كانت مهرناز وفرناز التوأمان صغيرتين حين بدأتا تعلّم الموسيقى. العزف يجعلهما سعيدتين، خصوصاً حين يكونان معاً. بالنسبة إليهما، الموسيقى هي السعادة.
في يوم شتوي من العام 1983، ولدت طفلتان توأمان في عائلة فنيّة أحبّ أفرادها الموسيقى، واحترفوا العزف على آلات موسيقية إيرانية وغربية على حد سواء. تكبر إحداهما الأخرى بثلاث دقائق. لم تفترقا كثيراً في طفولتهما. عشقتا الموسيقى منذ الصغر، وإن كانت قد جمعتهما وفرّقتهما في آن، قبل أن تصبح سر سعادتهما، الأمر الذي يجعلهما عازفتين مختلفتين عن غيرهما، خصوصاً حين تعزفان معاً.
كانت مهرناز وفرناز دبير زاده قد حضرتا مع والدتيهما أول درس موسيقى في عمر الثالثة عشرة. كان يفترض أن تتعلّم فرناز العزف على الآلات الموسيقية الإيرانية الكلاسيكية، على أن تتعلّم مهناز العزف على البيانو والأورغ. هذا ما اتفقت عليه العائلة، وما رغبت فيه الفتاتان. لكن خلال التسجيل، حدث خطأ أدى إلى تبديل اسميهما، مما غير حياتهما. وبالفعل، درست كل واحدة ما كان يجب أن تدرسه الأخرى من دون اعتراض.
تقول فرناز، وهي الأصغر، إن شقيقتها عنيدة، وعادة ما تصرّ على تحقيق أهدافها، لافتة إلى أنها لا تتمتّع بهذه الصفة. وتلفت إلى أن شقيقتها كانت تتمرن كثيراً بعكسها، حتى باتت تتقن العزف على معظم الآلات الموسيقية الإيرانية. تضيف أن أستاذها لم يشجعها، مما جعلها تترك الموسيقى لفترة. ابتعدت قليلاً عن البيانو والأورغ وانشغلت بدراستها الجامعية، وقد درست علم النفس، واتجهت إلى المسرح والتمثيل، وشاركت في عدد من المسلسلات والأفلام الإيرانية. وفي بعض الأحيان، كانت تحضر صفوف البيانو بالإضافة إلى السنتور (السنطور).
تزوجت فرناز وهي في الثامنة والعشرين من عمرها. في هذه الفترة، توفيت شقيقتهما إثر إصابتها بمرض السرطان. تأثّرت فرناز كثيراً وأصيبت باكتئاب. إلا أن هذه التجربة الصعبة أعادتها إلى الموسقى، بتشجيع من مهرناز ووالدتها وزوجها. حين عادت، درست الموسيقى التقليدية الإيرانية. وبمساعدة شقيقتها التوأم، تعلمت بسرعة وما زالت. تشير إلى أنها تخشى الشهرة ولا تحب الأضواء على عكس شقيقتها، التي بات لديها متابعون ومعجبون على مواقع التواصل الاجتماعي. إلّا أنها تحب العزف مع شقيقتها.
أما مهرناز، فتقول إنّها تعزف الموسيقى منذ كانت صغيرة، وقد عملت مع عازفين محترفين، وألّفت موسيقى تصويرية لأفلام إيرانية عدة، وأتقنت العزف على الآلات الإيرانية التقليدية والإيقاعية. في الوقت الحالي، تعطي دروساً في الموسيقى للنساء والأطفال، وتعمل مع أربع فرق موسيقية تعزف ألحاناً من تأليفها. وستكون الإيرانية الأولى التي تنضم إلى شركة سيلا الألمانية لصناعة الآلات الموسيقية، عدا عن كونها ضمن مجموعة موسيقيّة إيرانيّة تضمّ أشهر العازفين الذين سيعطون دروساً عن بعد للراغبين في تعلّم الموسيقى في كل أنحاء البلاد. ولا تخفي رغبتها في تكثيف العمل مع شقيقتها، لافتة إلى أنهما تعزفان في البيت أحياناً، وتسجلان فيديوهات تلقى استحساناً على مواقع التواصل الاجتماعي. من خلال عدد المتابعين الكبير، تدركان أن هذا نجاح. لذلك، تخطّطان للعمل معاً بشكل أكبر، وعزف موسيقى إيرانية من تلحينهما.
