من هنّ الناشطات السعوديات المعتقلات اللاتي وصفن بـ"عميلات السفارات"؟

01 يونيو 2018
أوقفت السلطات السعودية الناشطات مرات عدة(تويتر)
+ الخط -
شنّت السلطات السعودية، ممثلةً بجهاز أمن الدولة الذي يتبع ولي العهد محمد بن سلمان بشكل مباشر، حملة اعتقالات واسعة ضد ناشطين وناشطات نسويات في منتصف شهر مايو/أيار الماضي، من بينهم سبعة ناشطين، اتهموا بالتواصل مع جهاتٍ خارجية وإفشاء أسرار الدولة وتقديم دعم مالي لعناصر معارضة في الخارج.

وقسّمت السلطات السعودية المعتقلين والمعتقلات إلى قسمين، قسمٌ لم توجه له أي اتهام، مكتفية بأخذ تعهدات منه، والإفراج عنه، ومنهم الأكاديمية النسوية عائشة المانع التي تبلغ من العمر 70 عاماً، والناشطة ولاء آل شبر، وحصة آل شيخ ومديحة العجروش، فيما اتهمت القسم الثاني المكون من سبعة أشخاص بتشكيل خلية للتخابر مع جهات خارجية، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام تعزيراً، وتمّ نقل المعتقلات إلى زنارين انفرادية في سجن ذهبان السياسي في مدينة جدة، بحسب نشطاء حقوقيين.

ونشرت الصحف السعودية على غير العادة صور الناشطات المتهمات، وهن عزيزة اليوسف ولجين الهذلول وإيمان النفجان، على صفحاتها الأولى، واتهمتهن بالخيانة والعمالة للسفارات الأجنبية، فيما شنّت الحسابات الإخبارية التابعة للسلطات هجوماً غير مسبوق ضدهن، واصفة إياهن بـ"عميلات السفارات"، بالإضافة إلى الهجوم على بقية المعتقلين، وهم محمد الربيعة وإبراهيم المديميغ وعبد العزيز المشعل، ومعتقل رابع لم يعلن عن اسمه.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "على ولي العهد، الذي نصّب نفسه إصلاحياً أمام حلفاء ومستثمرين غربيين، شكر الناشطات والنشطاء على مساهماتهم في حركة حقوق المرأة السعودية. لكن يبدو أن السلطات السعودية تعاقب حاملي لواء حقوق المرأة لترويجهم هدفاً يدّعي بن سلمان نفسه دعمه، وهو إنهاء التمييز ضد المرأة".

عزيزة اليوسف: خطاب معتدل

ولدت عزيزة اليوسف في مدينة الرياض ونشأت فيها، حيث درست في جامعة الملك سعود، قبل أن تكمل دراستها في الولايات المتحدة الأميركية، لتعيّن أكاديمية وأستاذة في علوم الكمبيوتر في الجامعة ذاتها، قبل أن تتقاعد في العام 2016 وتتفرغ للعمل الحقوقي.

وبدأت اليوسف نشاطها في الدفاع عن المرأة منذ سنوات، حيث قامت بالكتابة في الصحف السعودية، كما استضافتها القنوات المملوكة لأمراء من الأسرة الحاكمة، للحديث عن مظالم المرأة السعودية دون حواجز، حيث طالبت بإنهاء الحظر المفروض على المرأة بقيادة السيارة آنذاك، وإنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة، كما طالبت بإنهاء فرض عدم الاختلاط بين الجنسين في البلاد.

وأوقفت السلطات في العام 2013 عزيزة اليوسف بعد قيامها بالتجول وقيادة السيارة في شوارع الرياض، وهو ما عُدّ خرقاً للحظر المفروض آنذاك، لكن السلطات أفرجت عنها عقب توقيعها تعهداً بعدم تكرار الأمر.

ونظمت عزيزة حملة لجمع التواقيع لإسقاط نظام ولاية الرجل على المرأة في العام 2016، حيث استطاعت جمع أكثر من 14 ألف توقيع قامت بإرسالها للملك سلمان بن عبد العزيز، لكن رسالتها ووجهت بالرفض من قبل الديوان الملكي.

وعرف عن اليوسف تجنبها للغة الصدامية مع النظام الحاكم في البلاد، كما أن لغتها وخطابها يشملان كافة التيارات الإسلامية والليبرالية ما جعل لها قبولاً كبيراً في الأوساط السعودية، على عكس عدد آخر من النشطاء والناشطات.


الهذلول: تعهدٌ لم يقنع السلطات


وتعد الناشطة لجين الهذلول أحد أبرز الوجوه في حملة المرأة السعودية الطويلة لاستعادة حقوقها. ولدت لجين في مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية عام 1989 وتنقلت في طفولتها بين فرنسا والسعودية، قبل أن تدرس الأدب الفرنسي في كندا وتبدأ نشاطها الحقوقي من هناك.

وسبق للسلطات السعودية أن اعتقلت لجين الهذلول في العام 2014 إثر قيامها بقيادة سيارتها من الإمارات نحو الحدود السعودية، لكنها اضطرت للإفراج عنها عقب ضغط من المنظمات الدولية.

ومنعت الإمارات الهذلول من دخول أراضيها، وذلك بسبب اتهامها باستخدام أراضيها للتحريض على الحكومة السعودية. وفي شهر يونيو\حزيران الماضي، اعتقلت لجين مرة أخرى لأيام قليلة، قبل أن يُفرج عنها.

وأجرت الهذلول لقاءات عدة مع الصحف والمواقع الغربية لتوضيح ما تتعرض له المرأة السعودية على يد السلطات، ما أدى إلى استدعاء زوجها الممثل والكوميدي فهد البتيري من قبل السلطات مرات عدة.

وبعد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارات، استدعت السلطات السعودية لجين في شهر ديسمبر/تشرين الأول الماضي وأخذت عليها تعهداً بعدم الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفرضت عليها حظر السفر والتنقل خارج البلاد، لكن هذا لم يكن كافياً للسلطات لتعتقلها من جديد في منتصف شهر مايو \أيار.


إيمان النفجان..المدونة

أما المعتقلة الثالثة، فهي إيمان النفجان، وهي كاتبة ومدونة وأكاديمية سعودية، ولدت في مدينة الطائف وتنقلت كثيراً بين مناطق المملكة بحكم عمل والدها كضابط عسكري مرموق، قبل أن تستقر في طفولتها في الولايات المتحدة الأميركية لظروف عمل والدها. ودرست النفجان الأدب الإنكليزي في الرياض، وأكملت دراستها في بريطانيا.

وعيّنت النفجان محاضرةً في اللغة الإنكليزية واللسانيات في جامعة الملك سعود في الرياض، وبدأت نشاطها الحقوقي عبر تدوينها في مدونتها "امرأة سعودية" باللغة الإنكليزية، حيث عملت كحلقة وصل بين الحركة النسوية السعودية والصحافة الغربية نظراً لإجادتها اللغة الإنكليزية، وهو ما جرّ نقمة السلطات عليها.

وخاضت النفجان تجربة الكتابة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، وانتقدت بشكل واسع نظام الولاية على المرأة ومنعها من قيادة السيارة في السعودية وقوانين عدم الاختلاط والفصل بين الجنسين، ووضعت على قائمة أهم مئة امرأة مفكرة في عام 2011 من قبل مجلة "فورين بوليسي".

وسبق للسلطات السعودية أن أوقفتها مرات عدة بتهمة قيادة السيارة ما بين عامي 2011 و 2013.

 

 

 

المساهمون