لا يُعرَف على وجه التحديد متى بدأت مسابقة الألعاب المغولية التي تعرف باسم مهرجان "نادام"، لكنها، بالتأكيد، تعود إلى العصور الوثنية في آسيا الوسطى، وكان لها حضور قويّ في القرن الثالث عشر أيام جنكيز خان الذي ترأس "النادام" في عصره، وكان ينتهز تلك المنافسات لاستكشاف المواهب التي تصلح للصفوف الأماميَّة في جيوشه سيئة السمعة التي اشتهرت بوحشيَّتها. ارتبطت "النادام" في أول الأمر بمجتمع القبائل الرحل، ويُقال إنّها اخترعت في البدء لتكون تعويضاً للمغول عن المعالم الأثرية المشيدة، وحتى يكون لهم مكان في التاريخ غير المادي، وهو ما كان لهم بالفعل، فهذا الحدث التاريخي الذي يقام سنويّاً من 11 إلى 13 يوليو/ تموز، أضيف إلى قائمة اليونسكو الممثلة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2010.
بالرغم من أن الاحتفال الأكبر يُقام في العاصمة المنغولية "أولان باتور"؛ فإن هناك مُسابقات صغيرة تُقام في جميع أنحاء البلاد. ويتهافت المنغوليون إلى الساحات لإثبات قوَّتهم، وقياس مهارتهم، من خلال مجموعة ألعاب يطلقون عليها "مانلي". المسابقات الثلاث الرئيسية هي المصارعة والفروسية والرماية، ويتمُّ مكافأة الفائزين بألقاب تدل على القوة والسمو، ولا يزال الحضور يستمتعون بذات المشاهد كما هو الحال منذ قرون. كما كانت النادام فرصة قديمة للمنغوليين للاحتفال بمجتمعهم البدائي وتقاليده، يصاحبها صلواتٌ لآلهة الجبال وتقديم القرابين، وكانوا ينتهزون تلك الفعاليات ليقيموا على هامشها حفلات الزواج وغيرها من المراسم الاجتماعية.
تقام سباقات الخيول في مدينة منغولية من الخيام تدعى "هوي دولون خوتاج"، على بعد 30 كلم من العاصمة، وهي المسابقة الأكثر إثارة، وتمثِّل اختباراً تقليديّا للقوة والشجاعة. ويصل مجموع طول حلبات السباق ما بين 15 إلى 20 كلم، حيث يمتطي صهوات الجياد أطفالٌ صِغار تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة؛ وهؤلاء الأطفال يبدؤون تدريبهم على ركوب الخيل والتسابق بها في سن مبكرة. ومن المعروف عن الخيول المنغولية أنها صغيرة الحجم، ولكنها شديدة القوة. وفي تقليد قديم ساحر ينشد الفرسان أغنية تدعى "جنكو" لخيولهم، قبل بدء السباق، من أجل جلب الحظ السعيد. والفائز في السباق يسمى قائد العشرة آلاف في إشارة لحشد الفرسان التابع لجنكيز خان
.
أمَّا في مسابقة الرماية، فإنَّ المنظِّمين يعطون كل متسابق أربعة أسهم، فيحاول إصابة هدف يبتعد من 56 إلى 75 مترا، ويسمّى "عين الثور"، والفريق الفائز هو الذي يصيب عين الثور بأكبر عدد من السهام. والأسهم المستخدمة تصنع من أغصان شجرة الصفاف، وتزيّن بريش في الخلف. ومن التقليد الموروث أيضاً، أن يغني الرماة لسهامهم وللرميات الناجحة.
بينما تجتذب مسابقات المصارعة الحشد الأكبر من الجماهير والمتسابقين، وتتراوح أعداد المتنافسين بين 512 أو 1024 مصارعاً، يلعبون بنظام خروج المغلوب، وليس للمباراة زمن محدد، بل تنتهي المباراة عندما يُطرح المنافس أرضاً أو يسقط مستلقياً على ساقيه. ولا يوجد تصنيف للحجم والأوزان. ورداء المصارعة مفتوح من الأمام ويُمنَع تغطية الصدر ضمانا لمنع النساء من الخداع، والمشاركة في المسابقات، بعد أن سبق وفازت امرأة مقنعة بالمسابقة من قبل.
اقــرأ أيضاً
بالرغم من أن الاحتفال الأكبر يُقام في العاصمة المنغولية "أولان باتور"؛ فإن هناك مُسابقات صغيرة تُقام في جميع أنحاء البلاد. ويتهافت المنغوليون إلى الساحات لإثبات قوَّتهم، وقياس مهارتهم، من خلال مجموعة ألعاب يطلقون عليها "مانلي". المسابقات الثلاث الرئيسية هي المصارعة والفروسية والرماية، ويتمُّ مكافأة الفائزين بألقاب تدل على القوة والسمو، ولا يزال الحضور يستمتعون بذات المشاهد كما هو الحال منذ قرون. كما كانت النادام فرصة قديمة للمنغوليين للاحتفال بمجتمعهم البدائي وتقاليده، يصاحبها صلواتٌ لآلهة الجبال وتقديم القرابين، وكانوا ينتهزون تلك الفعاليات ليقيموا على هامشها حفلات الزواج وغيرها من المراسم الاجتماعية.
تقام سباقات الخيول في مدينة منغولية من الخيام تدعى "هوي دولون خوتاج"، على بعد 30 كلم من العاصمة، وهي المسابقة الأكثر إثارة، وتمثِّل اختباراً تقليديّا للقوة والشجاعة. ويصل مجموع طول حلبات السباق ما بين 15 إلى 20 كلم، حيث يمتطي صهوات الجياد أطفالٌ صِغار تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة؛ وهؤلاء الأطفال يبدؤون تدريبهم على ركوب الخيل والتسابق بها في سن مبكرة. ومن المعروف عن الخيول المنغولية أنها صغيرة الحجم، ولكنها شديدة القوة. وفي تقليد قديم ساحر ينشد الفرسان أغنية تدعى "جنكو" لخيولهم، قبل بدء السباق، من أجل جلب الحظ السعيد. والفائز في السباق يسمى قائد العشرة آلاف في إشارة لحشد الفرسان التابع لجنكيز خان
.
أمَّا في مسابقة الرماية، فإنَّ المنظِّمين يعطون كل متسابق أربعة أسهم، فيحاول إصابة هدف يبتعد من 56 إلى 75 مترا، ويسمّى "عين الثور"، والفريق الفائز هو الذي يصيب عين الثور بأكبر عدد من السهام. والأسهم المستخدمة تصنع من أغصان شجرة الصفاف، وتزيّن بريش في الخلف. ومن التقليد الموروث أيضاً، أن يغني الرماة لسهامهم وللرميات الناجحة.
بينما تجتذب مسابقات المصارعة الحشد الأكبر من الجماهير والمتسابقين، وتتراوح أعداد المتنافسين بين 512 أو 1024 مصارعاً، يلعبون بنظام خروج المغلوب، وليس للمباراة زمن محدد، بل تنتهي المباراة عندما يُطرح المنافس أرضاً أو يسقط مستلقياً على ساقيه. ولا يوجد تصنيف للحجم والأوزان. ورداء المصارعة مفتوح من الأمام ويُمنَع تغطية الصدر ضمانا لمنع النساء من الخداع، والمشاركة في المسابقات، بعد أن سبق وفازت امرأة مقنعة بالمسابقة من قبل.