بعد العدد الأخير من مجلة "ميديوم" الفصلية، التي يُديرُها الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه، والذي خُصّص لـ "شارلي إيبدو والآخرين"، تنتظر فرنسا الكتاب الجديد للمؤرخ والديموغرافي الفرنسي إيمانويل تود، وهو بعنوان: "مَنْ هو شارلي؟" (عن دار سُويْ).
والكتاب عبارة عن إسهاب في شرح موقف هذا المفكر اللانمطي في فرنسا، والذي كان قد كشف عن بعض أفكاره، في حوار وحيد مع صحيفة اقتصادية يابانية، بعد مرور بعض الوقت على الاعتداءات التي عرفتها فرنسا. ونقرأ في الحوار أن "الانتقادات والهجمات تَطالُ المسلمين لأنهم يُشكلّون أقلية فقيرة وضعيفة في فرنسا".
وبينما حاولت فرنسا أن تقنع نفسها، بعد الاعتداءات، بوجود روح 11 يناير/كانون الثاني، و"إجماع وطني"، يقول المفكر إيمانويل تود، في حوار طويل خصّ به مجلة لونوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية (الخميس 30 أبريل/نيسان)، دون لفّ ولا مداورة: "11 يناير/كانون الثاني كانت خُدعة".
ويرى في التظاهرة الضخمة يوم ذاته: "ملايين من المسرنمين يتسارعون خلف رئيس يُحيطُ به كلُّ ممثلي الأوليغارشية العالمية، من أجل الدفاع عن الحق اللا مشروط في دَوْس محمد". ويرى فيها: "كذبة إجماعية (جوفاء) لأنه في ذلك اليوم، لم يكن العالَمُ الشعبي، "شارلي"، كما أن شباب الضواحي، مسلمين وغير مسلمين، لم يكونوا "شارلي"، وعمال الأرياف لم يكونوا "شارلي".
ويذهب إيمانويل إلى القول: "لأول مرة في حياتي لم أُحِسَّ بالاعتزاز لأني فرنسي. وفي كل الكتب التي أصدرتُها حول فرنسا كان فيها بُعدٌ وطنيّ". ويضيف: "حين نُجمّع 4 ملايين شخص كي نقول إن تناوُل ديانة الآخَرين بصفة كاريكاتورية حقٌّ مٌطلَقٌ، بل وواجبٌ، وحين يكون هؤلاء الآخَرون هم الأضعف في المجتمع، فنحن أحرارٌ، بشكل كامل، في تصوُّرِ أننا نفعل الخير وأننا على حق وأننا نتواجد في بلد رائع. لكنَّ الأمرَ ليس صحيحاً، إذ إن إلقاء نظرة خاطفة على مستوى التعبئة يكشف لنا خدعة".
إقرأ أيضاً: صحافيو العالم عالقون بين اعتداءات الإرهابيين والحكومات
وحين يتطرق للإسلام يبدي إيمانويل تُود مواقف تختلف عن السائد، لدى "الدوكسا" الباريسية. ويقول: "الجميع في فرنسا يوجد في منطق القلق إزاء الإسلام"، بينما "الطبقات المتوسطة في فرنسا هي التي توجد في أزمة دينية، والتي تعرضت لهزّات كبيرة بسبب الاختفاء الأخير لكُلّ معتقداتها، والتي توجد في حالة فراغ ميتافيزيقي عميق جدا، وتُمارِسُ مع المسلمين لعبةً شاذة بحثا عن أكباش فداء".
ويعترف المفكر الفرنسي أن ما يقلقه ليس هو "قبضة من المختلين عقليا الذين يعلنون عن انتمائهم للإسلام من أجل ارتكاب جرائم، بقدر ما تقلقه الأسبابُ التي من أجلها أصبح مجتمعٌ بأكمله هستيريّاً إلى درجة استدعاء طفل (الطفل أحمد) في الثامنة من عمره من قبل الشرطة".
ويضيف: "المسلمون، في معظم الأحيان، أكثر ثوباناً في المجتمع الفرنسي، بسبب زيجاتهم، من المثقفين الرجعيين الجدد مثل إيريك زمور أو ألان فينكلكروت الذين يستهدفون المسلمين باستمرار".
وينتهي الأمر بالمفكر الفرنسي إلى المطالبة "بترك مسلمي فرنسا يعيشون في هدوء"، ويحثّ الفرنسيين على التوقف عن "إكراه المسلمين على أن يفكروا في أنفسهم كمسلمين"، وعلى "حسم الأمر، بصفة نهائية، مع هذه الديانة الشيطانية الجديدة، التي أُطلقُ عليها اسمَ "العلمانوية الراديكالية"، والتي تُشكل في نظري، التهديدَ الحقيقيّ".
