار. لهذا أضطر إلى العمل في مهن موسمية لمساعدة أسرتي الفقيرة على العيش وتلبية احتياجاتها اليومية وتأمين الأدوية لوالدي".
من جهته، محمد - تحفّظ عن ذكر اسم عائلته - لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، لكنّه يبيع الكرموس أي التين الشوكي أو الهندية في اللهجة المغربية، في كل فصل صيف في ضواحي العاصمة الرباط. وهذه المهنة شائعة في هذا الفصل، إذ إنّ هذا النوع من الفاكهة يظهر في هذا الوقت تحديداً، كذلك فإّن مذاقه اللذيذ يغري كثيرين بالإضافة إلى فوائده الصحية. يقول محمد: "أبيع فاكهة الهندية في كل صيف على عربة أجرّها، وزبائني من كل الفئات الاجتماعية. وأنا أقوم بذلك من أجل توفير مصاريف السنة الدراسية المقبلة، خصوصاً أنّني مقبل على المرحلة الثانوية".
وفي الصيف، تنتشر كذلك مهنة النقش بالحنّاء التي يستهدف مزاولوها فئتَين من الزبائن. الأولى هي العرائس الشابات اللواتي يتزيّننَ لحفلات زفافهنّ التي تكثر خلال هذا الفصل، والثانية هي السياح الأجانب الذين يحبّون ألوان وبهجة النقش بالحنّاء على الأرجل واليدين، خصوصاً في المدن السياحية. وتقول السعدية المراكشية وهي نقاشة محترفة إنّ "مهنة النقش بالحناء تنتعش كثيراً في فصل الصيف، لا سيّما بالقرب من الشاطئ وفي الفضاءات العامة حيث يكثر إقبال السياح المغاربة والأجانب". تضيف أنّ "السائح الأجنبي هو أكثر من يطلب خدمة النقش بالحنّاء، لأنّ ذلك يلفته أكثر من المغربي الذي يرى في الحنّاء جزءا من عيشه".
وخلال فصل الصيف، تنتشر كذلك مهن أخرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالشاطئ والبحر، من قبيل تأجير الشماسي أو الكراسي للمصطافين. ثمّة مهنة أخرى لا تظهر إلا في الصيف وهي تدريب السباحة أو الإنقاذ البحري، ويعمل فيها شباب طيلة الفصل لقاء بدل مالي متواضع. أمّا مهمتهم فمراقبة المصطافين عند دخولهم إلى البحر وإنقاذ من قد يتعرّض منهم للغرق. في السياق، ينتهز آخرون فرصة اكتظاظ الشواطئ من أجل بيع بعض المشروبات مثل القهوة بالتوابل المغربية ذات الرائحة الزكية. لكنّ ذلك لا يدرّ كثيراً من المال، إلا أنّه قد يساعد هؤلاء الشباب على تأمين بعض مصاريفهم.
اقــرأ أيضاً
وتنتعش مهن عدّة خلال فصل الصيف في المغرب، إذ تحقق عائدات مالية لا تتوفّر في فصول أخرى. وتعود تلك المهن على مزاوليها وممتهنيها بمبالغ مالية صغيرة كانت أو كبيرة، إلا أنّها تسدّ من دون شك نقصاً في ميزانية الشاب أو الأسرة، كذلك قد تؤمّن ثمن مستلزمات الدراسة وغيرها من الاحتياجات الكثيرة التي لا تنتهي.
من أبرز المهن التي تعرف تنامياً ملحوظاً خلال فصل الصيف في المجتمع المغربي، سمسرة الشقق المفروشة للإيجار خلال أشهر العطلة الصيفية، وبيع التين الشوكي (الهندية)، والنقش بالحنّاء، والإنقاذ البحري، فضلاً عن بيع القهوة والحلويات وتأجير الشماسي والكراسي على شواطئ البحر.
عند مدخل كل مدينة سياحية في المغرب، من قبيل طنجة ومراكش وأغادير وأصيلة والصويرة والسعيدية وغيرها، يتوزّع فتيان وشباب من مختلف الأعمار يلوّحون بمفاتيح شقق مفروشة يعرضها أصحابها للإيجار على السيّاح الأجانب أو أهل البلاد الذين ينوون قضاء عطلة صيف ممتعة.
