مهمات صعبة تنتظر بايدن استعداداً لمواجهة ترامب

26 ابريل 2020
باشر بايدن تحضير فريقه الأساسي (ماندل أنغان/فرانس برس)
+ الخط -
باشر مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، جو بايدن، تجهيز أركان إدارته المقبلة، في ظلّ الاستفادة من إزاحة خصومه السابقين في الانتخابات التمهيدية. ولأن المعركة مع الرئيس دونالد ترامب في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لن تكون سهلة، يطرح كثر من دائرة بايدن وفي الإعلام الأميركي، فكرة تسمية ميشيل أوباما، زوجة الرئيس السابق باراك أوباما، نائبة لبايدن. وفي حال تمّ الاتفاق، رغم ممانعة السيدة الأولى سابقاً حتى الآن، فإن حظوظ المرشح الديمقراطي سترتفع بشكل كبير، خصوصاً أن ترامب ما زال متفوقاً في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي عموماً.

في ملف اختيار نائب له، أبدى بايدن إعجابه بميشيل أوباما، وذكر في مقابلة مع محطة "كي دي كي أي" في بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، أنه لو كان بوسعه الاختيار لاختار ميشيل أوباما، واصفاً إياها بـ"الرائعة"، لكنه أبدى شكوكه حول احتمال قبولها الاقتراح، معرباً عن اعتقاده بـ"عدم رغبتها في العيش بالقرب من البيت الأبيض مرة أخرى". ولم تكن هذه المرة الأولى التي يبدي فيها بايدن رغبته في اختيار ميشيل أوباما إلى جانبه في البيت الأبيض، إذ سبق أن أعلن ذلك في ولاية أيوا في فبراير/شباط الماضي، مؤيداً رؤيتها أيضاً عضوة في المحكمة العليا الأميركية.

من جهته، فنّد الكاتب في موقع قناة "سي أن أن" الأميركية، كريس سيليزا، مزايا ميشيل أوباما، مشيرا إلى أنها كانت المرأة نالت أكبر إعجاب في الولايات المتحدة في عامي 2018 و2019، وفقاً لاستطلاع موقع "غالوب"، وباعت أكثر من 10 ملايين نسخة من مذكراتها. وأسست أيضاً مجموعة غير حزبية، تهدف إلى زيادة تسجيل الناخبين، خصوصاً مع تأييدها التشريع الذي يهدف إلى التصويت المبكر وعبر البريد الإلكتروني في خضم أزمة وباء كورونا. واعتبر سيليزا أنه "لا يوجد شخص واحد في أميركا يمكن لبايدن اختياره كنائب للرئيس ومن شأنه أن يزيد فرصه في الفوز بالانتخابات أكثر من ميشيل أوباما". غير أن ميشيل أوباما كانت صريحة بتأكيدها "ليس لدي أي نية للترشح لمنصب الرئاسة على الإطلاق". وفي العام الماضي، في مقابلة مع كونان أوبراين في برنامج "كونان" على قناة "تي بي أس"، استبعدت أوباما مرة أخرى إمكانية الترشح للرئاسة (أو أي منصب آخر)، موضحة أن وقتها في البيت الأبيض منعها من أن تعيش حياة طبيعية. وفي حين لم يوجّه آل أوباما انتقادات علنية كثيرة إلى ترامب، إلا أن ميشيل أوباما عبّرت عن حزنها في حديث لقناة "سي بي أس" العام الماضي مما "يفعله للبلد ككل. ما يجب علينا أن ننتبه إليه حقاً هو نوع البلد الذي سنتركه لأطفالنا أو أحفادنا".