إقرأ أيضاً: مشروع الرقابة الفرنسي: انتبه... "الأخ الأكبر" يراقب حاسوبك!
والكتاب عبارة عن إسهاب في شرح موقف هذا المفكر اللانمطي في فرنسا، والذي كان قد كشف عن بعض أفكاره، في حوار وحيد مع صحيفة اقتصادية يابانية، بعد مرور بعض الوقت على الاعتداءات التي عرفتها فرنسا. ونقرأ في الحوار أن "الانتقادات والهجمات تَطالُ المسلمين لأنهم يُشكلّون أقلية فقيرة وضعيفة في فرنسا".
وبينما حاولت فرنسا أن تقنع نفسها، بعد الاعتداءات، بوجود روح 11 يناير/كانون الثاني، و"إجماع وطني"، يقول المفكر إيمانويل تود، في حوار طويل خصّ به مجلة لونوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية (الخميس 30 أبريل/نيسان)، دون لفّ ولا مداورة: "11 يناير/كانون الثاني كانت خُدعة".
ويرى في التظاهرة الضخمة يوم ذاته: "ملايين من المسرنمين يتسارعون خلف رئيس يُحيطُ به كلُّ ممثلي الأوليغارشية العالمية، من أجل الدفاع عن الحق اللا مشروط في دَوْس محمد". ويرى فيها: "كذبة إجماعية (جوفاء) لأنه في ذلك اليوم، لم يكن العالَمُ الشعبي، "شارلي"، كما أن شباب الضواحي، مسلمين وغير مسلمين، لم يكونوا "شارلي"، وعمال الأرياف لم يكونوا "شارلي".
ويذهب إيمانويل إلى القول: "لأول مرة في حياتي لم أُحِسَّ بالاعتزاز لأني فرنسي. وفي كل الكتب التي أصدرتُها حول فرنسا كان فيها بُعدٌ وطنيّ". ويضيف: "حين نُجمّع 4 ملايين شخص كي نقول إن تناوُل ديانة الآخَرين بصفة كاريكاتورية حقٌّ مٌطلَقٌ، بل وواجبٌ، وحين يكون هؤلاء الآخَرون هم الأضعف في المجتمع، فنحن أحرارٌ، بشكل كامل، في تصوُّرِ أننا نفعل الخير وأننا على حق وأننا نتواجد في بلد رائع. لكنَّ الأمرَ ليس صحيحاً، إذ إن إلقاء نظرة خاطفة على مستوى التعبئة يكشف لنا خدعة".
إقرأ أيضاً: صحافيو العالم عالقون بين اعتداءات الإرهابيين والحكومات
وحين يتطرق للإسلام يبدي إيمانويل تُود مواقف تختلف عن السائد، لدى "الدوكسا" الباريسية. ويقول: "الجميع في فرنسا يوجد في منطق القلق إزاء الإسلام"، بينما "الطبقات المتوسطة في فرنسا هي التي توجد في أزمة دينية، والتي تعرضت لهزّات كبيرة بسبب الاختفاء الأخير لكُلّ معتقداتها، والتي توجد في حالة فراغ ميتافيزيقي عميق جدا، وتُمارِسُ مع المسلمين لعبةً شاذة بحثا عن أكباش فداء".
ويعترف المفكر الفرنسي أن ما يقلقه ليس هو "قبضة من المختلين عقليا الذين يعلنون عن انتمائهم للإسلام من أجل ارتكاب جرائم، بقدر ما تقلقه الأسبابُ التي من أجلها أصبح مجتمعٌ بأكمله هستيريّاً إلى درجة استدعاء طفل (الطفل أحمد) في الثامنة من عمره من قبل الشرطة".
ويضيف: "المسلمون، في معظم الأحيان، أكثر ثوباناً في المجتمع الفرنسي، بسبب زيجاتهم، من المثقفين الرجعيين الجدد مثل إيريك زمور أو ألان فينكلكروت الذين يستهدفون المسلمين باستمرار".
وينتهي الأمر بالمفكر الفرنسي إلى المطالبة "بترك مسلمي فرنسا يعيشون في هدوء"، ويحثّ الفرنسيين على التوقف عن "إكراه المسلمين على أن يفكروا في أنفسهم كمسلمين"، وعلى "حسم الأمر، بصفة نهائية، مع هذه الديانة الشيطانية الجديدة، التي أُطلقُ عليها اسمَ "العلمانوية الراديكالية"، والتي تُشكل في نظري، التهديدَ الحقيقيّ".
إقرأ أيضاً: مشروع الرقابة الفرنسي: انتبه... "الأخ الأكبر" يراقب حاسوبك!