ولا يترتب على منصب رئاسة الجمهورية العراقية أي صلاحيات تنفيذية، إذ يحصر الدستور العراقي كافة الصلاحيات في يد رئيس الوزراء. وللعلم، فإن مديراً عاماً في أي وزارة عراقية يملك صلاحيات تفوق بكثير تلك التي يملكها رئيس الجمهورية، إلا أن المنصب يعدُّ فخرياً، وله ثلاثة نواب، لا سلطة أو صلاحيات لهم أيضاً.
ويعدُّ برهم صالح (من مواليد السليمانية 1960 - 58 عاماً)، من أبرز الشخصيات السياسية الكردية، ضمن معسكر السليمانية، وشغل مناصب عدة داخل "الاتحاد الوطني الكردستاني"، أبرزها كان مساعداً لزعيمه السابق جلال الطالباني، كما تولى مناصب عدة في الحكومة العراقية بعد الاحتلال الأميركي.
ويحمل صالح شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف الإنكليزية، وشهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكمبيوتر من جامعة ليفربول. عمل مستشاراً هندسياً في المملكة المتحدة. متزوج ولديه طفلان.
انضم صالح إلى صفوف "الاتحاد الوطني الكردستاني" في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حيث تدرّج إلى أن أصبح عضواً في تنظيمات أوروبا للحزب، ثم مسؤولاً في مكتب العلاقات الخارجية في "الاتحاد" في لندن.
ترأس صالح حكومة إقليم كردستان بين عامي 2001 و2004، وعمل وزيراً للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005، ثم نائباً لرئيس الوزراء خلال حكومة نوري المالكي الأولى.
رشّح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2014، إلى جانب الرئيس الحالي فؤاد معصوم، لكنه لم يحصل على تأييد القوى الكردية في الإقليم.
انشق عن حزب "الاتحاد" عام 2016، بعد خلافات حادة نشبت مع جناح كوسرت رسول، عقب مرض جلال الطالباني وسفره الطويل إلى ألمانيا، وأسس حزب "تحالف من أجل الديمقراطية" الذي فاز أخيراً بمقعدين داخل البرلمان العراقي.
يصفه مقربون بمتقلب المزاج وسريع التغيير في المواقف التي يتبناها، وهو ما تأكد بعد عودته إلى حزب "الاتحاد" الذي ترشح عبره لرئاسة الجمهورية، ما جعل أعضاء حزبه (تحالف من أجل الديمقراطية)، وهم في الغالب المنشقون معه من "الاتحاد"، يحتارون فيما إذا كان عليهم أن يعودوا هم أيضاً إلى "الاتحاد" أو يبقوا في حزبهم الجديد.
وعن برهم صالح، يقول أحد أعضاء "الاتحاد الكردستاني"، إن لديه "نرجسية عالية، وهو ما جعله في صدام مستمر مع البارزانيين في أربيل، إذ أنه يجد في نفسه السياسي المتعلم مقابل الكردي القبلي المتعصب"، في إشارة إلى مسعود البارزاني.
واعتبر المصدر أن دعم إيران لصالح يمثل دليلاً على براغماتية الرجل الذي يعتبر أول سياسي كردي يقدم دعوات علنية لباحثين إسرائيليين ضمن مؤتمرات أقيمت في الجامعة الأميركية بالسليمانية.
وصدرت عن صالح مواقف وتصريحات عدة، فُهمت على أنها مغازلة لإيران، من أبرزها مهاجمته القوى والأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لأنقرة، واعتبارها إرهابية، ومنح طهران الحق في ضربها، إضافة إلى رفضه تنظيم استفتاء كردستان، ومهاجمة مسعود البارزاني.