توافد فنانون ومثقفون فلسطينيون من الناصرة وترشيحا وحيفا وكندا وألمانيا وبيروت والدنمارك، لإحياء أيام التراث والثقافة الفلسطينية.
يأتي النشاط ضمن فعاليات أقامتها الجالية الفلسطينية بمبادرة من "بيت الثقافة العربي" و"الرابطة الفلسطينية"، لتعزيز التعاون الدنماركي الفلسطيني، على طريق اتفاق تفاهم بين رام الله وآرهوس الدنماركية. وأشارت عضوة المجلس البلدي لآرهوس، ييتا ينسن، في كلمتها الافتتاحية إلى أوجه التعاون بين مدينتها وفلسطين في شتى المجالات.
وحظيت جولة الأيام الثقافية باهتمام وحضور مميزين، على مدى ثلاثة أيام، من الجمعة وحتى الأحد الماضي، وبحضور رسمي من أحزاب ومنظمات دنماركية، وحضور شعبي دنماركي-فلسطيني، واهتم الإعلام المحلي بالفعالية "التي تعكس الوجه الآخر للشعب الفلسطيني، الذي كان يصر بعض الناس على تقديمه في قالب نمطي من الهمجية والتخلف"، وفق ما قال الطبيب الفلسطيني-الألماني رضا آغا في كلمته التي ألقاها مستعرضاً التاريخ الطويل للحضارة الفلسطينية.
عقدت عدة ندوات ومحاضرات ولقاءات بين الفلسطينيين والدنماركيين، لتنسيق التعاون وتوسيع آفاقه بين الطرفين في سبيل الاعتراف الكلي بدولة فلسطينية مستقلة، كما عبّرت السياسية الدنماركية، ييتا ينسن، في لقاء جمعها بالضيوف وأبناء الجالية الفلسطينية.
المبادرة الفلسطينية-الدنماركية، "تحمل أهمية التفاعل الثقافي والفني مع الشعوب الأخرى كواحدة من أهم روافع التعريف بالقضية والشعب الفلسطينيين" وفق ما قاله المنظمون، لـ"العربي الجديد".
ولم تقتصر الأيام الثقافية والتراثية على جانبها ذلك فحسب، إذ تحولت بعض المشاركات إلى اهتمام بقضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والاعتداءات اليومية لدولة الاحتلال، ومحاولته شطب الوجود الفلسطيني بالسطو حتى على تراثه وثقافته. كذلك ما يعانيه الفلسطينيون في سورية من حصار وتدمير وتهجير.
تذوق الحضور العربي- الدنماركي، بعض القصائد المترجمة التي ألقاها الشاعر والكاتب الفلسطيني من تورنتو، سهيل كعوش، والذي لم تخلُ قصائده من التضامن مع الشعب السوري ومعاناته تحت القصف والتدمير اليومي.
لم تقتصر العروض على فرقة "جفرا" للفنون والتراث، التي أدت عروضاً تفاعل معها الجمهور الحاضر، فكانت هناك مشاركة لفرقة "بيلسان" الآتية من الناصرة خصيصاً للمشاركة بتقديم أغان فولكلورية فلسطينية، أدتها الفنانة حنين زعبي، مع موسيقى التخت الشرقي لفنانين شبان من فلسطينيي الـ48 حضروا من الناصرة وترشيحا وحيفا.
اقرأ أيضاً: مهرجانات البترون: أطباق بحرية وموسيقى
وعبرت الفنانة الفلسطينية حنين الزعبي عن سعادتها بتفاعل فلسطينيي المهجر مع تراثهم وثقافتهم الفلسطينية، وأثار إعجابَها "الشبانُ والفتياتُ الذين حافظوا على الدبكة الفلسطينية كجزء من هويتهم التي تتناقلها الأجيال".
وبدورها قدمت الباحثة الفلسطينية، نائلة عزام لبس، المهتمة بجمع الفلكلور الفلسطيني والحفاظ عليه، عروضاً موزعة بين الجالية الفلسطينية والجمهور الدنماركي عما يعنيه ذلك الفلكلور والتراث الشعبي "لبقائه والحفاظ عليه متوارثاً" بين الأجيال وبين الداخل والخارج. وركزت الباحثة لبس على دور المرأة الفلسطينية "من خلال الأغاني في حفظ الموروث الفلسطيني، وخصوصا في الأعراس، جيلاً بعد جيل".
شملت الأمسيات الفلسطينية مشاركة فنانين فلسطينيين كمصطفى زمزم، الذي حضر من بيروت، وأحمد أبو سمرة من الدنمارك، وقدما وصلات من الأغنية الوطنية والتراثية الفلسطينية. وقدمت الجالية الصومالية وصلة من التراث الشعبي تضامناً مع الفلسطينيين.