27 ابريل 2016
من هنا جاء تأثيم حزب الله
يخطئ ويتعامى عن معطياتٍ كثيرة، من ينطلق في ردة فعله على القرار العربي، المتعلق بحزب الله اللبناني، على مستويي مجلس التعاون لدول الخليج، وجامعة الدول العربية؛ من كون هذا الحزب يمثل محض حركة مقاومة، ذلك علماً بأن الصيغة التي تسلّم للحزب بصفة المقاوم، في أحد جوانب نشاطه، ربما تلقى دحضاً من متشدّدين في نقده، على قاعدة أن مقاومته إسرائيل انتهت مع التسوية التي أُبرمت بعد حرب 2006، وتدابيرها الميدانية.
مسألة تصنيف حزب الله ووصمه بالإرهاب، في جوهرها، ليست ذات صلة بمقاومته التي كانت، أو تلك التي ربما تكون، ضد إسرائيل، لو أن الحزب يُضمرها، أو إن اعتدت إسرائيل عليه. لقد زج حزب الله بنفسه، في صراعاتٍ داخليةٍ، لشعوبٍ وأوطان، وباشر أفعالاً قتالية، راح ضحيتها أبرياء كانوا يطالبون بالحرية، وبالدولة الرصينة والعادلة. أصبح قوة متعديةً بالنيران على الشعب السوري وثورته، وراح يدفع بمقاتليه إلى ساحات نزاعٍ أخرى، كنا نعلمها، وأضاف الأمين العام للحزب نفسه، ما لم نكن نعلمه، وهو أن مقاتليه خاضوا حرباً في البوسنة. لكن أي طرف مقاوم للكيان الصهيوني، يريد من الآخرين أن يتعاطوا معه باعتباره حركة مقاومة، ولا شيء سواها، ينبغي أن يحرص على أن تكون معركته الوحيدة مع الاحتلال الصهيوني دون سواه، وألا يكون له شأن في أية تطورات سياسيةٍ أو خلافية، أو نزاعاتٍ في بلد آخر. لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لحزب الله، فهو، أولاً، جزء من مشروع لدولةٍ إقليمية، عُرف عنها التدخل في شؤون بلدان الإقليم، ومحاولة مدّ نفوذها فيها، ومساندة قوى اجتماعية، ليس على حساب قوى أخرى وحسب، وإنما كذلك على حساب وضعية الدولة والسلم الأهلي، في أي بلدٍ تدخلت فيه، بإشعال الحرائق، لكي تجعله تابعاً لها. فقد زج حزب الله نفسه في الصراع السوري الداخلي، وفعلت الشيء نفسه القوى والجماعات المرتبطة بإيران، ومنها جماعاتٌ عراقية، كانت قد وصلت إلى الحكم على ظهر الدبابة الأميركية، بعد أن برّرت تحالفها مع الأميركي باستبداد الحكم في بلدها، أي بالاستبداد نفسه الذي انفجر في وجهه شعب شقيق، أعياه وأدمى حياته عقوداً. ولفرط مجافاتها منطق العدالة؛ لم تتردّد هذه الجماعات في رمي ثورة الشعب السوري بالتهمة الثابتة عليها دون سواها، أي العمالة لأميركا، دونما اكتراث للأذى والصمت والتحايل الأميركي الذي ساعد على قتل الشعب السوري، وتدمير مدنه وحضارته، وتشريد الناجين منه في أربع رياح الأرض!
لم يحتكم حزب الله لقواعد الديانة والتقوى. وتصرّف كمن فوّضته الشعوب أو الأمم المتحدة، لكي يتدخل في نزاعات الآخرين. تحالف مع الديكتاتور العلماني ذي المزاعم القومية، فيما الحزب لا علماني ولا القومية العربية مرجعيته. فبدل أن يساند معنوياً، وبمعايير أخلاقية، عقائدية، شعباً يهتف "سلمية.. سلمية" فيما هو يُرشق بالنيران؛ انحاز هذا الحزب للدكتاتور.
ثمّة مشروع آخر، لا علاقة له بمقاومة الغاصب الصهيوني، انخرط فيه حزب الله، ولأنه زج نفسه وشبابه ومقاوميه السابقين في سياق هذا المشروع، فقد طرح معطياتٍ مختلفة، يمكن أن يُقاس عليها مسعاه ودوره. وليس في وسع أحد أن يزعم أن الصفة المقاومة للاحتلال الصهيوني هي المستهدفة عربياً.
المقاومة التي باتت ذكرى كانت مقدرة عند العرب، بكل أطيافهم ومذاهبهم. وعندما لم تعد هناك مقاومة، وإنما قوة ترمي الدولة اللبنانية في سفحها وتعطل عملها، وتزج نفسها في صراعاتٍ داخلية لشعوب شقيقة، هي في الأصل، صراعات تغذيها إيران التي تحمي، هي وروسيا، نظام الاستبداد في دمشق، وذلك كله تحت عناوين المقاومة ومحورها، وكأن نظام الأسد مقاوم، أو كأن المقاومة ليست انحيازاً للشعوب بكل أطيافها، وليست تحسساً للعدالة. فالمقاومون الوطنيون، يرفضون انتهاك الكرامات والحقوق والحريات. من هنا، جاء الموقف العربي بإدانة حزب الله وتأثيمه.
