يبلغ "مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ"، بدءاً من يوم غدٍ الثلاثاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، دورته الـ 38. يحاول أن يؤكّد، عاماً تلو آخر، مكانته السينمائية في المشهد الدولي. يواجه تحدّيات صعبة، في السياسة والأمن والاقتصاد، كما في الثقافة والفنون، من أجل تقديم أفضل ما يمكن الحصول عليه من نتاجٍ سينمائي عربي ودولي، يليق به كمهرجانٍ مُعترفٍ به دولياً، وكحيّزٍ يتيح لمحبّي السينما فرصة التواصل مع بعض أفضل نتاجات العام السابق لكلّ دورة. لكنه، في مقابل طموح كهذا، يعاني مآزق عدّة. هذه حاله منذ زمن. الانقلابات الحاصلة في البلد، وتحديداً منذ "ثورة 25 يناير" 2011، كثيرة، معظمها مرتبطٌ بسوء الأحوال المختلفة، في العيش اليومي ـ وهذا أسوأها وأخطرها ـ كما في الشؤون كافة. مع هذا، يجتهد في تخطّي مصاعب، ويُكمِل خطواته، وإن ببطء أو بهدوء.
لا يُمكن لـ "مهرجان القاهرة السينمائيّ" أن يحافظ على "صفته الدولية"، ويحتفظ بها، إنْ يعجز عن أن يكون دولياً، وعن إقناعِ العالم بقدرته على أن يكون هكذا. هو أحد 15 مهرجاناً في العالم مُصنّفة كلّها فئة "أ"، وفقاً لـ "الاتحاد الدولي للمنتجين". لهذا شروطٌ، منها توفّر الأمن بأشكاله كافة، ما يتيح له تنظيم دورات سنوية بشكل ثابت، ودعوة ضيوفٍ عربٍ وأجانبٍ، يُلبّي حاجاتهم، بدءاً من راحة معنوية، ومن اختيار أفلامٍ تليق بمكانته المعتادة، سابقاً.
التحديات كثيرة، تماماً كالطموحات والتوقّعات. مسؤولو المهرجان يسعون إلى تطويره، وضيوفه يريدونه أفضل وأحسن. لكن النتائج لن تظهر مباشرةً، في حين أن المؤشّرات التجديدية تبدو، لوهلة، عادية: استعادة الانفتاح على المدينة برمّتها، من خلال اختيار صالات قليلة فيها خارج "دار الأوبرا"، أمرٌ مطلوبٌ وضروريٌ وأساسيٌّ لمهرجان يحمل اسم العاصمة المصرية. لكن المأزق يكمن في جانبٍ آخر. فالبلبلة الحاصلة في المدينة، عشية افتتاح الدورة الجديدة، تُثير بعض القلق. انقطاع المياه والكهرباء أيضاً. انتشار كثيفٌ في الشوارع، أو بعضها على الأقلّ، لقوى أمنية، لا يتوافق ومهرجانٍ يحتفل بالصورة وابتكاراتها الفنية والتأملية والحياتية. المسافة بين "دار الأوبرا" ـ المركز الأساسيّ للمهرجان المتّخذ منذ عامين كمقرّ واحد للعروض واللقاءات ـ و"سينما أوديون" (3 شاشات) و"سينما كريم" (شاشتان اثنتان) ـ اللتين تشاركان المهرجان في تقديم عروضٍ، يُفترض بها أن تكون مفتوحة أمام المشاهدين كافةٍ ـ ليست بعيدة، جغرافياً. هذه خطوة يُراد لها أن تُفعِّل استعادة العلاقة المرتبكة، أو شبه المفقودة، بين المهرجان والناس.
اقــرأ أيضاً
والناس، إذْ يلتفّون حول المهرجان في دوراتٍ سابقة، ينفضّون عنه لاحقاً، وإنْ بشكٍل متفاوت. "دار الأوبرا" لن تكون أبداً مكاناً سينمائياً. قاعاتها غير مجهّزة لعروضٍ خاصة بالأفلام. هذا كلامٌ يُقال الآن، كما قيل سابقاً. بعض قاعاتها لا يمتلك حدّاً أدنى من إمكانيات عرض سينمائي سوي. مع هذا، يُريد مسؤولو المهرجان الإبقاء على مساحة جغرافية واحدة، للقاء مرتقب بين الضيوف والمصريين. والمساحة غير بعيدة عن مقر إقامة الضيوف في "فندق الماريوت ـ الزمالك"، وهذا أمرٌ مُريح.
