عنوان العرض يحتمل ترجمات عديدة بالعربية، منها "باخ في البطاح" أو "باخ على السفينة"، وهو يمثّل عتبة مهمة للعرض الذي يستمر على مدار ساعة ونصف، ويفترض خلاله صاحب "وحش السرا" أن الموسيقار الألماني يوهان يوهان سيبستيان باخ (1685 – 1750) قد حلم أن يسافر وهو الذي لم يغادر بلده يوماً، فلا معنى للموسيقى دون اجتيازها الحدود والقيود والجغرافيا.
لتحقيق هذا الحلم، اشترك الطرودي مع الموسيقية سندة العتري و"الأوركسترا المتوسطية التونسية"، ومقطوعات فردية على آلات الكمنجة والتشيللو والناي والغيتار والباص، فيما تبتدء رحلة باخ التي تظهر على الشاشة باستخدام تقنية الرسم الإلكتروني.
يتنقّل العرض بين ثقافات عديدة متتبعاً ألحاناً تنتمي إليها، مثل التركية والكردية والهندية والأوروبية والأفريقية، فيتجوّل بين مقطوعات الفلامنكو والجاز والصوفية والكلاسيكية، وتحضر في الخلفية بعض مشاهد الحروب والاقتتال التي تشهدها بلدان عديدة، في إحالة إلى دور الموسيقى في بثّ الأمل.
تحطّ رحلة باخ أخيراً في تونس، وتحديداً في ميناء حلق الوادي، المدينة التونسية المشهورة بانفتاحها عبر التاريخ وقدرتها على صهر أبنائها الآتين من مناطق وأديان وجنسيات مختلفة، وهو حلم يشكّل معادلاً موضوعياً للثورة التي أحدثها باخ في الموسيقى حول العالم من دون أن يغادر موطنه.
يُذكر أن العرض جرى تقديمه في "مهرجان قرطاج الدولي"، ويُعرض أيضاً مساء الثلاثاء المقبل ضمن فعاليات "المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية" في مدينة الجم.