اختتمت في محافظة إربد شمالي الأردن فعاليات "مهرجان الرمان" والمنتجات الريفية السنوي الثاني عشر الذي تنظمه مديرية زراعة محافظة إربد لأربعة أيام، بمشاركة مئات المزارعين والتجار لعرض أصناف الرمان وبأسعار تفضيلية.
وشهد المهرجان حضور آلاف المواطنين لندرته في المنطقة بشكل عام، ولجمال الفكرة في طرح أصناف الرمان المختلفة وعرض الأسعار التفضيلية على الأصناف الفاخرة وحتى على شتول الرمان لمن أراد الشراء.
وشهدت زراعة الرمان في الأردن تطوراً ملحوظاً، وزيادة في مساحات الأراضي المزروعة بأشجار الرمان لتصل إلى حوالي 15 ألف دونم تتركز في شمال الأردن، وخصوصاً لواء الكورة وبني كنانة ووادي شعيب والكرك والطفيلة والمفرق ومناطق عديدة أخرى، وبحسب تقرير صدر عن وزارة الزراعة يقدر الإنتاج الكلي بحوالي 40 ألف طن، إذ تساهم هذه الزراعة في تعزيز مدخولات الأسر وتوفر فرص عمل ومكاسب مالية لعدد من الأسر الريفية.
وقال أحمد الشياب أحد أكبر مزارعي الرمان في إربد لـ"العربي الجديد" إن المهرجان فرصة جميلة لعرض المنتجات القروية على الساحة المحلية بشكل عام، حيث أن عشاق الرمان والذين يعرفون فوائده على الجسم والبشرة يواظبون على حضور المهرجان بشكل سنوي.
وأكد الشياب أن المبيعات في كل سنة بنفس المعدل، وما يرفع هذه النسبة دوماً هو ما يصدر للخارج عن طريق المغتربين الأردنيين، والذين يشترون الرمان لاستعمالاتهم الشخصية وليس للتجارة والبيع.
وقال الشياب إن من أبرز أصناف الرمان المزروعة في الأردن "الفرنسي والرمان الحلو والماوردي". وبين أن شجرة الرمان تعتبر من الأشجار المعمرة وقد تعمر إلى 50 سنة وموطنها الأصلي إيران، حيث انتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية، ونقلها العرب إلى إسبانيا.
(العربي الجديد)
وقال أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمود الجمعاني إن الوزارة منعت استيراد الرمان منذ شهر يوليو/تموز ولغاية شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، لحماية المنتج المحلي من الرمان، ولتمكين المزارعين من بيع منتجاتهم وتسويقها.
وأضاف أن زيادة عدد المزارعين المشاركين بالموسم الحالي بنسبة 30% عن العام الماضي يعكس مدى الثقة والنجاح اللافت والمميز للمهرجان، ويشارك بالمهرجان 115 مشاركاً، منهم 59 مزارعا، سيخصص لهم أجنحة لعرض الرمان ومنتجاته و9 أجنحة للمأكولات الشعبية والتراثية، إضافة لأجنحة لنباتات الزينة والمنتجات الريفية والغذائية والحرف والأشغال اليدوية والجمعيات الخيرية والتعاونية والعصائر المختلفة.
وأضاف أن "زراعة الرمان لها دور اقتصادي واجتماعي كبير، ونضع الخطط لتطويرها والنهوض بها عبر معالجة التحديات التي تواجه المزارعين، واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في تنميتها والمساعدة في الترويج لها، كونها أصبحت جزءاً أساسياً في توفير فرص العمل للأسر والمجتمعات المحلية".
وبين الجمعاني أن "الوزارة تولي القطاع الزراعي الرعاية والاهتمام لما له من دور مهم في الأمن الغذائي والصحي للمجتمع، وأن زراعة الرمان متوارثة عبر الأجيال، لا سيما في المناطق الريفية، وتسهم في رفد الأسر بدخل مادي جيد".
(العربي الجديد)
وقال مدير مديرية زراعة محافظة إربد الدكتور عبدالوالي طاهات، إن المهرجان أصبح معلماً مميزاً لمحافظة إربد، حيث يقام للسنة الثانية عشرة على التوالي للتعريف بالقيمة الغذائية والاقتصادية لمنتجات الرمان، ويشكل كذلك أهمية للعاملين في القطاع، ويحقق عائداً مادياً للمزارعين في إقليم الشمال يساعدهم على التغلب على مصاعب الحياة المختلفة.
وأكد أهمية المهرجان في التعريف بشجرة الرمان وفوائدها الغذائية والعلاجية، وتوفير مكان مناسب للمزارعين لعرض منتجاتهم من الثمار ودبس الرمان والعصير وخل الرمان، إضافة إلى أجنحة أخرى مخصصة للمأكولات الشعبية، ومنتجات السيدات الريفيات من المخللات والمربيات والألبان والأجبان والعسل الطبيعي، وأجنحة خاصة بالحرف اليدوية والإكسسوارات ونباتات الزينة الداخلية والصابون والشموع والخشبيات المنوعة.
وقال رئيس جمعية منتجي الرمان في بلدة كفرسوم بلواء بني كنانة المهندس عاهد عبيدات: "إن المهرجان يهدف إلى إتاحة الفرص المناسبة لتسويق الرمان ومنتجاته، وتسويق منتجات السيدات الريفيات، فضلا عن المحافظة على الموروث الشعبي من خلال عرض وبيع المأكولات الشعبية، والاستمرار في توعية المواطنين بأهمية الرمان ومنتجاته الغذائية والعلاجية".
وأكد أن المهرجان نجح بإيجاد تسويق مباشر للمشاركين به، وساهم بدعم المزارع والحفاظ على مزارع الرمان، لا سيما أن مبيعات الرمان تمثل لدى الكثير منهم مصدر دخل أساسياً ووحيداً طيلة العام.
(العربي الجديد)