مهاجرون إلى المجهول

18 ديسمبر 2016
بعيداً عن منزلها (أحمد الأحمد/ الأناضول)
+ الخط -
سؤال من قبيل "من هم المهاجرون"؟ لا بدّ من ربطه بسؤال آخر توأم له للحصول على الجواب المناسب: "لماذا يهاجرون"؟ فالمسألة واضحة أنّهم ضحايا طرد بلادهم ومدنهم لهم سواء بطريقة مباشرة في حروبها وفقرها أو غير مباشرة في قمعها وخنقها حرياتهم وانعدام الأمل فيها والقدرة على الحصول على الحقوق المدنية... بل على الحقوق الإنسانية التي تنص عليها المواثيق والاتفاقات الدولية.

تلك الاتفاقات النابعة من صميم منظمات كبرى كالأمم المتحدة، ليست لها صفة الإلزام مهما اقترنت بها. فالواقع يشير إلى أنّ الانتهاكات يومية لا مجال لردّها عن معظم الناس، مع ما في عالمنا من فساد بالدرجة الأولى.

لا تملك الأمم المتحدة إلا أن تذكّر بالحقوق وتستذكرها في أيام دولية كهذا اليوم بالذات في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كلّ عام، بصفته "اليوم الدولي للمهاجرين".

في هذه الأثناء وصلت أرقام قياسية من المهاجرين إلى دول أوروبا، معظمهم جاء من سورية وحربها التي تقترب من عامها السادس. وكذلك من العراق وأفغانستان ودول أفريقية وآسيوية كثيرة. بعضهم لم يبتعد كثيراً عن وطنه وما زال يتأمل العودة إليه كحال النازحين السوريين في لبنان وتركيا. وبعضهم الآخر يئس من العودة أساساً ويحاول الاندماج في مجتمعات جديدة.

وبينما تتذكر الأمم المتحدة اللاجئين والمهاجرين الذين قضوا وهم يحاولون الوصول إلى ملجأ آمن، ها هم آلاف من المدنيين يعيشون وسط البرد القارس والجوع في حلب بانتظار إجلائهم... وبانتظار مستقبل مجهول.

المساهمون