من الاستقلال إلى الانقلاب.. كيف تطورت كرة القدم في قرغيزستان؟

24 يناير 2019
قرغيزستان منتخبٌ تطور بعد عام 2010 (Getty)
+ الخط -

بقيت قيرغيزستان لسنواتٍ تحت الحكم السوفييتي قبل أن تنال استقلالها في 31 أغسطس/ آب 1991، شهدت البلاد الكثير من الصراعات الداخلية والتدخل الخارجي، وكان أبرز ما حصل انقلاب 2010، الذي كان عبارة عن سلسلة من العصيان المدني ضد سياسة الرئيس كرمان بك باكييف، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد.

هذه المقدمة هي انعكاس واضح لصورة الرياضة وكرة القدم في قرغيزستان، التي ظهرت في بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2019 للمرة الأولى في تاريخها، وأكدت أنها تشهد حالة تطورٍ استثنائية في السنوات الأخيرة لا سيما بعد عام 2010، وعلى الرغم من خسارتها أمام الإمارات في دور الـ16، إلا أنه كان هناك إجماع بأنها تستحق التأهل إلى ربع النهائي، بعدما ظهرت بصورة جيدة، رغم تأهلها كأحد أفضل أربع ثوالث.

1992 حتى 2010.. قصة النضال
بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وإعلان استقلال قرغيزستان، أصبحت الأخيرة عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد القاري للعبة "AFC"، وتم الاعتراف بها من قبلهما.

خاض منتخب قرغيزستان بعد ذلك مباراته الأولى في طشقند ضد منتخب أوزبكستان يوم 23 أغسطس/ آب 1992 في دوري آسيا الوسطى، وتلقى هزيمة بثلاثية نظيفة.

توالت المباريات بعدها لكن لم تكن على نطاقٍ واسع، فسافر منتخب قرغيزستان عام 1993 إلى طهران للمشاركة في كأس إيكو، فخسر الفريق أمام أذربيجان 2-3 وتعادل بعد يومين 1-1 ضد طاجيكستان.

واصلت قرغيزستان النضال، بسبب الاهتمام القليل في تطوير كرة القدم في البلاد، وكثيراً ما افتقر المنتخب الوطني إلى طريق التطوير الرئيسية، مقارنة بجيرانه في آسيا الوسطى، مما جعل قرغيزستان متخلفة من ناحية كرة القدم عن منتخبات طاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان، لا سيما الأخيرة التي تعتبر الأقوى في المنطقة.

على الرغم من ذلك، تمكنت قرغيزستان من تحقيق بعض النتائج المهمة، مثل الفوز ببرونزية كأس التحدي الآسيوي عام 2006.

2010 بداية صعود كرة القدم القرغيزية
الانقلاب أدى إلى تطورٍ كبير في كرة القدم، خاصة مع وصول سيرغي دفوريانكوف، الذي نجح في إحراز تقدمٍ كبير من خلال استدعاء وتجنيس العديد من اللاعبين الأجانب، ودفعهم لتمثيل منتخب قرغيزستان، مثل الغانيين ديفيد تيتيه وإيليا آري ودانييل تاجوي.

ولم يقتصر الأمر على الثلاثة الذين سبق وذكرناهم، بل حاول دمجهم مع الكاميروني كلود ماكا كوم، وانضم العديد من اللاعبين الألمان للمنتخب القرغيزي على غرار فيكتور مايير وفيتالياج لوكس وفيكتور كيلم وإدغار بيرنهارد، إضافة لدعوة المزيد من اللاعبين القرغيزيين المولودين في روسيا للعب مع المنتخب.

هذا الأمر طور كرة القدم مع مرور الوقت وتوالي التجارب والاهتمام أكثر بقطاع كرة القدم والرياضة، فنجحت الصقور البيضاء في تحقيق نتائج مميزة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وتغلبت على طاجيكستان وهزمت الأردن، ولعبت بشكل جيد أمام أستراليا.

عُرفت قرغيزستان دائماً في الأوساط الرياضية العالمية من خلال المصارعة أو الرماية التقليدية، لكن عملية التطور استمرت مع وصول المدرب الروسي ألكسندر كريستينين، الذي قاد المنتخب لأول مرة للمشاركة في كأس آسيا منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، بعد المنافسة في مجموعة ضمّت الهند وميانمار ومكاو.


مع انطلاق بطولة كأس آسيا، دخلت قرغيزستان أبواب القارة الصفراء، من الباب الكبير رغم الخروج من دور الـ16، ويدلُ المستوى الأخير الذي ظهر فيه المنتخب أمام الإمارات، على أن كرة القدم ستشهد تطوراً هناك في المستقبل، وهذا الأمر من شأنه أن يقلل حظوظ المنتخبات العربية في التأهل، بحال بقي العمل على ما هو عليه حالياً.

المساهمون