وقالت السلطات إن الأخوين البكراوي، وهما يحملان الجنسية البلجيكية، ملاحقان منذ هجمات باريس، وقد قتلا في هجومهما الانتحاري يوم أمس. أمّا الشخصية الثالثة، وهو نجيم عشراوي (24 عاماً)، فقد تراجعت السلطات البلجيكية عن خبر إلقاء القبض عليه بعد ساعات من نشر أنباء تفيد باعتقاله في بروكسل.
وتشير السلطات البلجيكية، إلى أن خالد فجّر نفسه في مطار بروكسل، بينما قام إبراهيم بالتفجير الانتحاري الذي ضرب المترو، وقام عشراوي بالفرار بعد الهجمات، ولم تتمكن حتى الآن من القبض عليه.
وللأخوين بكراوي سجل أمني لدى الشرطة البلجيكية، وهما ملاحقان منذ هجمات باريس، وكانت الشكوك تدور حول علاقتهما بصلاح عبدالسلام، أبرز المشتبه بهم في التخطيط لهجمات باريس، في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، لكن خطوط هذه العلاقة بدأت بالتكشف اليوم، بعد فوات الأوان، حيث يعتقد بأن عشراوي، الشخص الثالث الظاهر في تسجيلات الهجوم على مطار بروكسل، هو حلقة الوصل بين الأخوين بكراوي وصلاح عبدالسلام.
وحكم على إبراهيم البكراوي، بالسجن تسع سنوات في 2010، من المحكمة الجنائية في بروكسل، بتهمة إطلاق النار على الشرطة من رشاش كلاشينكوف أثناء عملية سطو مسلح. في حين اعتقل خالد البكراوي عام 2011، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، بتهم تتعلق بسرقة السيارات، وحيازة أسلحة "كلاشينكوف".
ويعد عشراوي حلقة الوصل المفترضة بين الأخوين بكراوي، وصلاح عبدالسلام. وبحسب وسائل إعلام بلجيكية، فإن: "عشراوي من المقاتلين العائدين أخيراً من سورية، وعلى علاقة بصلاح عبدالسلام، وأنهما قاما سويا بالسفر عبر الحدود الهنغارية النمساوية، في سبتمبر/أيلول الماضي. واستخدم العشراوي هوية بلجيكية مزورة، باسم "سفيان كيال".
ولم يتم حتى الآن، الإشارة إلى علاقة الأخوين البكراوي بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والذي تبنى هجمات بروكسل، في حين يظهر أن حلقة الوصل بينهما وبين التنظيم، هو نجيم عشراوي (المعروف بسفيان كيال)، والذي كان يقاتل ضمن صفوف التنظيم في سورية، ويتداول بأنه "صانع" متفجرات هجمات باريس، وبروكسل، إذ وجدت آثار الحمض النووي "دي إن إيه" الخاصة به على عدة أحزمة ناسفة.
كذلك يدور الحديث أن شخصا آخر، يشتبه بأن يكون حلقة الوصل بالتنظيم، هو محمد أبريني، المطارد من قبل السلطات البلجيكية والفرنسية، والذي سبق له أن قتل أخاه الأصغر، سليمان، أثناء قتاله في سورية، تحت قيادة قائد هجمات باريس لاحقاً، عبدالحميد أباعود.
وقد أسفرت هجمات بروكسل عن مقتل أكثر من 30 شخصاً، وإصابة 260 آخرين، بحسب آخر إحصائية للسلطات البلجيكية، في هجمات هي الأكبر من نوعها في أوروبا، منذ هجمات باريس، والتي أدت إلى مقتل 130 شخصاً، وجرح 368 آخرين.
وتكشف التقارير الإعلامية، حتى الآن، عن أن التخطيط لتلك الهجمات كان من الخلية ذاتها، والتي تضم عبدالحميد أباعود، قائد هجمات باريس، وصلاح عبدالسلام، المعتقل حالياً لدى السلطات البلجيكية، والملاحق منذ هجمات باريس.
ويعتقد بأن هجمات بروكسل، التي حدثت بعد ثلاثة أيام من اعتقال صلاح عبدالسلام، تأتي من خوف أفراد الخلية من كشف أمرهم أثناء التحقيق مع عبدالسلام، لذا سارعت الخلية إلى تنفيذ هجومها الدامي، أمس، والذي تظهر طبيعة أهدافه، وطريقة تنفيذه، أن الخلية قد خططت له منذ فترة ليست بالقصيرة، لكنها سارعت إلى تنفيذ المخطط بعد اعتقال عبدالسلام.
اقرأ أيضاً - بلجيكا: منفذا هجوم مطار بروكسل هما الشقيقان البكراوي