من الحبّ ما قتل

20 ابريل 2016
برلسكوني وحب من نوع خاص للميلان (getty)
+ الخط -
 

قد تكون هناك شعرة رفيعة بين الحبّ والانتماء والتضحية، وحبّ السلطة والتملّك والأنانية، بين حبّ الآخر وحبّ الذات، هي شعرة رفيعة، لكن حين تُقطع، تحدث أثراً بالغاً، كأثر الفراشة.

الحديث هنا ليس عن روميو وجولييت أو إحدى قصص الحبّ التاريخية، هو عن قصّة حبّ من نوعٍ آخر.. قصّة سيلفيو برلسكوني وآي سي ميلان.

مختلفة كثيراً علاقة برلسكوني مع فريقه، فهو رئيس النادي الوحيد الذي يصمّم على التدخّل بتشكيلة الفريق بشكلٍ دائم، ربما هو الرئيس الوحيد الذي يزور غرف ملابس اللاعبين قبل وبعد وخلال المباريات.

هو رجل يفهم كرة القدم دون أدنى شك، ولا يمكن لأحد أن ينكر ما فعله مع ميلان، أو مع الكرة الإيطالية بشكل عام. مع برلسكوني، ميلان حقّق 15 لقباً محلياً، و13 لقباً أوروبياً وعالمياً، في زمن برلسكوني، رفع ميلان كأس الأبطال خمس مرات، وفي زمن برلسكوني، كان ميلان يجعل أوروبا "تنام من المغرب" كما يقول عشاق الفريق.

في زمن برلسكوني، عرفت الكرة الإيطالية والأوروبية والعالمية مدرّبين مثل أريغو ساكي وفابيو كابيلو، في زمن برلسكوني، كان لإيطاليا موقع مهمّ على خريطة أوروبا الكروية.

لكن اليوم، الأمور تغيّرت، تغيّرت كثيراً.. اليوم، وفي زمن برلسكوني، أصبح أقصى طموح الفريق حجز مركز يؤهّله للأدوار التمهيدية لدوري الأبطال. اليوم، عشاق الفريق يحلمون بمركزٍ ثالثٍ أو رابع، أو حتى خامس في ترتيب الدوري المحلي.

اليوم ميلان يعاني، معاناة بدأت منذ سنوات، ومن الواضح أن برلسكوني وإدارة ميلان لم يعودوا قادرين على المسك بزمام الأمور. في الفترة الأخيرة، غيّر برلسكوني المدرّبين كما يغيّر ملابسه، ظناً منه أن المشكلة مشكلة مدرّب. نعم، أحياناً كثيرة تكون المشكلة مشكلة المدرّب، هذا ما حصل مع روما مثلاً هذا الموسم، بعد إقالة رودي غارسيا وتعيين لوتشانو سباليتي مكانه، أو مع أودينيزي أو نابولي أو غيرهم.. لكن مع ميلان، بات جلياً جداً أن المشكلة ليست أبداً مشكلة مدرّبين.

مشكلة ميلان اليوم هي مشكلة فكر وعقلية ونهج، المشكلة هي سيلفيو برلسكوني نفسه، هذه سخرية القدر، حين يتحوّل صانع المجد، إلى مدمّره.المشكلة هي ذلك الحب، الذي أصبح هوساً وربما مرضاً، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، سيصبح هذا الحب دون أدنى شك، قاتلاً.

دلالات
المساهمون