مسألة تصنيف حزب الله ووصمه بالإرهاب، في جوهرها، ليست ذات صلة بمقاومته التي كانت، أو تلك التي ربما تكون، ضد إسرائيل، لو أن الحزب يُضمرها، أو إن اعتدت إسرائيل عليه. لقد زج حزب الله بنفسه، في صراعاتٍ داخليةٍ، لشعوبٍ وأوطان، وباشر أفعالاً قتالية، راح ضحيتها أبرياء كانوا يطالبون بالحرية، وبالدولة الرصينة والعادلة. أصبح قوة متعديةً بالنيران على الشعب السوري وثورته، وراح يدفع بمقاتليه إلى ساحات نزاعٍ أخرى، كنا نعلمها، وأضاف الأمين العام للحزب نفسه، ما لم نكن نعلمه، وهو أن مقاتليه خاضوا حرباً في البوسنة. لكن أي طرف مقاوم للكيان الصهيوني، يريد من الآخرين أن يتعاطوا معه باعتباره حركة مقاومة، ولا شيء سواها، ينبغي أن يحرص على أن تكون معركته الوحيدة مع الاحتلال الصهيوني دون سواه، وألا يكون له شأن في أية تطورات سياسيةٍ أو خلافية، أو نزاعاتٍ في بلد آخر. لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لحزب الله، فهو، أولاً، جزء من مشروع لدولةٍ إقليمية، عُرف عنها التدخل في شؤون بلدان الإقليم، ومحاولة مدّ نفوذها فيها، ومساندة قوى اجتماعية، ليس على حساب قوى أخرى وحسب، وإنما كذلك على حساب وضعية الدولة والسلم الأهلي، في أي بلدٍ تدخلت فيه، بإشعال الحرائق، لكي تجعله تابعاً لها. فقد زج حزب الله نفسه في الصراع السوري الداخلي، وفعلت الشيء نفسه القوى والجماعات المرتبطة بإيران، ومنها جماعاتٌ عراقية، كانت قد وصلت إلى الحكم على ظهر الدبابة الأميركية، بعد أن برّرت تحالفها مع الأميركي باستبداد الحكم في بلدها، أي بالاستبداد نفسه الذي انفجر في وجهه شعب شقيق، أعياه وأدمى حياته عقوداً. ولفرط مجافاتها منطق العدالة؛ لم تتردّد هذه الجماعات في رمي ثورة الشعب السوري بالتهمة الثابتة عليها دون سواها، أي العمالة لأميركا، دونما اكتراث للأذى والصمت والتحايل الأميركي الذي ساعد على قتل الشعب السوري، وتدمير مدنه وحضارته، وتشريد الناجين منه في أربع رياح الأرض!
لم يحتكم حزب الله لقواعد الديانة والتقوى. وتصرّف كمن فوّضته الشعوب أو الأمم المتحدة، لكي يتدخل في نزاعات الآخرين. تحالف مع الديكتاتور العلماني ذي المزاعم القومية، فيما الحزب لا علماني ولا القومية العربية مرجعيته. فبدل أن يساند معنوياً، وبمعايير أخلاقية، عقائدية، شعباً يهتف "سلمية.. سلمية" فيما هو يُرشق بالنيران؛ انحاز هذا الحزب للدكتاتور.
ثمّة مشروع آخر، لا علاقة له بمقاومة الغاصب الصهيوني، انخرط فيه حزب الله، ولأنه زج نفسه وشبابه ومقاوميه السابقين في سياق هذا المشروع، فقد طرح معطياتٍ مختلفة، يمكن أن يُقاس عليها مسعاه ودوره. وليس في وسع أحد أن يزعم أن الصفة المقاومة للاحتلال الصهيوني هي المستهدفة عربياً.
المقاومة التي باتت ذكرى كانت مقدرة عند العرب، بكل أطيافهم ومذاهبهم. وعندما لم تعد هناك مقاومة، وإنما قوة ترمي الدولة اللبنانية في سفحها وتعطل عملها، وتزج نفسها في صراعاتٍ داخلية لشعوب شقيقة، هي في الأصل، صراعات تغذيها إيران التي تحمي، هي وروسيا، نظام الاستبداد في دمشق، وذلك كله تحت عناوين المقاومة ومحورها، وكأن نظام الأسد مقاوم، أو كأن المقاومة ليست انحيازاً للشعوب بكل أطيافها، وليست تحسساً للعدالة. فالمقاومون الوطنيون، يرفضون انتهاك الكرامات والحقوق والحريات. من هنا، جاء الموقف العربي بإدانة حزب الله وتأثيمه.