لا تزال مظاهر الأزمة بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قائمة، بالتزامن مع الاستعدادات التي تقوم بها الجماعة لإحياء الذكرى الثالثة لاجتياح صنعاء، والتي تطلق عليها ثورة الـ21 من سبتمبر/أيلول، في ظل غموضٍ يلف ملابسات إعلان الحوثيين تشكيل فريق للتواصل مع حزب صالح حول الخلافات الحاصلة بينهما.
وأكدت مصادر محلية وسكان في صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن الجماعة نشرت من جديد العديد من حواجز التفتيش في مناطق قريبة من وسط العاصمة صنعاء، إذ من المقرر أن يُقام مهرجان جماهيري لمناصري الجماعة غداً الخميس، في ميدان السبعين أكبر ميادين صنعاء، احتفاء بذكرى 21 سبتمبر 2014، التي تعتبرها الجماعة ذكرى "الثورة"، ويعتبرها معارضوها ذكرى "الانقلاب" والسيطرة على الدولة من قبل الحوثيين.
وعلى الرغم من عدم تسجيل أي إشكالات أو مواقف معترضة على تحضيرات الحوثيين لمهرجان الخميس، إلا أن التحركات المترافقة معها، أعادت الأنظار إلى أجواء التوتر التي رافقت مهرجان حزب "المؤتمر" في ذكرى تأسيسه الـ35 يوم 24 أغسطس/آب الماضي، وما تلى ذلك من تحركات ومظاهر توتر رفعت من احتمال تطور الأزمة إلى صدام مسلح بين الطرفين. وكانت تحضيرات مهرجان 21 سبتمبر قد بدأت منذ ما يقارب الأسبوعين، حيث جرى تشكيل لجنة من الحكومة التي ألفها الشريكان في صنعاء، لمناقشة استعدادات إحياء مهرجان الخميس، بالإضافة إلى إحياء الذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر 1962، وهي الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي، والتي يحتفل بها اليمنيون على نطاق واسع، بوصفها إحدى أهم محطات التاريخ اليمني حديثاً.
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يلف ملابسات الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون، يوم الإثنين الماضي، بإعلان تشكيل فريق تواصل مع حزب صالح للتنسيق وحل الإشكالات. وعلى الرغم من حديث بعض المصادر القريبة من الطرفين، عن أن الخطوة جاءت كإحدى مقتضيات التفاهم، إلا أن ما يثير الاستفهام، هو عدم إعلان حزب "المؤتمر"، عن تشكيل فريق في المقابل، يتولى التنسيق مع الجماعة.
وفي هذا السياق، كانت لافتة أيضاً، أسماء أعضاء الفريق الذي تألف من قيادات بارزة في الجماعة، إذ ضمت التشكيلة، المتحدث باسم الجماعة، رئيس وفدها في المفاوضات مع الشرعية (ومع السعودية عام 2016)، محمد عبدالسلام، بالإضافة إلى القيادي البارز، الذي كان نائباً لرئيس الوفد المفاوض في مشاورات الكويت، مهدي المشاط. وإضافة إليهما، يتكوّن فريق التواصل من وزير التربية والتعليم في الحكومة التي شكلها الطرفان في صنعاء، يحيى بدر الدين الحوثي (شقيق زعيم الجماعة) ووزير الإعلام في الحكومة ذاتها أحمد حامد، بالإضافة إلى مسؤول الدائرة السياسية في الجماعة، حسين العزي، والقياديين حمزة الحوثي وسليم المغلس، وكلاهما من أعضاء وفد الجماعة خلال المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة في الكويت العام الماضي.
وتباينت التفسيرات حول أهداف هذه الخطوة، إذ نظر إليها البعض على أنها جاءت في إطار جهود احتواء الأزمة بين الطرفين، فيما رأى آخرون أنها مؤشر على استمرار الخلافات وأنها قد تقطع الطريق أو تحد من جهود الوساطات الأخرى والتواصل المباشر كما حصل في النقاش المباشر بين صالح وزعيم جماعة "أنصار الله" عبدالملك الحوثي، منذ أيام، كلاً من مقر إقامته، بواسطة شاشة تلفزيونية، تحدث فيه الاثنان عن أبرز المواضيع الشائكة بينهما.
