في قلعة مكونة في الجنوب الشرقي للمغرب، كان يُقام قديماً حفلٌ صغيرٌ للفرح بوردة "دامسكينا" أو الوردة الدمشقية، صار الحفل موسماً. وفي 2012، صار مهرجاناً محلياً بطابع دوليّ. إذ
أضاف السيّاح الزائرون لقلعة مكونة، وأصحاب الشراكات الأجنبية مع التعاونيات المحلية المصنّعة لماء الورد، طابعاً دولياً. أما الطابع المحلي، فاتسع ليصل مداه جميع القرى المجاورة للقلعة ومدن المغرب كافّة.
تنبت الوردة الدمشقية وفق كتاب يوسف عوباسين "تثمين الموارد الترابية بواحة دادس على طول دادس، وهو اسم يطلق على واحة ممتدة طولياً في الجنوب الشرقي للمغرب، يخترقها وادٍ يجري بشكل طولي وهو أحد روافد وادي درعة. موطن الوردة الأصل هو دمشق، وانتقلت زراعتها إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين، لتنتشر في مناطق فرنسا وبلغاريا".
تعرَّف سُكّان الصحاري المستقرون بالواحات الجنوبية للمغرب والجزائر على الوردة عن طريق القوافل التي تعبر الصحراء من السودان عبر الشرق العربي، وتعددت الروايات وطاولت اليهود أيضاً. لكن، مع الاستعمار الفرنسي تغيرت الوضعية وانتشرت زراعة الورد عندما أصدر المقيم العام الفرنسي سنة 1930 أوامره للقيام بدراسة حول الورود بدادس. وفي عام 1938 قامت أول شركة ببناء أول معمل لتقطير الورود بقلعة مكونة.
تعتبر وردة "Damascena" الأكثر زراعة بالمغرب، ولا يمكن الحصول على منتجاتها من الزيت والماء إلّا في مناخ حار وبارد جاف أثناء الشتاء مع نظام ريّ ملائم. ويمكن للتطرُّف المناخي مثل الصقيع أو الجفاف أو الرطوبة أن يوقع خسائر تصل إلى 80% من الإنتاج السنوي.
يقول مدير المهرجان، رشدي بوبكر، لـ"العربي الجديد": "كان الناس في شهر نيسان يأتون إلى القلعة، ويقيمون في خيم لمدة أسبوع، يحتفلون مع عائلاتهم بموسم الورد، وقد شجَّع الاستعمار على ذلك من خلال مشاركته بالاحتفال. كان الورد حينها يُباع فقط لمعمل التقطير الفرنسي الوحيد بالمنطقة".
يضيف: "عندما اتّسعت مساحات زراعة الورد، صار لدينا بعد الاستقلال موسم، حافظ على فعاليّاته مثل الكرنفال وملكة جمال الورود. في عام 2012، عندما تحوّل الموسم إلى مهرجان أضيفت له الندوات العلمية والأكاديمية حول زراعة الورود للاستفادة من تجارب الدول المنتجة للورد".
ويزرَع الورد على مساحة تقدر بـ 3500 كم على طول واحة دادس بـ 800 هكتار، نسبة كبيرة منها على شكل سياج لحماية الحقول، وأضيفت لها الزراعة العصرية على شكل حقول طولية داخل ضيعات خاصة بالورد.
انطلق المهرجان بمسابقة "جائزة الفلاح" ومسابقات فنية و"العدو الريفي" وبرنامج لكرة القدم، وندوات علمية بعنوان "البحث العلمي والتغيرات المناخية على الورد"، "أسواق تجارة منتجات الورد العطري"، إضافة إلى أنشطة "جامع الفنا" وهي عبارة عن حكايات، واختيار ملكة جمال الورود وفق معايير ومسابقة "الفانتازيا" (التبوريدة) وأمسيات فنية شارك فيها الفنان بلال المغربي وفرق محلية.
شاركت خلال أربعة أيام فرق فنية محلية، تختلف بلباسها التقليدي وغنائها الذي يعكس طبيعتها المحلية ولغتها الأمازيغية. منها مجموعة "الركبة" وفرقة "أوجا إبراهيم لأحيدوس" وفرقة "اللوز إمغران" إلى جانب مشاركة جمعيات محلية تهتم بذوي الإعاقة والوضعية الصعبة والمرأة والطفل.
يطمح منظمو المهرجان على مدى قريب إلى "تنظيم المنتج والمنتجين في تعاونيات أوسع وجمعيات تنخرط تحت مظلة الفيدرالية البيمهنية المغربية، حتى تستطيع الأخيرة أن تشكل ضغطاً لتحسين مستوى معيشة الفلاحين" وفق بوبكر. وينادي المهرجان بجعل واحة "دادس" واحة بيولوجية وإعطائها رمز جودة خاصاً بها.
لم تتطور زراعة الورد لدى الفلّاح البسيط عن مستوى الزراعة المعيشية، فهو ما زال يقطف الورد ويبيعه في السوق مقابل دراهم معدودة، لكن تجارب لتعاونيات عدة خاصة النسائية أثبتت جدارة المنتج المغربي وتصديره للخارج، يقول بوبكر: "يحتل المغرب المرتبة الأولى عالمياً في مستخلصات الورد مثل ماء الورد وزيته العطري، وبدأ الفلاح بنفسه بغزو هذه الأسواق، كما ساعد الإعلام والانفتاح على العالم بتحسين حجم الإنتاج".
