منوّعات مهانة المرأة العربية وذلّها

21 ابريل 2016
النساء والأطفال أكثر من نصف اللاجئين (فرانس برس)
+ الخط -

تعيش المجتمعات العربية صراعات متداخلة ومفتوحة. فهي في جانب منها طائفية ومذهبية. وفي جوانب أخرى عرقية وطبقية واجتماعية. وهي صراعات تصيب الفئات الهشة والضعيفة مقتلاً، وهي هنا النساء والأطفال وكبار السن. يمكن رصد نتائج الحروب والنزاعات على أوضاع المرأة العربية على النحو الآتي:

- التمييز الذي تتعرض له المرأة هو تمييز مركب فهو طائفي ومذهبي من جهة، واجتماعي من جهة ثانية.

- نسبة الضحايا من النساء لا تقل عن 20% من العدد الإجمالي للخسائر البشرية، وقد يصل إلى الربع.

- ارتفاع نسبة الأرامل والعوانس في المجتمعات العربية. ففي العراق وحده هناك ما لا يقل عن مليون أرملة. وفي سورية قد نصل إلى الرقم نفسه. أما العنوسة فقد باتت ظاهرة واضحة المعالم في معظم المجتمعات العربية من دون استثناء.

- نسبة الإعاقات بين المواطنات تكاد تتوازى مع مثيلتها لدى الذكور المدنيين، فالقصف وأعمال العنف تدور في المدن والقرى ولا تميز بين الجنسين.

- تتعرض المرأة للاعتقال من دون أيّ مسوغات قانونية، بل لمجرد كونها زوجة أو أخت أو أم أحد "المطلوبين". تزج في السجون وتتعرض لتحقيقات مروعة، ولمنوعات من الإهانة.

- تفقد المرأة الزوج والمعيل وتصبح هي المسؤولة عن إعالة الأسرة. بينما تفتقد في الغالب المهارات.

- إذا كان المجتمع برمته يشهد انفجار العنف بمنوعاته، فالمرأة تتعرض معه إلى الاغتصاب الجنسي والاذلال كونها امرأة .

- يجري إكراه النساء عموماً، ومن ضمنهن صغيرات السن، على الزواج من جانب الأهل لتخليصهن من حال الجوع أو للمساعدة في إعالة الأسرة عبر المهر.

- نسبة الأطفال والنساء بين اللاجئين تعادل أكثر من نصف العدد الإجمالي. وعليه تجبر النساء على ترك منازلهن وعائلاتهن ويقذفن إلى أتون مجتمعات جديدة قد تكون غريبة ولا ترحم ضعفهن.

- هناك فقدان قد يكون كاملاً للمرافق الصحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وكذلك للمؤسسات الفعّالة التي كانت تساهم في مساعدة المرأة من هذه الجوانب الحيوية، خصوصاً في مناطق التهجير.

- عنف النظام العام والأبوي القمعي السابق فتح الطريق أمام عنف أشد شراسة، له شعاراته السياسية والأيديولوجية. وهو لا يقبل الاحتجاج على أحكامه، إذ يواجه بالاتهام بالردة والتآمر وما شابه.

- تفتقد المرأة الى الأمان نتيجة الانهيارات التي تصيب سائر منظومات المجتمع بما فيها الأسرة الزوجية أو العائلية وشبكات الأقارب.

- تبدو أشكال ومؤسسات الدعم المحلية والدولية النفسية والاجتماعية قاصرة عن الإحاطة بواقع النساء المادي والمعنوي معاً.

*أستاذ جامعي

المساهمون