الموسيقى تجمع التوأمين. حين تجلسان معاً، لا تحتاجان إلى الكثير من التمارين لتسجيل فيديو واحد. الإحساس الذي يجمعهما يجعلهما قادرتين على التواصل بالموسيقى وليس بالكلام. ترى مهرناز وفرناز أن الموسيقى الإيرانية جيدة في الوقت الراهن، وهناك العديد من الموسيقيّين المبدعين خصوصاً بين شريحة الشباب، وإن كانتا تشيران إلى وجود نوع من المبالغة. صحيح أنّهما تؤيدان التجدد، لكن المبالغة قد تكون عاملاً سلبياً. لذلك، تفضلان البساطة.
وإن كانتا تعتبران أنّ العزف المنفرد في إيران مميز، تشيران إلى ضعف العمل الجماعي بين الموسيقيين الإيرانيين، وهو ما يميزهما كونهما تعزفان معاً. وتقول مهناز إن تعليم الموسيقى يلقى اهتماماً أكبر في البلاد، وإن كان هناك ضوابط غالباً ما تفرضها القوانين.
وعن الموسيقى التي تعزفها الإيرانيات، تقول الشقيقتان إنها جيدة بشكل عام، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من التطوير. في البلاد فرق موسيقية خاصة للنساء، وتحضر حفلاتهن النساء فقط. إلّا أنّ فرقاً أخرى تضم نساء أيضاً نجحت في الحصول على تراخيص لتقديم حفلات مختلطة.
ترى الشقيقتان التوأمان أن الموسيقى هي "إكسير السعادة". لأنها كذلك، تصرّان على التميّز. ورغم أن إحداهما لا تحب الأضواء، في وقت بات اسم الأخرى أكثر تداولاً، تتعاونان كثيراً. في بعض الأحيان، حين تكون مهرناز غير قادرة على المشاركة في أحد البرامج، أو لقاء بعض المعجبين، تلتقي فرناز بهم رغم عدم حبها للشهرة. كل من يتابعهما يدرك أن عزفهما المشترك هو أمر فريد وجميل.
اقــرأ أيضاً
في يوم شتوي من العام 1983، ولدت طفلتان توأمان في عائلة فنيّة أحبّ أفرادها الموسيقى، واحترفوا العزف على آلات موسيقية إيرانية وغربية على حد سواء. تكبر إحداهما الأخرى بثلاث دقائق. لم تفترقا كثيراً في طفولتهما. عشقتا الموسيقى منذ الصغر، وإن كانت قد جمعتهما وفرّقتهما في آن، قبل أن تصبح سر سعادتهما، الأمر الذي يجعلهما عازفتين مختلفتين عن غيرهما، خصوصاً حين تعزفان معاً.
كانت مهرناز وفرناز دبير زاده قد حضرتا مع والدتيهما أول درس موسيقى في عمر الثالثة عشرة. كان يفترض أن تتعلّم فرناز العزف على الآلات الموسيقية الإيرانية الكلاسيكية، على أن تتعلّم مهناز العزف على البيانو والأورغ. هذا ما اتفقت عليه العائلة، وما رغبت فيه الفتاتان. لكن خلال التسجيل، حدث خطأ أدى إلى تبديل اسميهما، مما غير حياتهما. وبالفعل، درست كل واحدة ما كان يجب أن تدرسه الأخرى من دون اعتراض.
تقول فرناز، وهي الأصغر، إن شقيقتها عنيدة، وعادة ما تصرّ على تحقيق أهدافها، لافتة إلى أنها لا تتمتّع بهذه الصفة. وتلفت إلى أن شقيقتها كانت تتمرن كثيراً بعكسها، حتى باتت تتقن العزف على معظم الآلات الموسيقية الإيرانية. تضيف أن أستاذها لم يشجعها، مما جعلها تترك الموسيقى لفترة. ابتعدت قليلاً عن البيانو والأورغ وانشغلت بدراستها الجامعية، وقد درست علم النفس، واتجهت إلى المسرح والتمثيل، وشاركت في عدد من المسلسلات والأفلام الإيرانية. وفي بعض الأحيان، كانت تحضر صفوف البيانو بالإضافة إلى السنتور (السنطور).