ومع استبعاد ميشيل أوباما، أكد بايدن استمراره في بحثه عن مرشحة لنيابة الرئيس، مكرراً تعهّده باختيار امرأة، لكنه امتنع في الوقت عينه عن الالتزام باختيار امرأة من أصول أفريقية لهذا الدور. وكشفت الكاتبة في "فوكس" إيلا نيلسن، أن بايدن أعلن في مقابلة تلفزيونية: "سنقوم قريباً بتسمية اللجنة لمراجعة ذلك والبدء في النظر في خلفيات المرشحين المختلفين المحتملين. وهذا ما يجري الآن". وحتى الآن تدور بورصة الأسماء المرشحة لهذا المنصب حول كل من أليكساندرا أوكاسيو ـ كورتيز، كامالا هاريس، آيمي كلوبوشار، غريتشين ويتمر، إليزابيث وارن، تامي بالدوين، تامي داكوورث، ستايسي أبرامز، كاثرين كورتيز ماستو، ميشيل لوجن غريشام، كيشا لانس بوتومز، فال ديمينغز.



وقال بايدن خلال مكالمة عبر الفيديو، بفعل تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة، مع المتبرعين لحملته الانتخابية: "بدأنا عملنا في سياق منصب نائب الرئيس، وسيستغرق الأمر بعض الوقت"، مضيفاً "في وقت ما في منتصف الشهر المقبل سنعلن عن لجنة تشرف على عملية اختيار نائب الرئيس". وأبدى بايدن رغبته في أن تكون نائبة الرئيس على تناغم أيديولوجي معه، فضلاً عن رغبته في اختيار شخص أصغر سناً ومستعد لتولي مهام الرئاسة في حالة ظهور مشاكل صحية أو ظروف أخرى غير متوقعة. ورأت نيلسن أن "القيمة المضافة الحقيقية للمرشحة لنيابة الرئاسة، تكمن في توجيه بايدن إشارة مبكرة حول الشكل الذي قد تبدو عليه الإدارة المستقبلية".

في الواقع، إن بايدن يتفوق على ترامب في حصوله على دعم الصوت النسائي، فقد أظهر استطلاع أجرته شبكة "سي أن أن" الأسبوع الماضي، أن بايدن يتقدم على ترامب بين النساء بفارق 30 نقطة. كما أن الناخبات المستقلات ساهمن في دفع الديمقراطيين، وعدد تاريخي من المرشحات، إلى مجلس النواب في الانتخابات النصفية الأميركية لعام 2018. ويمكنهن فعل الشيء نفسه لبايدن في رئاسيات 2020، خصوصاً أن تاريخ ترامب مع المواضيع المتعلقة بقضايا النساء لا يشفع له.

ومع وضوح تقدم بايدن بين النساء، إلا أنه يعاني في مسألة الإعلام الرقمي، فقد ذكر الكاتب في "بوليتيكو"، أليكس تومسون، أن الخلاف يتمحور بين كبار مستشاري بايدن حول ما إذا كان سيتم توظيف معظم فريقهم الرقمي في الحملة أم الاعتماد على شركة "هوكفيش"، المدعومة مالياً من الملياردير مايك بلومبيرغ، والتي أدارت حملته الرئاسية رقمياً قبل انسحابه. وتكمن أهمية الإعلام الرقمي في كثرة الاعتماد عليه في عصر كورونا، وستكون حاسمة في الحملات الانتخابية، قبل بضعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. فطرق التواصل التقليدية، كالتجمعات في المدن والبلدات أو قرع المندوبين للأبواب لتحفيز الناخبين على التصويت، بدأت تتراجع أمام تقدم الإعلام الرقمي.

ويبدو حضور ترامب الرقمي أكبر بكثير من حضور بايدن على"فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، وهو ما أجج النقاشات داخل صفوف فريق بايدن. كما أن فريق بايدن الرقمي يضمّ نحو 25 شخصاً، أي أقل من ربع فريق حملة ترامب الذي يضم 100 شخص. مع العلم أن فريق المرشحة السابقة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ضمّ نحو 100 شخص فقط في مثل هذا الفصل من عام 2016. ويجادل المدافعون عن تكليف "هوكفيش" بأنه بدلاً من قضاء أسابيع أو أشهر محتملة في بناء فريق داخلي يمكن للحملة مباشرة العمل الآن في ظلّ توفر الأموال المطلوبة، فضلاً عن تمتعها بـ"قائمة رائعة من مواهب وادي السيليكون". ويشدّدون على أنها "توفّر أفضل فرصة لهزيمة ترامب".