ويزيد من الغموض حول الخطوة، عدم إعلان حزب صالح لفريق في المقابل، في اليوم نفسه على الأقل. ومع ذلك، أظهر الطرفان منذ ما يقارب الشهر على تصاعد الأزمة، قدرة على احتواء التوتر، أو الحد منه حتى اليوم. ويبقى الاختبار الحقيقي، مدى صمود جهود منع التصعيد، أو تحويلها إلى اتفاق يحل الإشكاليات، ولا يغطيها فقط بمبررات الحرص على عدم "شق الصف"، وعلى وجود خصم مشترك يستهدف الطرفين، وهو التحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤها في الشرعية اليمنية عموماً. لكن التطورات المقبلة مع مهرجان الحوثيين في 21 سبتمبر، تُعدّ الاختبار الحقيقي لصمود التفاهمات أو عدم صمودها.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من عدم تسجيل أي إشكالات أو مواقف معترضة على تحضيرات الحوثيين لمهرجان الخميس، إلا أن التحركات المترافقة معها، أعادت الأنظار إلى أجواء التوتر التي رافقت مهرجان حزب "المؤتمر" في ذكرى تأسيسه الـ35 يوم 24 أغسطس/آب الماضي، وما تلى ذلك من تحركات ومظاهر توتر رفعت من احتمال تطور الأزمة إلى صدام مسلح بين الطرفين. وكانت تحضيرات مهرجان 21 سبتمبر قد بدأت منذ ما يقارب الأسبوعين، حيث جرى تشكيل لجنة من الحكومة التي ألفها الشريكان في صنعاء، لمناقشة استعدادات إحياء مهرجان الخميس، بالإضافة إلى إحياء الذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر 1962، وهي الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي، والتي يحتفل بها اليمنيون على نطاق واسع، بوصفها إحدى أهم محطات التاريخ اليمني حديثاً.
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يلف ملابسات الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون، يوم الإثنين الماضي، بإعلان تشكيل فريق تواصل مع حزب صالح للتنسيق وحل الإشكالات. وعلى الرغم من حديث بعض المصادر القريبة من الطرفين، عن أن الخطوة جاءت كإحدى مقتضيات التفاهم، إلا أن ما يثير الاستفهام، هو عدم إعلان حزب "المؤتمر"، عن تشكيل فريق في المقابل، يتولى التنسيق مع الجماعة.
وفي هذا السياق، كانت لافتة أيضاً، أسماء أعضاء الفريق الذي تألف من قيادات بارزة في الجماعة، إذ ضمت التشكيلة، المتحدث باسم الجماعة، رئيس وفدها في المفاوضات مع الشرعية (ومع السعودية عام 2016)، محمد عبدالسلام، بالإضافة إلى القيادي البارز، الذي كان نائباً لرئيس الوفد المفاوض في مشاورات الكويت، مهدي المشاط. وإضافة إليهما، يتكوّن فريق التواصل من وزير التربية والتعليم في الحكومة التي شكلها الطرفان في صنعاء، يحيى بدر الدين الحوثي (شقيق زعيم الجماعة) ووزير الإعلام في الحكومة ذاتها أحمد حامد، بالإضافة إلى مسؤول الدائرة السياسية في الجماعة، حسين العزي، والقياديين حمزة الحوثي وسليم المغلس، وكلاهما من أعضاء وفد الجماعة خلال المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة في الكويت العام الماضي.
ويزيد من الغموض حول الخطوة، عدم إعلان حزب صالح لفريق في المقابل، في اليوم نفسه على الأقل. ومع ذلك، أظهر الطرفان منذ ما يقارب الشهر على تصاعد الأزمة، قدرة على احتواء التوتر، أو الحد منه حتى اليوم. ويبقى الاختبار الحقيقي، مدى صمود جهود منع التصعيد، أو تحويلها إلى اتفاق يحل الإشكاليات، ولا يغطيها فقط بمبررات الحرص على عدم "شق الصف"، وعلى وجود خصم مشترك يستهدف الطرفين، وهو التحالف الذي تقوده السعودية وحلفاؤها في الشرعية اليمنية عموماً. لكن التطورات المقبلة مع مهرجان الحوثيين في 21 سبتمبر، تُعدّ الاختبار الحقيقي لصمود التفاهمات أو عدم صمودها.