اقــرأ أيضاً
تنبت الوردة الدمشقية وفق كتاب يوسف عوباسين "تثمين الموارد الترابية بواحة دادس على طول دادس، وهو اسم يطلق على واحة ممتدة طولياً في الجنوب الشرقي للمغرب، يخترقها وادٍ يجري بشكل طولي وهو أحد روافد وادي درعة. موطن الوردة الأصل هو دمشق، وانتقلت زراعتها إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين، لتنتشر في مناطق فرنسا وبلغاريا".
تعرَّف سُكّان الصحاري المستقرون بالواحات الجنوبية للمغرب والجزائر على الوردة عن طريق القوافل التي تعبر الصحراء من السودان عبر الشرق العربي، وتعددت الروايات وطاولت اليهود أيضاً. لكن، مع الاستعمار الفرنسي تغيرت الوضعية وانتشرت زراعة الورد عندما أصدر المقيم العام الفرنسي سنة 1930 أوامره للقيام بدراسة حول الورود بدادس. وفي عام 1938 قامت أول شركة ببناء أول معمل لتقطير الورود بقلعة مكونة.
تعتبر وردة "Damascena" الأكثر زراعة بالمغرب، ولا يمكن الحصول على منتجاتها من الزيت والماء إلّا في مناخ حار وبارد جاف أثناء الشتاء مع نظام ريّ ملائم. ويمكن للتطرُّف المناخي مثل الصقيع أو الجفاف أو الرطوبة أن يوقع خسائر تصل إلى 80% من الإنتاج السنوي.
يقول مدير المهرجان، رشدي بوبكر، لـ"العربي الجديد": "كان الناس في شهر نيسان يأتون إلى القلعة، ويقيمون في خيم لمدة أسبوع، يحتفلون مع عائلاتهم بموسم الورد، وقد شجَّع الاستعمار على ذلك من خلال مشاركته بالاحتفال. كان الورد حينها يُباع فقط لمعمل التقطير الفرنسي الوحيد بالمنطقة".
يضيف: "عندما اتّسعت مساحات زراعة الورد، صار لدينا بعد الاستقلال موسم، حافظ على فعاليّاته مثل الكرنفال وملكة جمال الورود. في عام 2012، عندما تحوّل الموسم إلى مهرجان أضيفت له الندوات العلمية والأكاديمية حول زراعة الورود للاستفادة من تجارب الدول المنتجة للورد".
ويزرَع الورد على مساحة تقدر بـ 3500 كم على طول واحة دادس بـ 800 هكتار، نسبة كبيرة منها على شكل سياج لحماية الحقول، وأضيفت لها الزراعة العصرية على شكل حقول طولية داخل ضيعات خاصة بالورد.
انطلق المهرجان بمسابقة "جائزة الفلاح" ومسابقات فنية و"العدو الريفي" وبرنامج لكرة القدم، وندوات علمية بعنوان "البحث العلمي والتغيرات المناخية على الورد"، "أسواق تجارة منتجات الورد العطري"، إضافة إلى أنشطة "جامع الفنا" وهي عبارة عن حكايات، واختيار ملكة جمال الورود وفق معايير ومسابقة "الفانتازيا" (التبوريدة) وأمسيات فنية شارك فيها الفنان بلال المغربي وفرق محلية.
شاركت خلال أربعة أيام فرق فنية محلية، تختلف بلباسها التقليدي وغنائها الذي يعكس طبيعتها المحلية ولغتها الأمازيغية. منها مجموعة "الركبة" وفرقة "أوجا إبراهيم لأحيدوس" وفرقة "اللوز إمغران" إلى جانب مشاركة جمعيات محلية تهتم بذوي الإعاقة والوضعية الصعبة والمرأة والطفل.
يطمح منظمو المهرجان على مدى قريب إلى "تنظيم المنتج والمنتجين في تعاونيات أوسع وجمعيات تنخرط تحت مظلة الفيدرالية البيمهنية المغربية، حتى تستطيع الأخيرة أن تشكل ضغطاً لتحسين مستوى معيشة الفلاحين" وفق بوبكر. وينادي المهرجان بجعل واحة "دادس" واحة بيولوجية وإعطائها رمز جودة خاصاً بها.
لم تتطور زراعة الورد لدى الفلّاح البسيط عن مستوى الزراعة المعيشية، فهو ما زال يقطف الورد ويبيعه في السوق مقابل دراهم معدودة، لكن تجارب لتعاونيات عدة خاصة النسائية أثبتت جدارة المنتج المغربي وتصديره للخارج، يقول بوبكر: "يحتل المغرب المرتبة الأولى عالمياً في مستخلصات الورد مثل ماء الورد وزيته العطري، وبدأ الفلاح بنفسه بغزو هذه الأسواق، كما ساعد الإعلام والانفتاح على العالم بتحسين حجم الإنتاج".