هذه السنة على غير العادة، افتتحت الدورة الـ 48 لـ"مهرجان دوز" التراثي مساء أمس الخميس بعرض ملحمي تحت عنوان "ثورة الصحراء "عرض خلاله نضال أهالي المنطقة في وجه المستعمر الفرنسي، وكيفية تحرير سبايا الجهة من البرج العسكري الفرنسي القابع على صدورهم، حسب السكان المحليين، آنذاك.
بدورها قالت وزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر، معلقة على ملحمة "ثورة الصحراء"، مشاهد خارقة للعادة، هي لوحات استيتيقية رائعة من حيث الإخراج والمحتوى.. هذه الملحمة تخلد جزءاً من كفاح الشعب التونسي ضد الوجود الاستعماري. ويعود تاريخ "مهرجان الصحراء دوز" لسنة 1910، وكان يحمل اسم "عيد الجمل"، خلاله كانت فرنسا (استعمرت تونس من سنة 1881 إلى 1956) تختار أفضل الخيول والجمال وكذلك الرجال من أجل إلحاقهم بجيشها.
"ثورة الصحراء" ملحمة شارك في تجسيدها أكثر من 500 شخص من أهالي الجهة وفناني تونس تصوّر حقبة الاستعمار الفرنسي وثورة أهالي الجنوب ضده. بدو رحل، اجتمعوا حول آبار مياه، والأغنام حولهم ترعى، لا ينغص عيشهم سوى بعض الغارات المتتالية من الجيش الفرنسي، حسب مشاهد الملحمة.
غارات وهجمات انتهت بسبي نساء القرية وقتل بعض أبنائهم وشيوخ الجهة بدعوة التحاقهم بدول المحور ومشاركة جيش ألمانيا في حربه ضد فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. وتتواصل مشاهد الملحمة بإعدامات ميدانية نفذها الجنود الفرنسيون في حق رجال عزل يدافعون عن عرضهم وأهلهم وماشيتهم (أغنامهم)، ويُقاد السبايا إلى البرج العسكري وتغلق خلفهم الأبواب وتوصد.
وأكد سكان الجهة أن أطوار هذه الملحمة تعود الى يومي 28و29 مايو/أيار 1944، خلالها حرر سكان "دوز" سباياهم من النساء من المستعمر الفرنسي الذي احتجزهم في البرج العسكري نكاية في سكان الجهة الذين انضموا لصف دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية. وعقب نهاية الملحمة، قال مدير المهرجان محمد الشريف، دوز مدينة تعيش على ضفاف الصحراء لها عادات وتقاليد وعندها طقوس تحافظ عليها.
ويقدم مهرجان الصحراء بدوز، الذي تعود أولى دوراته إلى سنة 1910، عروضاً، وفقرات فلكلورية، ومسابقات خيل وجمال، وحفلات فنية، ومسرحية وسط المدينة، ومسابقة أجمل جواد، كما يشهد اليوم الختامي إعادة عرض ملحمة "ثورة الصحراء".
اقرأ أيضاً: تعرفوا إلى فايدة حمدي: الشرطية التي صفعت البوعزيزي