مهرجان "بياف" في بيروت: تكريس مفهوم "الجائزة الحائرة"

13 يوليو 2019
تتحول المناسبة إلى محاولة لكسب الأضواء (فيسبوك)
+ الخط -
وزع مهرجان "بياف" BIAF، مساء أمس الجمعة، جوائزه في العاصمة اللبنانية بيروت، لتعود الأسئلة نفسها التي تُطرح كل عام حول الهدف من هذه المناسبات المفتعلة التي تتعدّى الإطار التقليدي لتكريم شخصيات، بغض النظر عن أسماء وتاريخ بعضها، إلى محاولات فجّة نحو كسب الأضواء، على قاعدة "ادفع، تربح".

قبل عشر سنوات، حاول الطبيب اللبناني ميشال ضاهر التغريد وحيداً، فأسّس مهرجان "بياف" BIAF (مهرجانات بيروت الدولية للتكريم)، مستغلاً علاقاته ببعض السياسيين والنافذين في لبنان، لقاء تكريمهم. قبل المهرجان المذكور، شارك ضاهر مع الطبيبين فادي وزاهي حلو في تأسيس جوائز "موريكس دور" Murex D'or، لكن تحالف الأطباء الثلاثة لم يصمد.

ضاهر وفريق عمله احتفلوا بالعيد العاشر لـ "بياف"، في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، مساء أمس الجمعة، كالعادة بالتعاون التامّ مع بلدية بيروت ومحافظ العاصمة زياد شبيب الذي يتبنى المهرجان ضمنياً.

بعيداً من الأخطاء التقنية في مثل هذه المناسبات التي يفضحها النقل المباشر، وضعف الإخراج الذي نفذه اللبناني وليد ناصيف، لا بدّ من طرح أسئلة عدة حول مضمونه والشخصيات المشاركة فيه؛ ما المعايير المعتمدة لتكريم كل هؤلاء؟ وما الأسباب التي دفعت القائمين على المهرجان لإطلاق اسم المخترع اللبناني حسن كامل الصبّاح على هذه الدورة؟ وما الذي يربط بين دورة الصبّاح والممثلة المصرية القديرة لبنى عبد العزيز مثلاً أو سيدة أعمال خليجية نالت ما سُمي بـ "الأيقونة" الخاصة بالتكريم؟

محاولة فهم ما جرى، ويتكرر سنوياً، تبدو ضرباً من الهذيان. على بعض الشاشات اللبنانية والعربية التي نقلت الحدث، برزت وجوه عُرف بعضها ومعظمها لم يُعرف، كما أن الهدف من وجودها لم يُحدد. وفي خطة باتت معلوكة في لبنان، أطل التركي باريش أردوتش، محدثاً بلبلة وحالات من الهلع والصراخ بين الحاضرات اللواتي توافدن على السجادة الحمراء.

تجدر الإشارة إلى أن حضور الوجوه التركية بات "واجباً" في أي مناسبة عامة في البلاد، لقدرتهم على جذب الجماهير الواسعة، وما حصل عند زيارة زميل أردوتش، بوراك أوزجفيت، الأخيرة إلى بيروت خير دليل.

أردوتش تسلم جائزة مهرجان "بياف" كـ "أفضل ممثل عالمي"! كما حضر المصري محمد رمضان وزميلته حلا شيحة وغيرهم، لاستلام جوائز تكريمية مماثلة.

وهكذا، يمكن القول إن المشهد الفني اللبناني لا ينفصل عن المشهد السياسي؛ مجموعة من الأشخاص تريد البقاء تحت الضوء. لا يهم الثمن، ولا سعر البطاقات غير المنطقي الذي وصل إلى 400 دولار أميركي. لا يهم الهدف وراء مشاركة هؤلاء من دون ذكر أعمالهم أو نشاطاتهم أو مناسبة منحهم هذه الجائزة أو تلك.

لا يهم، فالجميع يحتفل في بيروت، كما يحلو لوسائل إعلام محلية أن تتباهى. وخلال هذا "الاحتفال" تُقطع الشوارع الرئيسية، وتتأهب الدولة ببعض وزرائها وممثليها للمشاركة والوقوف "كومبارس"، للإعلان عن أسماء الفائزين أمام عدسات لاهثة تسجل لحظات توصف بـ "التاريخية".

دلالات
المساهمون