لم تكن مُهمّة تنظيم المهرجانات في الخليج العربي هذه السنة، مهمة صعبة. المقاطعة بين الدول، والوضع عموماً، شكلت تباعداً في برامج المهرجانات التي خرجت إلى الضوء، بعضها بدأ، والبعض الآخر ينتظر إعلان ساعة الصفر.
دون شك، لعبت الكويت هذا الموسم على عنصر هام، وهو الحياد، وتبدو الدولة الأقوى فنيًا في مهرجاناتها الترفيهية، إذ ستستقطب مجموعة من الفنانين العرب، في الوقت الذي ستواجه الكويت فيه نفسها، بين مهرجانين، الأول هو "فبراير الكويت" والذي ستنظمه شركة "روتانا"، على الرغم من معاناتها الحقيقية، والكلام عن بيعها، لكنها ستكون حاضرة بالاسم فقط إلى جانب عدد من مطربيها، من السعودية والإمارات، إضافة إلى بعض الفنانين المصريين، والثاني، هو المهرجان الأم "هلا فبراير".
الصورة في الكويت تتخذ شكل المنافسة. "روتانا" التي حرمت مهرجان "فبراير الكويت" من أصوات الفنانين اللبنانيين، ستكون على موعد مع مجموعة من فناني الدرجة الأولى من لبنان والقاهرة، بين الرابع من فبراير/ شباط وحتى نهاية الشهر نفسه. الفنان راغب علامة وزميلته نانسي عجرم سيقومان بإحياء مهرجان "هلا فراير"، في وقت لم يعرف السبب الرئيسي في مقاطعة الفنانين اللبنانيين من قبل المهرجان الرديف لـ"هلا فبراير".
بالطبع، خسرت "روتانا" معظم نجومها في السنوات الأخيرة. نوال الزغبي لم تعد إلى الشركة السعودية على الرغم من حال الود الذي تظهره الشركة تجاهها. وكذلك فعلت زميلتها نجوى كرم التي تُعتبر أول مغنية لبنانية انتسبت إلى الشركة السعودية إبان انطلاقتها عام 1993 في بيروت. ورغم تجديد التعاقد بين كرم و"روتانا" في كانون الثاني/ يناير 2011، لم تقم الشركة بأي مبادرة لتفعيل هذا التعاون، فانسحبت نجوى كرم بهدوء، والتزمت الإنتاج لنفسها، بعيداً عن أعين الشركات التي حاولت استمالتها. إلا أنَّ عملها كان منفرداً وبعيداً عن الاستعراضات، في الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن لكرم في ذمة شركة "روتانا" حقوقاً مالية، لم تقبضها بعد الفراق بين الطرفين.
تحاول "روتانا"، اليوم، أن تُشغل نفسها بحوالى عشرة فنانين فقط، إليسا وفارس كرم فقط من لبنان، شيرين (والتي لم تنتسب رسميًا للشركة)، وأنغام التي وقعت عقداً للتوزيع مع الشركة. إضافة إلى بعض المغنين السعوديين، الساعين وراء موظفين للمساعدة في تنظيم حفلاتهم. وهذا ما دفع مدير "روتانا" للصوتيات، سالم الهندي، إلى تأسيس شبكة مؤلفة من 4 أشخاص، لتولي مساعدة الفنانين السعوديين على تنظيم حفلاتهم، مقابل بدل مادي يقتطعه الفنان لصالح الشركة، أو يتفق بشأنه مع إدارة المهرجانات أو المناسبات في العالم.
في الخميس الأول من فبراير/ شباط المقبل، تبدأ رحلة الحفلات الغنائية في الكويت. أربعة أيام وتحتدم المنافسة بين مهرجاني "هلا فبراير" و"فبراير الكويت"، في الوقت الذي استقطب فيه المهرجان الأول عمرو دياب وتامر حسني، والفنانة الإماراتية، أحلام، والتي تعاني فرض نوع من الحظر، بسبب سياسة "النأي بالنفس" التي اتّبعتها من الأزمة الخليجيَّة، بعدما فرضت السلطات السعودية على الفنانين بالغصب الوقوف إلى جانب القرار السعودي بمقاطعة قطر منذ أشهر.
أحلام ستواجه في ليلة واحدة مجموعة من الفنانين السعوديين والمصريين والإماراتيين، وزميلتيها المصريتين أنغام وشيرين عبد الوهاب حتى. ويعتبر حضور الفنان اللبناني راغب علامة وزميله المصري عمرو دياب ضربة لمهرجان "فبراير الكويت"، خصوصاً وأن المغنييْن على خلاف مع شركة "روتانا". لكن في المعلومات تبين أنّ إدارة "هلا فبراير" وجدت أن الفنان عمرو دياب سيُغني المهرجان هذه السنة، بعدما شارك في فعالياته منذ سنوات بإيعاز من "روتانا"، وقبل خلافهما الشهير الذي وصل إلى المحاكم، والذي لم يصدر الحكم النهائي بشأنه. كما تحضر الفنانة، أصالة نصري، إلى صالح "روتانا"، في وقت تحاول "روتانا" فيه مغازلة الفنانة السورية واستمالتها، لكن أصالة لا تُريدُ أن تعيدَ تجربتها "المريرة" مع شركة "روتانا"، والتي انتهت أيضاً عام 2009.
أما في الدوحة، فتقل حدة المواجهات الفنية، فيما تتواصل هذه الأيام فعاليات "مهرجانات التسوق" التي ضمت مجموعة جيدة من المتابعين. وتم إطلاق النسخة الثانية من "مهرجان قطر للتسوق". ويسلط المهرجان الضوء على التطورات الهامة والمنشآت الجديدة، التي يشهدها قطاع التجزئة المتنامي في قطر، حيث يشارك في المهرجان 13 مجمعاً تجارياً ومركز تسوق بإجمالي مساحة تسوق تقارب المليون متر مربع. وسوف تقدم المتاجر المشاركة في المهرجان عروضاً خاصة وتخفيضات كبيرة.
مهرجان الدوحة للتسوق
احتفل مهرجان قطر للتسوق 2018 بالتنوع الثقافي الذي تزخر به قطر، وذلك عبر فعاليات متنوعة مثل "الأسبوع العربي" و"أسبوع بوليوود الهندي" و"الأسبوع الدولي"، وذلك لتشجيع رواد مُجمَّعات التسوق على استكشاف أجواء ثقافية جديدة في كل أسبوع من أسابيع المهرجان. وفي نهاية كل أسبوع، سيستمتع الجمهور بحفل موسيقي من تنظيم شركات قطرية متخصصة في مجال الترفيه. وأحيت الفنانة اللبنانية، يارا، ليلة من ليالي المهرجان وحصدت نجاحًا جيداً.
في البحرين، فقد افتتح قبل يومين مهرجان التسوق، لا حفلات فنية غنائية فيه، كما هو حال الكويت والدوحة. لكن الاهتمام تركّز بشكل أساسي على الرياضة وسباقات السيارات، إضافة إلى فعاليات خاصة بالعائلات.