من جنون البقر إلى كورونا البشر

20 يونيو 2014
+ الخط -
جنون البقر، السارس، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير، وأخيرا كورونا، تنتعش مافيات الأدوية كل سنة بإطلاق فيروس جديد، تهلع به الناس، وتربح منه المليارات. ربما هذه المرة، كورونا أتى لنهب بعض هذه المليارات. أما الاحتمال الثاني،  أن يكون فيروس "كورونا"، طريقة جديدة لتصفية المسلمين من دون حرب ولا ثورات، ليحج إليه المسلمون من بقاع الدنيا، ثم يعودوا إلى أوطانهم مصابين، وهكذا تنتقل العدوى.
ألم تحلل أكاديمية العلوم الروسية فيروس السارس، سنة 2003، واكتشف أحد العلماء الروس أنه مكون من تركيبة مرض الحصبة والنكاف، التهاب الغدة النكفية، وأكد أن تركيبته لا تتشكل في العالم الطبيعي، بل لا يمكن تشكيلها إلا في مختبر. اكتشفت الصين، بعد تحقيقات كثيرة أن أميركا أخذت سنة 1990 عينات من الدم من آلاف الأشخاص من 22 مقاطعة صينية، وقامت، على أساسها، بأبحاث لتطوير سلاح فيروسي فتاك ضد الشعب الصيني. كما تكهنت الصين أن لليابان دخل فيما حصل، بعد أن عُلم أنها كانت تجري دورات فحص لدم العمال الصينيين، سنوياً ابتداء من 1990، ولك، من دون أن تكون لديهم أدلة لإثبات ما وقع.
سنة 2005، أعلنت المؤسسة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأميركية عن فيروس إنفلونزا الطيور، المعروف ب "إتش 5 إن 1"، وكان قد ظهر في فيتنام قبل تسع سنوات. وسارع جورج بوش الابن، على الرغم من عدم وجود أي مصابين بالفيروس في أميركا، إلى تخصيص ميزانية مليار دولار لفائدة تطوير أدوية لهذا الفيروس. بينما ليس بمحض المصادفة، طبعا، أن يكون اختيار التطوير وقع على مختبر "شركة جلعاد للعلوم" في كاليفورنيا، المملوكة لوزير الدفاع الأميركي الأسبق، دونالد رامسفيلد.
جشع الشركات لا يتوقف فقط عند صناعة الفيروس، بهدف بيع اللقاح، إنما يصل إلى إخفاء المرض للاستمرار في بيع اللحوم، مثلاً، قبل ذلك بسنوات، قامت قيامة الإعلام بشأن مرض جنون البقر، وهو ما يعرف عند الإنسان بمرض "كروتزفيلت جايكوب"، وهو طفرة تقع في أحد البروتينات المسماة "البريونات"، الضرورية لإعادة إنتاج الأنسجة الحية في الجسم، وتلك الطفرة تحدث تعديلاً في البروتين، ما يجعله يصبح دخيلاً على الجسم، ويحدث خللًا في أنسجة الدماغ، ويتسبب بتدمير كامل للمخ. تنتقل عدوى هذا المرض إلى الإنسان، بمجرد أكله للحم البقر المصاب، اكتشف العلماء أن ذلك التعديل في البروتين يحدث بسبب خلل في التغذية، أي بسبب كثرة الكيماويات والمبيدات والهرمونات، لتضخيم حجم الماشية، أو زيادة نسلها، ما يؤدي إلى إتلاف مناعتها، وإحداث خلل في جيناتها.
سنة 2009، ظهر فيروس إنفلونزا الخنازير، سجلت نحو العالم أكثر من تسعة آلاف حالة وفاة، عبر الإعلام الرسمي الأميركي، والإعلام التابع الدولي طبعاً، وصدرت دعوة من منظمة الصحة العالمية، موجهة إلى شعوب العالم، من أجل شراء اللقاح ضد الفيروس للنجاة من الموت الوشيك. فيروس "إتش 1 إن 1"، لم يكن أيضاً، أكثر من توليفة مختبرات، تركيبة من إنفلونزا البشر والطيور والخنازير، استفادت منها شركة الأدوية السويسرية "نوڤاتريس" التي كسبت عقد الترويج الأكبر للقاح في أميركا، تلتها شركة "ڭلاكسو" البريطانية التي كسبت حصتها في ترويج اللقاح في الأسواق الخارجية، أما شركة "سي إس إل" الأسترالية، فقد احتكرت بيع اللقاح في أستراليا، ثم جاءت في المرتبة الأخيرة شركة الأدوية البريطانية السويدية "أسترازينيكا". ما يهمنا أن أرباح المختبرات والشركات بائعة للقاحات وصلت إلى 3.3 مليار دولار سنة 2009.
فيروس "كورونا" معروف علمياً على أنه غير مؤذٍ، وأقل خطورة من فيروسات الإنفلونزا الشائعة، وإلى حد الساعة، لا توجد دراسة علمية عن فيروس "كورونا" بشكله الوبائي، وتبقى الفرضية الأكثر احتمالاً تضخيم وسائل الإعلام لهذه الأعراض، بنشر منظومة متتالية من المعلومات الحساسة، المصادق عليها من مؤسسات الصحة العالمية، والتي تشمل "المبادرة العالمية لنشر المعلومات عن الإنفلونزا"، وهي التي تبادر عن إعلان الأوبئة وخطورتها، وتشمل "مركز السيطرة على الأمراض" الذي يبث في حالات الإصابة والوفاة لنشر الهلع، ثم يأتي دور "مختبرات منظمة الصحة العالمية" التي تنشر اللقاحات الناجعة لتفادي المرض. سواء كان هذا الفيروس مثل "السارس"، أي تركيبة مختبراتية مخابراتية خطيرة لتصفية المسلمين، أو بروباغاندا لسرقة الأموال، تبقى الوقاية خيرٌ من العلاج.
80AEF6F3-BF05-4152-B455-248E8D09E94A
80AEF6F3-BF05-4152-B455-248E8D09E94A
مايسة سلامة الناجي (المغرب)
مايسة سلامة الناجي (المغرب)