تزوجت فرناز وهي في الثامنة والعشرين من عمرها. في هذه الفترة، توفيت شقيقتهما إثر إصابتها بمرض السرطان. تأثّرت فرناز كثيراً وأصيبت باكتئاب. إلا أن هذه التجربة الصعبة أعادتها إلى الموسقى، بتشجيع من مهرناز ووالدتها وزوجها. حين عادت، درست الموسيقى التقليدية الإيرانية. وبمساعدة شقيقتها التوأم، تعلمت بسرعة وما زالت. تشير إلى أنها تخشى الشهرة ولا تحب الأضواء على عكس شقيقتها، التي بات لديها متابعون ومعجبون على مواقع التواصل الاجتماعي. إلّا أنها تحب العزف مع شقيقتها.
أما مهرناز، فتقول إنّها تعزف الموسيقى منذ كانت صغيرة، وقد عملت مع عازفين محترفين، وألّفت موسيقى تصويرية لأفلام إيرانية عدة، وأتقنت العزف على الآلات الإيرانية التقليدية والإيقاعية. في الوقت الحالي، تعطي دروساً في الموسيقى للنساء والأطفال، وتعمل مع أربع فرق موسيقية تعزف ألحاناً من تأليفها. وستكون الإيرانية الأولى التي تنضم إلى شركة سيلا الألمانية لصناعة الآلات الموسيقية، عدا عن كونها ضمن مجموعة موسيقيّة إيرانيّة تضمّ أشهر العازفين الذين سيعطون دروساً عن بعد للراغبين في تعلّم الموسيقى في كل أنحاء البلاد. ولا تخفي رغبتها في تكثيف العمل مع شقيقتها، لافتة إلى أنهما تعزفان في البيت أحياناً، وتسجلان فيديوهات تلقى استحساناً على مواقع التواصل الاجتماعي. من خلال عدد المتابعين الكبير، تدركان أن هذا نجاح. لذلك، تخطّطان للعمل معاً بشكل أكبر، وعزف موسيقى إيرانية من تلحينهما.
الموسيقى تجمع التوأمين. حين تجلسان معاً، لا تحتاجان إلى الكثير من التمارين لتسجيل فيديو واحد. الإحساس الذي يجمعهما يجعلهما قادرتين على التواصل بالموسيقى وليس بالكلام. ترى مهرناز وفرناز أن الموسيقى الإيرانية جيدة في الوقت الراهن، وهناك العديد من الموسيقيّين المبدعين خصوصاً بين شريحة الشباب، وإن كانتا تشيران إلى وجود نوع من المبالغة. صحيح أنّهما تؤيدان التجدد، لكن المبالغة قد تكون عاملاً سلبياً. لذلك، تفضلان البساطة.
وإن كانتا تعتبران أنّ العزف المنفرد في إيران مميز، تشيران إلى ضعف العمل الجماعي بين الموسيقيين الإيرانيين، وهو ما يميزهما كونهما تعزفان معاً. وتقول مهناز إن تعليم الموسيقى يلقى اهتماماً أكبر في البلاد، وإن كان هناك ضوابط غالباً ما تفرضها القوانين.
وعن الموسيقى التي تعزفها الإيرانيات، تقول الشقيقتان إنها جيدة بشكل عام، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من التطوير. في البلاد فرق موسيقية خاصة للنساء، وتحضر حفلاتهن النساء فقط. إلّا أنّ فرقاً أخرى تضم نساء أيضاً نجحت في الحصول على تراخيص لتقديم حفلات مختلطة.
ترى الشقيقتان التوأمان أن الموسيقى هي "إكسير السعادة". لأنها كذلك، تصرّان على التميّز. ورغم أن إحداهما لا تحب الأضواء، في وقت بات اسم الأخرى أكثر تداولاً، تتعاونان كثيراً. في بعض الأحيان، حين تكون مهرناز غير قادرة على المشاركة في أحد البرامج، أو لقاء بعض المعجبين، تلتقي فرناز بهم رغم عدم حبها للشهرة. كل من يتابعهما يدرك أن عزفهما المشترك هو أمر فريد وجميل.