من أوقف "الراقصة"؟

03 سبتمبر 2014
بيان "القاهرة والناس" والفنانة دينا (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت إدارة قناة "القاهرة والنّاس" امتناعها عن عرض برنامج "الراقصة"، الذي تقدّمه الراقصة دينا إلى جانب الفنانة التونسية "فريال تونس" والسيناريست تامر أمين، وذلك قبل أن يبدأ عرضه. وهذا أثار ردود فعل مؤيّدة وأخرى معارضة تتّهم "جهات أصولية" بالتدخّل لوقف هذا البرنامج.
ففي بيان مقتضب بثّته "القاهرة والناس"، التي كانت أعلنت أنّها ستبثّ البرنامج المثير للجدل، حاولت استدرار تعاطف المشاهدين بالحديث عن فترة حداد على أرواح شهداء مصر، وعن "إرجاء" بثّ البرنامج، وليس منع بثّه نهائيا. 

فقد أعلنت القناة عن إعادة النظر في عرض البرنامج الترفيهي الذي حرصت أن يكون "مصدرًا للبهجة الراقية وتأكيدًا على فنّ مصريّ أصيل، والتزامًا بهذه المبادئ ترجئ إدارة القناة إذاعة برنامج الراقصة كما أرجأته من قبل في مثل هذه الظروف". 

وقد تردّدت أنباء بأنّ رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب هو من يقف وراء هذا القرار، خصوصًا أنّه سبق وأوقف فيلم "حلاوة روح" للفنانة اللبنانية هيفا وهبي. فيما أشار آخرون إلى أنّ عدد الدعاوى القضائية ضدّ البرنامج، الهادفة إلى منع عرضه، كانت وراء القرار. ووسط كلّ هذه التخمينات، تكتّم فريق عمل البرنامج تمامًا وامتنع عن الإدلاء بأيّ تفاصيل. ولم يردّ أيّ من أعضائه على هاتفه منذ إعلان القرار.

الاعتقادات بوقوف محلب وراء القرار تزايدت، بعدما هاجمه محامٍ بالنقض خلال مداخله هاتفية في برنامج الإعلامي تامر أمين "من الآخر"، قائلا إنّ "رئيس الوزراء محلب قرّر وقف فيلم (حلاوة روح) عندما نزل الفيلم إلى صالات السينما، فإمّا أنّ هذا البرنامج أعجبه، أو يجب أن يتّخذ قرار منعه طالما أنّه يحارب الانحراف والفساد".

وكان المحامي نفسه، نبيه الوحش، تقدّم ببلاغ إلى النائب العام مطالبا بمنع عرض البرنامج، وأقام دعوى قضائية مستعجلة ضدّ القناة وضدّ أعضاء لجنة التحكيم؛ لمنع عرضه على اعتباره يحرّض "على الانحلال وينشر فنًّا عاريًا، ويساهم في إنشاء جيل من الراقصات"، على ما قال الوحش في حديث لـ"العربي الجديد".

وأضاف الوحش أنّ "مصر تمرّ في أزمات عديدة، ولا يفترض أن يكون شغلنا الشاغل إنشاء جيل من الراقصات. كأنّ لدينا نقصًا في الراقصات بمصر!".

وقالت عميدة كلية الإعلام في جامعة أكتوبر سابقًا الدكتورة ماجي الحلواني إنّ "القرار بكلّ تأكيد صائب، فكيف يقدّمون برنامجًا راقصًا في مثل هذا التوقيت السيئ المتأزّم الذي تمرّ به مصر".

وأوضحت في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "هدف البرنامج كان الربح المادي لا أكثر ولا أقلّ". وأشارت إلى أنّ "الرّقص الشرقي فنّ من ضمن الفنون ولا بدّ من احترامه، لكن لكلّ مقامٍ مقال، فمن غير المنطقي أن تُعرَض هذه النوعية من البرامج في هذا التوقيت".

المساهمون