مهرجانات تونس.. دورة حياة للمسرح العربي

27 ابريل 2018
عبد الحق الزروالي في مشهد من "آش سماك الله"
+ الخط -

عدة تظاهرات مسرحية تعرفها تونس هذه الأيام، بدأت عقب يوم المسرح العالمي نهاية الشهر الماضي، وتواصلت بالتزامن أو التتالي منذ ذلك الوقت، حيث تقام حالياً مهرجانات "قفصة للفرجة الحية"، و"أسوارس لمسرح المختبر"، و"الوطني لمسرح التجريب"، و"المسرح العربي في صفاقس"، والذي يعتبر أحدثها، وتتواصل فعاليات دورته الأولى حتى الثاني من أيار/ مايو المقبل.

ليس هذا الشغف بالفن الرابع مستغرباً في الثقافة التونسية التي يشكل المسرح جزءاً أساسياً ومتمكناً منها وفيها، حيث أن المشهد المسرحي التونسي كان ولم يزل من أقوى المشاهد العربية التي تعرض أشكالاً تجريبية متقدمة على المسرح في البلاد العربية الأخرى، من حيث النصوص وتقديم المزيد من الأسماء الجديدة، والاقتراحات الجمالية واستخدام التقنيات الحديثة وغيرها من تمثلات التجديد في المسرح والحرص على ملامسته وقربه من الواقع السياسي والاجتماعي للبلاد، إلى جانب انفتاحه على استقبال عروض عربية وعالمية دائماً.

وبالعودة إلى "المسرح العربي في صفاقس" فإن المهرجان يحتضن مشاركات لفرق من تونس ومصر والمغرب والجزائر والكاميرون التي تحل ضيفة شرف على التظاهرة في نسختها الأولى، حيث قالت مديرة المهرجان نصاف بن حفيصة إنها تسعى إلى "تأسيس مهرجان عربي للمسرح في صفاقس من أجل الانفتاح على تجارب الدول العربية الأخرى في مجال فنون الركح".

افتتحت التظاهرة بالمسرحية التونسية التي جابت عدة احتفاليات عربية ومحلية في الشهرين الأخيرين؛ وهي "الأرامل" للمخرجة وفاء الطبوبي، التي شاركت في مهرجانات مسرحية سودانية ومغربية وأردنية مؤخراً.

العرض مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب التشيلي أربيل دورفمان، وتروي قصة ثلاث نساء تفقد كل واحدة منهن رجلاً يخصها في أقبية المخابرات والمعتقلات، الأولى تفقد الأب والثانية الابن والثالثة الزوج ويبدأ صراع الثلاثة مع السلطة والبحث عن الحقيقة.

يتضمن البرنامج أيضاً عروضاً لمسرحيات تونسية أخرى مثل "انفصام"، و"البيادق"، و"سيدة القلوب"، و"شياطين أخرى"، و"مهرجان الحكاية"، أما العروض العربية فمن المغرب تحضر مسرحيتا "كلام الجوف" و"على سبيل المثال"، ومن مصر "سلم نفسك"، ومن الجزائر "ساعة الصفر"، فيما تُختم العروض بمسرحية "أوديب" لـ "مركز الفنون الدرامية" في مدينة صفاقس.

من جهة أخرى، تنطلق اليوم عروض الدورة الأولى من "مهرجان أسوراس لمسرح المختبر"، وتتواصل حتى بعد غدٍ الأحد، بتنظيم من "المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية" في مدينة الكاف، ويضم برنامجها إلى جانب المسرحيات ندوة فكرية حول المسرح والتحديث، إضافة إلى مجموعة من ورش العمل.

وفي حين تركز التظاهرات السابقة على عروض من نوع معين، نخبوي إلى حد ما، تميل المسرحيات الحاضرة في "قفصة لفنون الفرجة" إلى تنوع كبير في طبيعة العروض بين التراجيدية والمونودراما والجماهيرية ذات النوع الكوميدي الخفيف والهادف، ومن بينها "جا وجاب" و"عاشقة الموت" و"آش سماك الله" لعبد الحق الزروالي من المغرب، و"قم" من تونس، و"نستاو.. في .. الحيط" و"الساعة صفر" من الجزائر، وعرض أدائي راقص من ساحل العاج، ومن مصر عرض "عروسة الخشب"، وتختتم التظاهرة بمسرحية "مذكرات سلفي" لفرقة "مسرح السنابل" من فلسطين.

بموازاة العروض، يقيم "قفصة للفرجة الحيّة" الندوة الفكرية حول "مسرح الطفل والتراث" بمشاركة المسرحيين: من فلسطين نادر الفتة، ومن العراق مقداد مسلم، ومن مصر فارس عبد الشافي، ومن تونس ريم العيساوي.

وأخيراً يفتتح مهرجان "ربيع المسرح التونسي" في مدينة المهدية في الأول من أيار/ مايو المقبل ويتواصل حتى الثالث منه.

دلالات
المساهمون