محمد كسيلة شاب عشريني يعمل في كلّ موسم صيف سمساراً مؤقتاً في مدينة أغادير جنوبيّ البلاد، يخبر أنّ "أصحاب بعض الشقق يسلمونني مفاتيحها ويطلبون منّي العثور على من يستأجرها خلال الصيف. إذا تمكنت من ذلك، أحصل على بعض المال من صاحب الشقة، والمستأجر كذلك لا يبخل عليّ". وعن صعوبات هذه المهنة يقول إنّ "الصعوبة بل الخطورة تتمثل في عدم معرفة من هو الشخص الذي ينوي استئجار الشقة أحياناً. فهو قد يتسبب في بعض المشكلات". لذا، ولتفادي أيّ مشكلة، راح كسيلة يعمل فقط مع أصحاب الشقق الذين يحرصون على تأجيرها للأسر وليس لشبان عازبين، "على الرغم من أنّ هؤلاء قد يمنحونني تدويرة أكبر من تلك التي نعطيها العائلات". وعن الأسباب التي دفعته إلى مزاولة هذه المهنة المؤقتة خلال أشهر الصيف الثلاثة، يقول كسيلة إنّ "والدي مريض ومقعد أمّا أمّي فتعمل في الخدمة المنزلية، وثمّة أولاد صغار. لهذا أضطر إلى العمل في مهن موسمية لمساعدة أسرتي الفقيرة على العيش وتلبية احتياجاتها اليومية وتأمين الأدوية لوالدي".
من جهته، محمد - تحفّظ عن ذكر اسم عائلته - لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، لكنّه يبيع الكرموس أي التين الشوكي أو الهندية في اللهجة المغربية، في كل فصل صيف في ضواحي العاصمة الرباط. وهذه المهنة شائعة في هذا الفصل، إذ إنّ هذا النوع من الفاكهة يظهر في هذا الوقت تحديداً، كذلك فإّن مذاقه اللذيذ يغري كثيرين بالإضافة إلى فوائده الصحية. يقول محمد: "أبيع فاكهة الهندية في كل صيف على عربة أجرّها، وزبائني من كل الفئات الاجتماعية. وأنا أقوم بذلك من أجل توفير مصاريف السنة الدراسية المقبلة، خصوصاً أنّني مقبل على المرحلة الثانوية".
وفي الصيف، تنتشر كذلك مهنة النقش بالحنّاء التي يستهدف مزاولوها فئتَين من الزبائن. الأولى هي العرائس الشابات اللواتي يتزيّننَ لحفلات زفافهنّ التي تكثر خلال هذا الفصل، والثانية هي السياح الأجانب الذين يحبّون ألوان وبهجة النقش بالحنّاء على الأرجل واليدين، خصوصاً في المدن السياحية. وتقول السعدية المراكشية وهي نقاشة محترفة إنّ "مهنة النقش بالحناء تنتعش كثيراً في فصل الصيف، لا سيّما بالقرب من الشاطئ وفي الفضاءات العامة حيث يكثر إقبال السياح المغاربة والأجانب". تضيف أنّ "السائح الأجنبي هو أكثر من يطلب خدمة النقش بالحنّاء، لأنّ ذلك يلفته أكثر من المغربي الذي يرى في الحنّاء جزءا من عيشه".
وخلال فصل الصيف، تنتشر كذلك مهن أخرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالشاطئ والبحر، من قبيل تأجير الشماسي أو الكراسي للمصطافين. ثمّة مهنة أخرى لا تظهر إلا في الصيف وهي تدريب السباحة أو الإنقاذ البحري، ويعمل فيها شباب طيلة الفصل لقاء بدل مالي متواضع. أمّا مهمتهم فمراقبة المصطافين عند دخولهم إلى البحر وإنقاذ من قد يتعرّض منهم للغرق. في السياق، ينتهز آخرون فرصة اكتظاظ الشواطئ من أجل بيع بعض المشروبات مثل القهوة بالتوابل المغربية ذات الرائحة الزكية. لكنّ ذلك لا يدرّ كثيراً من المال، إلا أنّه قد يساعد هؤلاء الشباب على تأمين بعض مصاريفهم.