استقبلت ألمانيا مئات الآلاف من المهاجرين من دول مختلفة، من بينهم نسبة كبيرة من السوريين. الإسلام هو الدين الغالب على هؤلاء، وهو ما يثير اهتمام الباحثين الألمان والصحف. وتبرز تساؤلات حول إمكانية تغيير المهاجرين النسيج الاجتماعي والهوية المسيحية للمجتمع الألماني.
حتى اليوم، يعتبر الأتراك الواجهة الأكبر للمسلمين في ألمانيا، فهم يشكلون ثلاثة أرباع عدد المسلمين الذين يعيشون في البلاد. لكنّ التدفق الأخير لعشرات الآلاف من السوريين والعراقيين من شأنه أن يعطي طابعاً آخر لصورة الإسلام بحسب الباحث في الشأن الإسلامي أوليفر روي.
يعتبر روي أنّ وصول هؤلاء سيكسب الإسلام تنوعاً. وستشهد الجالية المسلمة نمواً واسعاً نظراً لكون 80 في المائة من نحو800 ألف طالب لجوء يتوقع وصولهم إلى ألمانيا مع نهاية هذا العام، هم من المسلمين. يعيش في ألمانيا أكثر من 161 ألف سوري، لكن من المتوقع ارتفاع هذا الرقم، ما يجعلهم الجالية السورية الأكبر عدداً في أوروبا.
يجد روي أنّ انتشار الإسلام في ألمانيا من خلال الأتراك، ومجموعات من العرب والبوسنيين والألبان وغيرهم أدّى إلى بناء عدد كبير من المساجد، لكنّ معظمها يخضع لإشراف منظمات تركية، وتغلب اللغة التركية على خطب الجمعة فيها. وهو ما سيمثل مشكلة للمهاجرين العرب.
هذا الأمر يدفع المهاجرين للبحث عن مساجد تتحدث لغتهم كبعض المراكز المغربية والعراقية واللبنانية. يتوافد المهاجرون على هذه المساجد ويتحدثون مع بعضهم البعض بلغتهم الأم، خصوصاً في ظلّ رفض عدد من مراكز الإيواء أي نوع من الممارسات الدينية تجنباً للمشاكل، خصوصاً مع تنوع المهاجرين ما بين أكراد وعرب، وسنّة وشيعة وعلويين وغيرهم.
أما بالنسبة للألمان فبعضهم يرى في المسلمين الآتين من سورية نوعاً من الإيجابية التي ستعطيهم نظرة مختلفة عن الإسلام. وتشير إحصائيات الصحف الألمانية إلى أنّ ما يشغل بال الألمان في الوقت الحالي مدى تزايد أعداد المهاجرين المسلمين وتأثير ذلك على المجتمع الألماني. ويتساءلون عمّا سيكون عليه الحال في المستقبل في حال بقاء أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين في ألمانيا وحصولهم على إقامة دائمة.
هناك نوع من التقبّل لدى فئة واسعة من المجتمع الألماني التي تعتقد أنّ هؤلاء المهاجرين لديهم القدرة على الاندماج وتقبّل الآخر. فالسوريون اختبروا في بلادهم تنوع الأديان، خصوصاً من كانوا في المدن الكبرى التي يجري فيها احتكاك وتواصل يومي مع المسيحيين. وما يطمئن الألمان أكثر هو ما أظهرته دائرة الهجرة أنّ معظم المهاجرين السوريين إلى ألمانيا لديهم مستوى جيد من التعليم وبينهم الكثير من الأكاديميين. وهو ما يجعلهم يختلفون عن المسلمين الأتراك الذين أتوا إلى ألمانيا سابقاً بحد أدنى من التعليم، ولم يظهر معظمهم رغبة في الاندماج بل أسسوا لأنفسهم مجتمعاً خاصاً داخل المجتمع الألماني، ولم يتقن معظمهم اللغة الألمانية. المهاجرون السوريون في المقابل، يظهرون رغبة في تعلم اللغة ويسعون إلى التقرب من الآخرين، ويظهرون الامتنان للألمان لاستقبالهم. ومع ذلك، هناك ألمان يتخوفون من مخاطر تطرف إسلامي.
يجد الباحث روي أنّ المهاجرين السوريين، وإن كان من بينهم محافظون دينياً، فالشرطة الألمانية لم تثبت حتى اليوم احتمال قيامهم بأعمال تخلّ بالأمن. أما الخوف الحقيقي فهو من المجموعات السلفية الموجودة في ألمانيا، والتي تسعى بكل جهدها لضم العدد الأكبر من المهاجرين تحت عباءتها عبر تقديم المساعدات وتوزيع الطعام.
وبحسب روي، فإنّ الإسلام الذي يحمله المهاجرون معهم لا يسعى للسيطرة على الأديان الأخرى، بل فقط يطلب الاعتراف به وتقبل المسلمين كغيرهم من فئات المجتمع. وهو ما يوجب تنظيم دورات للبدء بعملية الدمج، كي يحافظ هؤلاء على إسلامهم لكن ضمن التزامهم بالنظام الديموقراطي والقوانين والأسس القائمة. ويشير روي إلى أنّ التعددية الحقيقية هي أحسن طريق لتجنب الصراعات مع المسلمين في ألمانيا وذلك من خلال منحهم فرصة إظهار حسن نواياهم. وما عدا ذلك، قد يلجأ المسلمون إلى الانعزال ويشعرون بالضغط عليهم.
بدوره، يعتبر مسؤول الدراسات الإسلامية في جامعة "مونستر" مهند خورشيد أنّ المهاجرين الهاربين من الإرهاب في بلادهم والفظائع التي رأوها هناك، لا يريدون بالتأكيد أن يسمعوا أي شيء عن إسلام مقاتل. بل يبحثون عن هوية جديدة في هذا البلد الذي لجأوا إليه.
