من يدفع الصحافيين العراقيين إلى الانتحار في كردستان؟

21 يونيو 2015
من يضيّق على الصحافيين في كردستان؟ (Getty)
+ الخط -
هدد صحافي عراقي كردي بالانتحار أمام المقر الرئيسي لـ"حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق، جلال الطالباني، في مدينة السليمانية، بسبب مضايقات الأمن الذي يسيطر على مناصبه الحزب المذكور.

وقال الصحافي الكردي، برزان علي حمه، في بيان أصدره، إن جهاز الأمن في مدينة السليمانية في إقليم كردستان "استدعاني وقام بالتحقيق المشدد معي بسبب كتاباتي وآرائي، وأبلغوني يجب أن تغادر المدينة لن نقبل أن تبقى فيها". مضيفاً "إزاء ما تعرضت له سأقوم، إذا استمر الأمن بتهديداته لي، بإطلاق رصاصة على رأسي أمام مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني".

 ووجه الصحافي نداءً إلى كافة الصحافيين ورئاسة إقليم كردستان ورئاسة البرلمان والنواب، قال فيه "كونوا على علم، هذا آخر إيضاح لي وسيكون لدي رد فعل قوي، يهددني جهاز الأمن في السليمانية، وأنا أبلغكم هنا، إذا لم تمنعوا تهديدات الأمن عني، أعاهدكم بأن أطلق على رأسي رصاصة أمام مقر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني".   

وأضاف: "استدعوني إلى مديرية الأمن في السليمانية، وقام ضابط يدعى سرخيل، يترأس قسم العمليات في المديرية بالتحقيق بعنف معي حول كتاباتي، وقال لي بشكل مباشر وواضح، ما هو انتماؤك السياسي، لأي حزب تنتمي، إذا لم تكن تنتمي للاتحاد الوطني الكردستاني، لن نقبل منك، ووجه إلي الكثير من الأسئلة، بينها سؤال عن سبب زيارتي، العام الماضي، أميركا ومن ساعدني في الحصول على التأشيرة". وأضاف "قال لي، أيضاً، ضابط الأمن، إذا لم تكن راضياً عن مدينة السليمانية غادرها..".

اقرأ أيضاً: "داعش" يُعدم صحافيّاً عراقيّاً مختطفاً لديه منذ أربعة أشهر

وإزاء التهديدات التي تعرض لها الصحافي، برزان علي حمه، قال مركز "مترو" للدفاع عن  حقوق الصحافيين، إن "جهاز الأمن في مدينة السليمانية تجاوز مهامه ويقوم بالتحقيق بسبب إبداء الرأي مع الصحافي برزان علي حمه".

وقال منسق مركز "مترو"، رحمن غريب، لـ"العربي الجديد"، إن "ضابطاً في أمن السليمانية قام بالتحقيق مع الصحافي برزان، بعدما قام الأمن باستدعائه للحضور إلى مقر الأمن، رغم أنه ليس هناك أية دعاوى قانونية ضد الصحافي، قاموا بالتحقيق معه وأغلب الأسئلة التي وجهوها إليه كانت تتعلق بكتاباته على موقع التواصل فيسبوك".  

وأضاف غربي أن "الصحافي أبلغهم بأن ضابط التحقيق قال له يجب أن تغادر المدينة، ونحن في مركز مترو، نعلن أن حق إبداء الرأي محفوظ قانوناً في إقليم كردستان، وأي شخص أو جهة له مشاكل مع الصحافيين والكتّاب عليه أن يعالجها عن طريق القانون وليس بالتهديد والإرهاب".


اقرأ أيضاً: CIA تعتمد اللغة الكردية لتصفح موقعها الإلكتروني

في المقابل، أصدرت مديرية الأمن في السليمانية بياناً قالت فيه، إنها ليست لها مشاكل مع الصحافي المذكور ولن يكون لها مشاكل معه.

 

وذكر مصدر كردي مطلع، أن مسؤولاً أمنياً بارزاً في مدينة السليمانية، يدعى لاهور شيخ جنكي، وهو ابن شقيق الرئيس العراقي السابق، جلال الطالباني، ويترأس جهازاً أمنياً يدعى "جهاز المعلومات"، إضافة إلى قوة مسلحة تدعى "قوة مكافحة الإرهاب"، هو الذي يقف وراء التهديد الذي تعرض له الصحافي برزان علي حمه.

 وأضاف المصدر أن جنكي، يقوم وبواسطة الجهاز الأمني وقوة مكافحة الإرهاب اللذين يترأسهما بتهديد الصحافيين والكتاب، وسبق له أن قام بتهديد صحافي آخر يدعى عارف قورباني" وأرسل قوة قامت بمداهمة منزله قبل فترة، وهو من يقف وراء تهديد الصحافي برزان علي حمه.

 وكان المسؤول الأمني المذكور قد اتُهم، أيضاً، بحرق مبنى محطة تلفزيونية وبمحاولة اغتيال مالكها الذي أصيب بجروح في هجوم مسلح. ووصلت مضايقات الأجهزة الأمنية في السليمانية، إلى نواب البرلمان أيضاً، فقد اتهم النائب في مجلس النواب العراقي عن حركة التغيير، مسعود حيدر، جهاز مكافحة الإرهاب بمحاولة تجريده من سلاحه الشخصي واختطافه.

 

وقال حيدر، إن مفرزة أمنية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب الذي يترأسه "لاهور شيخ جنكي"، قامت بإيقاف سيارتي في مدينة السليمانية، مساء الخميس 18 يونيو/ حزيران، وعلى الرغم من أني عرضت عليهم هويتي كبرلماني، إلا أنهم حاولوا تجريدي من سلاحي واعتقالي.

 

المساهمون