الأفلام المختارة للدورة الـ 38 كثيرةٌ. الأرقام تُشير إلى ذلك: 16 فيلماً في "المسابقة الرسمية"، تتنافس على 7 جوائز. 9 أفلام في "القسم الرسمي ـ خارج المسابقة". 35 فيلماً في "مهرجان المهرجانات"، و43 فيلماً في "البانوراما العالمية"، بالإضافة إلى 8 أفلام تُعرض في "بانوراما الأفلام المصرية الجديدة"، منها "اشتباك" لمحمد دياب، المنتقل من مهرجانٍ إلى آخر، ومن تكريمٍ إلى فوزٍ وإشادة، منذ عرضه الدولي الأول في افتتاح "نظرة ما" في الدورة الـ 69 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2016) لمهرجان "كانّ"، و"الماء والخُضرة والوجه الحسن"، جديد يُسري نصر الله. هناك أيضاً: "هيبتا: المحاضرة الأخيرة" لهادي الباجوري، و"حرام الجسد" لخالد الحجر، و"خارج الخدمة" لمحمود كامل، و"سكّر مرّ" لهاني خليفة (عضو لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية)، إلى "نوّارة" لهالة خليل، و"قبل زحمة الصيف" للراحل محمد خان، الذي يختاره المهرجان لتكريمه قبل رحيله في 26 يوليو/ تموز 2016، بمنحه جائزة تقديرية، تحمل اسم الممثلة المصرية الراحلة فاتن حمامة، إلى جانب المخرج شيخ عمر سيسكو (مالي) والمنتج حسين القلا (فلسطين) والممثل يحيى الفخراني (مصر)، علماً أن جائزة ثانية تحمل اسم الممثلة نفسها أيضاً، هي "جائزة التميّز"، التي "تُمنح لمبدعين تمكّنوا في سنّ مبكرة نسبياً من تحقيق إنجاز سينمائي ملموس": الألماني كريستيان بيتزولد (مخرج وسيناريست، ورئيس لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية)، والصيني جيا زانكيه (مخرج وسيناريست)، والمصري أحمد حلمي (ممثل ومنتج).
مسابقات أخرى تشهدها الدورة الجديدة: "آفاق السينما العربية"، و"أسبوع النقاد"، و"سينما الغد". بعضها مصنوع بفضل جهدٍ ملحوظ للناقد سمير فريد، مدير المهرجان في دورته الـ 36. مسابقات تتيح فرصاً أكبر لمُشاهدة مختلفة، ترتكز على الجديد والشاب، وعلى العربيّ أساساً.
هذا مألوفٌ. هناك من يأمل بشيء فعلي من التجديد، يُمكنه تثبيت فعل الاستمرارية، وتطويره.
اقــرأ أيضاً
لا يُمكن لـ "مهرجان القاهرة السينمائيّ" أن يحافظ على "صفته الدولية"، ويحتفظ بها، إنْ يعجز عن أن يكون دولياً، وعن إقناعِ العالم بقدرته على أن يكون هكذا. هو أحد 15 مهرجاناً في العالم مُصنّفة كلّها فئة "أ"، وفقاً لـ "الاتحاد الدولي للمنتجين". لهذا شروطٌ، منها توفّر الأمن بأشكاله كافة، ما يتيح له تنظيم دورات سنوية بشكل ثابت، ودعوة ضيوفٍ عربٍ وأجانبٍ، يُلبّي حاجاتهم، بدءاً من راحة معنوية، ومن اختيار أفلامٍ تليق بمكانته المعتادة، سابقاً.