إقرأ أيضاً: إيجابيات المهاجرين وسلبياتهم
حتى اليوم، يعتبر الأتراك الواجهة الأكبر للمسلمين في ألمانيا، فهم يشكلون ثلاثة أرباع عدد المسلمين الذين يعيشون في البلاد. لكنّ التدفق الأخير لعشرات الآلاف من السوريين والعراقيين من شأنه أن يعطي طابعاً آخر لصورة الإسلام بحسب الباحث في الشأن الإسلامي أوليفر روي.
يعتبر روي أنّ وصول هؤلاء سيكسب الإسلام تنوعاً. وستشهد الجالية المسلمة نمواً واسعاً نظراً لكون 80 في المائة من نحو800 ألف طالب لجوء يتوقع وصولهم إلى ألمانيا مع نهاية هذا العام، هم من المسلمين. يعيش في ألمانيا أكثر من 161 ألف سوري، لكن من المتوقع ارتفاع هذا الرقم، ما يجعلهم الجالية السورية الأكبر عدداً في أوروبا.
يجد روي أنّ انتشار الإسلام في ألمانيا من خلال الأتراك، ومجموعات من العرب والبوسنيين والألبان وغيرهم أدّى إلى بناء عدد كبير من المساجد، لكنّ معظمها يخضع لإشراف منظمات تركية، وتغلب اللغة التركية على خطب الجمعة فيها. وهو ما سيمثل مشكلة للمهاجرين العرب.
هذا الأمر يدفع المهاجرين للبحث عن مساجد تتحدث لغتهم كبعض المراكز المغربية والعراقية واللبنانية. يتوافد المهاجرون على هذه المساجد ويتحدثون مع بعضهم البعض بلغتهم الأم، خصوصاً في ظلّ رفض عدد من مراكز الإيواء أي نوع من الممارسات الدينية تجنباً للمشاكل، خصوصاً مع تنوع المهاجرين ما بين أكراد وعرب، وسنّة وشيعة وعلويين وغيرهم.
أما بالنسبة للألمان فبعضهم يرى في المسلمين الآتين من سورية نوعاً من الإيجابية التي ستعطيهم نظرة مختلفة عن الإسلام. وتشير إحصائيات الصحف الألمانية إلى أنّ ما يشغل بال الألمان في الوقت الحالي مدى تزايد أعداد المهاجرين المسلمين وتأثير ذلك على المجتمع الألماني. ويتساءلون عمّا سيكون عليه الحال في المستقبل في حال بقاء أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين في ألمانيا وحصولهم على إقامة دائمة.
هناك نوع من التقبّل لدى فئة واسعة من المجتمع الألماني التي تعتقد أنّ هؤلاء المهاجرين لديهم القدرة على الاندماج وتقبّل الآخر. فالسوريون اختبروا في بلادهم تنوع الأديان، خصوصاً من كانوا في المدن الكبرى التي يجري فيها احتكاك وتواصل يومي مع المسيحيين. وما يطمئن الألمان أكثر هو ما أظهرته دائرة الهجرة أنّ معظم المهاجرين السوريين إلى ألمانيا لديهم مستوى جيد من التعليم وبينهم الكثير من الأكاديميين. وهو ما يجعلهم يختلفون عن المسلمين الأتراك الذين أتوا إلى ألمانيا سابقاً بحد أدنى من التعليم، ولم يظهر معظمهم رغبة في الاندماج بل أسسوا لأنفسهم مجتمعاً خاصاً داخل المجتمع الألماني، ولم يتقن معظمهم اللغة الألمانية. المهاجرون السوريون في المقابل، يظهرون رغبة في تعلم اللغة ويسعون إلى التقرب من الآخرين، ويظهرون الامتنان للألمان لاستقبالهم. ومع ذلك، هناك ألمان يتخوفون من مخاطر تطرف إسلامي.
يجد الباحث روي أنّ المهاجرين السوريين، وإن كان من بينهم محافظون دينياً، فالشرطة الألمانية لم تثبت حتى اليوم احتمال قيامهم بأعمال تخلّ بالأمن. أما الخوف الحقيقي فهو من المجموعات السلفية الموجودة في ألمانيا، والتي تسعى بكل جهدها لضم العدد الأكبر من المهاجرين تحت عباءتها عبر تقديم المساعدات وتوزيع الطعام.
وبحسب روي، فإنّ الإسلام الذي يحمله المهاجرون معهم لا يسعى للسيطرة على الأديان الأخرى، بل فقط يطلب الاعتراف به وتقبل المسلمين كغيرهم من فئات المجتمع. وهو ما يوجب تنظيم دورات للبدء بعملية الدمج، كي يحافظ هؤلاء على إسلامهم لكن ضمن التزامهم بالنظام الديموقراطي والقوانين والأسس القائمة. ويشير روي إلى أنّ التعددية الحقيقية هي أحسن طريق لتجنب الصراعات مع المسلمين في ألمانيا وذلك من خلال منحهم فرصة إظهار حسن نواياهم. وما عدا ذلك، قد يلجأ المسلمون إلى الانعزال ويشعرون بالضغط عليهم.
بدوره، يعتبر مسؤول الدراسات الإسلامية في جامعة "مونستر" مهند خورشيد أنّ المهاجرين الهاربين من الإرهاب في بلادهم والفظائع التي رأوها هناك، لا يريدون بالتأكيد أن يسمعوا أي شيء عن إسلام مقاتل. بل يبحثون عن هوية جديدة في هذا البلد الذي لجأوا إليه.
إقرأ أيضاً: إيجابيات المهاجرين وسلبياتهم