مهرجان المسرح العربي: ضرورات حتمية

21 ابريل 2015
من "حلم ليلة دم" لـ عبد المجيد شكير
+ الخط -

تحت شعار "التضامن العربي ضرورة حتمية"، انطلقت أول أمس أيام الدورة الثالثة عشرة من مهرجان "المسرح العربي" على خشبة "مسرح ميامي" وسط القاهرة، وتستمر حتى 30 نيسان/ أبريل، بمشاركة أكثر من 100 مسرحي عربي، ما بين مخرجين وممثلين ونقاد.

يتضمن المهرجان الذي تنظمه "الجمعية المصرية لهواة المسرح" منذ 2001، عروضاً عربية لفرق محترفة، وعروضاً مصرية لفرق الهواة تتنافس على جوائز مسابقة المهرجان، إذ اختارت لجنة المشاهدة عشرة عروض، إضافة إلى أربعة أخرى، تشارك في المهرجان من دون الاحتكام إلى لجنة المشاهدة، حسب لائحة المهرجان كل عام، وهي التي يتم ترشيحها مباشرة من الجهات التي أنتجتها: عرض للثقافة الجماهيرية وعرض لمعهد فنون مسرحية وثالث للشباب والرياضة وأخير عرض للكنيسة المصرية.

وحول آليات اختيار العروض المصرية المتنافسة، يقول عضو لجنة المشاهدة يسري حسّان، لـ "العربي الجديد": "الأولوية كانت للعروض المأخوذة عن نصوص عربية". وفي هذا السياق، ويضيف رئيس المهرجان عمرو دوارة لنا: "هناك بعض العروض ستتناول الراهن العربي، وسيتم تخصيص ندوة يناقش فيها المسرحيون العرب واقعهم على خلفية الصراعات التي تعيشها المنطقة العربية الآن".

وبالنسبة إلى العروض، فيشارك من اليمن "السؤال الصعب" تأليف وإخراج فيصل بحصو، ومن المغرب "حلم ليلة دم" تأليف وإخراج عبد المجيد شكير، ومن الجزائر "المونا لويزا" إخراج تونس آيت علي، ومن ليبيا "عفوا أبي" إخراج عز الدين المهدي. ويقدّم العراق عرضين؛ "الصامتات" تأليف وإخراج عواطف نعيم و"أنت يا من هناك" تأليف وإخراج منير راضي، كما تقدم تونس أيضاً عرضين: "وردة" تأليف وإخراج العمري كعوان و"العكس أصح" تأليف وإخراج هادي عباس، ومن السعودية "القناع" إخراج نوح الجمعان.

من المقرر أن تعقد على هامش المهرجان عدة ندوات لمناقشة قضايا المسرح العربي وأبرز الأزمات التي يمر بها. ويشهد حفل الختام توزيع الجوائز على العروض المصرية المتنافسة التي ستختارتها لجنة التحكيم العربية برئاسة الفنان المصري عزت العلايلي، وعضوية كل من السعودي عبد العزيز الإسماعيل والعراقية أميرة جواد واللبنانية وطفاء حمادي والليبي سعد المغربي والمصرية سوسن بدر.

لعلّ أبرز ما يثار حول هذه الدورة أن وزارة الثقافة المصرية قررت دعمها، من خلال تعاون "قطاع شؤون الإنتاج الثقافي" مع "الجمعية المصرية لهواة المسرح"، في محاولة لحماية المهرجان من شبح التوقف في ظل المعوّقات التي تهدد استمراره، كما صرّح بذلك سيد خاطر رئيس القطاع.

لكن يبدو أن مسألة تبني المؤسسة الثقافية الرسمية لهذا النوع من المهرجانات، ما زالت تثير الجدل نفسه ما بين دوائر شباب المسرح المستقل في مصر. فبينما يرى بعضهم "أن مؤسسات الدولة يجب أن تدعم مثل هذه المهرجانات مادياً، مع عدم التدخل في الأمور الفنية"، بحسب المخرج الشاب أحمد الأباصيري، مدير فرقة "سيزيف" المستقلة، يرفض آخرون وصاية الدولة على المهرجان.

وفي هذا السياق، يقول المخرج الشاب عادل عبد الوهاب، المنسق الفني لملتقى "لازم مسرح" المستقل، لـ"العربي الجديد": "فكرة عدم تدخل المؤسسة الرسمية فنياً في المهرجان تبدو مستحيلة؛ لأننا جربنا هذا التعاون من قبل، ورأينا أنها تدور في فلك واحد، على عدة مستويات، مثل اختيار النصوص المسرحية وطريقة التناول".

من جهة أخرى، يظلّ شعار دورة هذا العام، "التضامن العربي ضرورة حتمية"، موضع تساؤل. فأيّ تضامن عربي هو المقصود؟ وتضامن من أجل ماذا؟ فسوى تصريحات تتعلق بندوات تُناقش ظروف المنطقة العربية لم يحدّد معنى واضح لهذا الشعار. لكن ما يبدو واضحاً، أن المهرجان تنظّمه وتشرف عليه، بشكل أو بآخر، المؤسسة الثقافية نفسها التي أيّدت الثورة المضادة في مصر.

دلالات
المساهمون