مهاجرو المكسيك وأميركا الوسطى ليسوا بخير

24 ابريل 2018
مهاجرتان من المكسيك (غويليرمو أرياء/ فرانس برس)
+ الخط -
من بين 15 مليون مهاجر من المكسيك وأميركا الوسطى، يُقيمون في الولايات المتحدة، تعرّض العديد منهم إلى صدمة. وهذا ليس مفاجئاً لأن العنف السياسي والمجتمعي والعائلي منتشر في كلٍّ من أميركا الوسطى والمكسيك. ووفقاً لدراسة أُعدّت في عام 2016، والتي تستند إليها مجلة "سايكولوجي توداي" للحديث عن تأثير الهجرة، فقد اختبر نحو نصف المهاجرين اللاتينيين صدمة واحدة على الأقل قبل الوصول إلى الولايات المتحدة. لكنّ الناس لا يعانون من الصدمات فقط خلال مرحلة ما قبل الهجرة (أي في بلدهم الأصلي)، بل يتعرض البعض إلى مخاطر في طريقهم إلى البلد الجديد. على سبيل المثال، تختطف نساء أو يعتدى عليهن جنسياً خلال رحلتهن إلى الولايات المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، قد يتعرّض البعض إلى صدمات إضافية. لكن الأهم من ذلك أن الغالبية منهم سيعايشون ظروفاً تزيد من صدماتهم السابقة، وهذه الظروف هي جزء من سياسات الهجرة المنحازة.

تأثير سياسات الهجرة الأميركية
تخلق بعض السياسات الأميركية "بيئة عدائية وتمييزيّة" حيال المهاجرين اللاتينيين، الذين عانى كثيرون منهم بالفعل من الصدمات. وفي مراجعة لسياسات الهجرة المختلفة، بدءاً من قانون الهجرة غير الشرعي وصولاً إلى السياسات التي وضعتها الإدارة الحالية، يتبين أن العديد منها تدعم المعاملة العدائية والتمييزية بحق المهاجرين.

والتمييز يساهم أيضاً في الفقر. في الوقت الحاضر، يعيش 20 في المائة من المهاجرين في فقر. لكن نسبة المهاجرين اللاتينيين الذين يعيشون في فقر هي 30 في المائة، في وقت يعيش 60 في المائة منهم تقريباً على مقربة من خط الفقر.

ويزداد التمييز والفقر بسبب انعدام الثقة في الحكومة، والخوف وعدم الاستقرار بسبب احتمال الترحيل.

والترحيل يلحق ضرراً كبيراً بصحة الأطفال العقلية على المدى الطويل، ولا شك أنه يشكل صدمة لكل أفراد الأسرة. ويقول الباحثون إنّ بعض السياسات الأميركية لها "آثار سلبية على الصحة العقلية للمهاجرين"، ويرون أن "التمييز، ومحدودية الوصول إلى الخدمات، والفقر، والخوف، وعدم الثقة، والاحتجاز، والترحيل، والانفصال في العائلة، يزيد من الخطر على الصحة العقلية للمهاجرين، الذين قد تعرضوا لصدمات سابقة، أو أقله أثناء الهجرة".




من هنا، يرى الباحثون أنّ الأطباء الذين يعالجون المهاجرين يحتاجون إلى القيام بأدوار إضافية، مثل مساعدة المهاجرين على تعلم كيفية الوصول إلى الخدمات الصحية، أو تحديد موارد الدعم المطلوبة. كما يمكن للمعالجين النفسيين العمل في المدارس، وجعلها أكثر ترحيباً باللاجئين.
المساهمون