التحديات كثيرة، تماماً كالطموحات والتوقّعات. مسؤولو المهرجان يسعون إلى تطويره، وضيوفه يريدونه أفضل وأحسن. لكن النتائج لن تظهر مباشرةً، في حين أن المؤشّرات التجديدية تبدو، لوهلة، عادية: استعادة الانفتاح على المدينة برمّتها، من خلال اختيار صالات قليلة فيها خارج "دار الأوبرا"، أمرٌ مطلوبٌ وضروريٌ وأساسيٌّ لمهرجان يحمل اسم العاصمة المصرية. لكن المأزق يكمن في جانبٍ آخر. فالبلبلة الحاصلة في المدينة، عشية افتتاح الدورة الجديدة، تُثير بعض القلق. انقطاع المياه والكهرباء أيضاً. انتشار كثيفٌ في الشوارع، أو بعضها على الأقلّ، لقوى أمنية، لا يتوافق ومهرجانٍ يحتفل بالصورة وابتكاراتها الفنية والتأملية والحياتية. المسافة بين "دار الأوبرا" ـ المركز الأساسيّ للمهرجان المتّخذ منذ عامين كمقرّ واحد للعروض واللقاءات ـ و"سينما أوديون" (3 شاشات) و"سينما كريم" (شاشتان اثنتان) ـ اللتين تشاركان المهرجان في تقديم عروضٍ، يُفترض بها أن تكون مفتوحة أمام المشاهدين كافةٍ ـ ليست بعيدة، جغرافياً. هذه خطوة يُراد لها أن تُفعِّل استعادة العلاقة المرتبكة، أو شبه المفقودة، بين المهرجان والناس.
والناس، إذْ يلتفّون حول المهرجان في دوراتٍ سابقة، ينفضّون عنه لاحقاً، وإنْ بشكٍل متفاوت. "دار الأوبرا" لن تكون أبداً مكاناً سينمائياً. قاعاتها غير مجهّزة لعروضٍ خاصة بالأفلام. هذا كلامٌ يُقال الآن، كما قيل سابقاً. بعض قاعاتها لا يمتلك حدّاً أدنى من إمكانيات عرض سينمائي سوي. مع هذا، يُريد مسؤولو المهرجان الإبقاء على مساحة جغرافية واحدة، للقاء مرتقب بين الضيوف والمصريين. والمساحة غير بعيدة عن مقر إقامة الضيوف في "فندق الماريوت ـ الزمالك"، وهذا أمرٌ مُريح.
الأفلام المختارة للدورة الـ 38 كثيرةٌ. الأرقام تُشير إلى ذلك: 16 فيلماً في "المسابقة الرسمية"، تتنافس على 7 جوائز. 9 أفلام في "القسم الرسمي ـ خارج المسابقة". 35 فيلماً في "مهرجان المهرجانات"، و43 فيلماً في "البانوراما العالمية"، بالإضافة إلى 8 أفلام تُعرض في "بانوراما الأفلام المصرية الجديدة"، منها "اشتباك" لمحمد دياب، المنتقل من مهرجانٍ إلى آخر، ومن تكريمٍ إلى فوزٍ وإشادة، منذ عرضه الدولي الأول في افتتاح "نظرة ما" في الدورة الـ 69 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2016) لمهرجان "كانّ"، و"الماء والخُضرة والوجه الحسن"، جديد يُسري نصر الله. هناك أيضاً: "هيبتا: المحاضرة الأخيرة" لهادي الباجوري، و"حرام الجسد" لخالد الحجر، و"خارج الخدمة" لمحمود كامل، و"سكّر مرّ" لهاني خليفة (عضو لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية)، إلى "نوّارة" لهالة خليل، و"قبل زحمة الصيف" للراحل محمد خان، الذي يختاره المهرجان لتكريمه قبل رحيله في 26 يوليو/ تموز 2016، بمنحه جائزة تقديرية، تحمل اسم الممثلة المصرية الراحلة فاتن حمامة، إلى جانب المخرج شيخ عمر سيسكو (مالي) والمنتج حسين القلا (فلسطين) والممثل يحيى الفخراني (مصر)، علماً أن جائزة ثانية تحمل اسم الممثلة نفسها أيضاً، هي "جائزة التميّز"، التي "تُمنح لمبدعين تمكّنوا في سنّ مبكرة نسبياً من تحقيق إنجاز سينمائي ملموس": الألماني كريستيان بيتزولد (مخرج وسيناريست، ورئيس لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية)، والصيني جيا زانكيه (مخرج وسيناريست)، والمصري أحمد حلمي (ممثل ومنتج).
مسابقات أخرى تشهدها الدورة الجديدة: "آفاق السينما العربية"، و"أسبوع النقاد"، و"سينما الغد". بعضها مصنوع بفضل جهدٍ ملحوظ للناقد سمير فريد، مدير المهرجان في دورته الـ 36. مسابقات تتيح فرصاً أكبر لمُشاهدة مختلفة، ترتكز على الجديد والشاب، وعلى العربيّ أساساً.
هذا مألوفٌ. هناك من يأمل بشيء فعلي من التجديد، يُمكنه تثبيت فعل الاستمرارية، وتطويره.