وقبل ابتكار البلاستيك ومنتجاته، كانت مهنة الخواصة رائجة في العراق، والشرق الأوسط، إذ استخدم فيها القصب وسعف النخيل.
كذلك درجت جميع البيوت في العراق على اقتناء منتجات مهنة الخواصة لما لها من ماض عريق في البلاد، ساعد في ذلك وقوعها على نهري دجلة والفرات وعدد آخر من الأنهار التي يكثر القصب على ضفافها وتزدهر بزراعة النخيل.
حسام خالد الذي يملك محلاً لبيع منتجات "الخواصة" قال للأناضول إنه ورث المهنة عن أجداده.
وأضاف "انخفض الطلب على المنتجات اليدوية المصنوعة من القصب وسعف النخيل، بسبب زيادة منتجات البلاستيك، والتقدم التكنولوجي".
واستدرك "إلا أن هناك زبائن محددين يعرفون قيمة هذه الصناعات، يأتون لشراء منتجاتنا، إذ يستخدمونها كأدوات زينة في بيوتهم".
وأوضح خالد أنهم يقومون بصناعة سلال للملابس، والخضراوات، إلى جانب الموائد، وأقفاص الطيور، والمكانس، والكراسي التي تستخدم في الحدائق.
وأضاف أن تاريخ دكانه يعود إلى 50 عاماً، ويقوم بصناعة المنتجات المذكورة مع زميله المصري "محمد عبدالخالق" الذي يعيش في العراق منذ فترة طويلة.
من جانبه قال عبد الخالق (73 عاماً) إنه جاء إلى بغداد قبل 44 سنة، وتعلم مهنة الخواصة من والده، وإنه لم يترك العراق رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها.
وأردف أنه لا يتمكن من ترك مهنته رغم انخفاض منتجات الصناعات اليدوية.
وما زال في بغداد عدد من المحلات يمارس أصحابها مهنة الخواصة بعد أن ورثوها عن آبائهم، متحدين الاندثار أمام الزحف التكنولوجي.
(الأناضول)