وقال الناشط الإعلامي خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، إن معظم من سيخرجون اليوم هم من "هيئة تحرير الشام"، وفق الاتفاق الذي جرى أمس بين وفد الفصائل والجانب الروسي، الذي طالب بخروج مقاتلي الهيئة أولا، وتسليم سلاحهم، قبل خروج أية دفعات جديدة.
كما تم الاتفاق على نشر نقاط مراقبة للشرطة الروسية، وحل مشكلة الدخول إلى عفرين وجرابلس بين الأتراك والروس، وتأمين خروج آمن للقوافل، بحماية وضمانة روسية، وتأمين مخيمات للمهجرين في إدلب وجرابلس.
إلى ذلك، وصلت ليل الخميس- الجمعة، الدفعة السابعة والأخيرة من مهجري بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم إلى بلدة قلعة المضيق شمال غرب مدينة حماة، وسط سورية.
وتتكون هذه الدفعة من 10 حافلات تقل 130 شخصا، تطوعت منظمات عدة بتأمين نقلهم من منطقة الصوامع في قلعة المضيق بريف حماة إلى مخيم ساعد، الذي سيقيمون فيه بمحافظة إدلب.
ووفق بعض المصادر، فإن القافلة انقسمت إلى قسمين، اتجه الأول إلى محافظة إدلب، والآخر إلى مدينة جرابلس شمال شرق مدينة حلب، ليرتفع بذلك عدد المهجرين من جنوب دمشق إلى ما يقارب 8500 مدني ومقاتل من المعارضة.
وما زالت الدفعات الأخيرة من المهجرين تعيش أوضاعا إنسانية صعبة، بسبب امتناع الجانب التركي عن استقبال المزيد من قوافل المهجرين، بدعوى عدم وجود تنسيق معه من الجانب الروسي، وعدم وجود أماكن شاغرة للمهجرين الجدد.
كما يعاني المهجرون من عدم توفر الخدمات الأساسية في مراكز الإيواء التي نزحوا إليها، وافتقارها لأدنى مقومات الحياة، إضافة إلى تشتيت العائلات، حيث تفرقت العائلة الواحدة ووزعت على مراكز إيواء مختلفة.
وما زالت قافلة جنوب دمشق الخامسة تنتظر عند حاجز النظام في معبر أبو الزندين غربي مدينة الباب منذ الاثنين، قبل أن تضم إليها في وقت لاحق الدفعة السادسة، ما زاد الأوضاع سوءاً.
ويقول ناشطون إن الروس قدموا لمهجّري دمشق العالقين عند حاجز النظام ثلاثة عروض، وهي الذهاب إلى إدلب، أو إقامة مخيم في قرية قريبة من مكانهم تحت سيطرة النظام، أو تسوية أوضاعهم بمصالحة مع النظام، لكن المهجرين رفضوا ذلك، وأكدوا أنهم سيبقون في الحافلات إلى أن تسوى أمورهم ويتمكنوا من دخول مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب.
ويقول الناشط الإعلامي أيهم العمر لـ"العربي الجديد" إن الوضع صعب جدا بين المهجرين، وخاصة من الأطفال والنساء والمرضى، الذين بدأ العديد منهم في الانهيار صحيا مع تردي الخدمات المقدمة، حيث يقدم الهلال الأحمر السوري وجبة واحدة يوميا، بينما تم نصب بعض المراحيض المتحركة لقضاء حاجة مئات العائلات، والنوم يكون حصرا داخل الحافلة، مع وجود طقس متقلب ما بين حار جدا وماطر في المنطقة، ما تسبب في إصابة الأطفال بنزلات برد وإقياء وإسهال، وسط انعدام الطبابة والأدوية، باستثناء سيّارة واحدة فقط من الهلال الأحمر التابع للنظام.
يذكر أن الدفعة الخامسة بلغ عددها 1111 شخصاً، بينهم 345 سيّدة و476 طفلاً، والسادسة بلغ عددها 655 شخصاً، بينهم 248 طفلاً و 161 سيّدة، وفق بيان لمنسقي استجابة شمال سورية.
وينتمي معظم المهجرين من البلدات الثلاث إلى مناطق مجاورة جنوب دمشق، اضطروا لتركها بسبب سيطرة قوات النظام أو تنظيم "داعش" عليها، مثل السبينة وحجيرة وعقربا والسيدة زينب والحسينية، بعد سيطرة النظام عليها، بينما نزح آخرون من مناطق التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود والعسالي، إثر سيطرة التنظيم عليها قبل سنوات.
وسبق أن هجَّر النظام السوري أهالي ومقاتلين من حي القدم وجوبر، ومدن حرستا وعربين وزملكا وعين ترما ودوما والضمير ومدن القلمون الشرقي، ليرتفع عدد المهجرين من تلك المناطق إلى 74 ألف مدني ومقاتل، وتصبح منطقة دمشق ومحيطها خالية من أي وجود للمعارضة، ولتبقى الجبهة الوحيدة التي يقاتل عليها النظام اليوم هي في جنوب دمشق مع تنظيم "داعش"، حيث يدخل القتال هناك يومه الـ23 دون أن تتمكن قوات النظام حتى الآن من إحراز تقدم كبير.
وتتعرض منطقة جنوب دمشق، منذ صباح اليوم، لقصف جوي ومدفعي كثيف، وخاصة منطقتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، بالتزامن مع محاولات تقدم في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن معارك عنيفة تدور في أطراف حي التضامن بين قوات النظام وعناصر "داعش" في ظل قصف مدفعي وصاروخي مكثف، فيما ذكرت صفحة "دمشق الآن" الموالية للنظام أن عددًا من المدنيين أصيبوا جراء قذائف صاروخية سقطت في أحياء دف الشوك، والقزاز القديمة، وحي الزاهرة.