منفذو هجمات بروكسل كانوا يخططون لاستهداف فرنسا

10 ابريل 2016
التحقيقات الأمنية تكشف معطيات مثيرة (فرانس برس)
+ الخط -


أخذت التحقيقات في العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل الشهر الماضي منحى جديدا بعدما توصل المحققون إلى معطيات جديدة تفيد بأن الخلية التي نفذت الهجمات كان تخطط لشن ضربات في فرنسا، لكنها عدلت عن ذلك بسبب الملاحقات الأمنية وحالة الاستنفار الكبيرة في مواجهة أي تهديدات، وهو ما دفع الخلية لضرب بلجيكا.


وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في هذا الصدد، إن عملية مكافحة الإرهاب التي نفذتها الشرطة البلجيكية يوم الجمعة الماضي، وتكللت باعتقال أربعة أشخاص، بينهم محمد عبريني، مكّنت من تحقيق تقدم ملموس خلال نهاية الأسبوع في التحقيقات الأمنية التي تجري بخصوص الهجمات التي حدثت ببروكسل الشهر الماضي، وبباريس في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم.

ووفق المصدر ذاته، فإن "عبريني الذي تحوّل إلى المطلوب رقم واحد بأروبا بعد اعتقال شريكه وصديقه في الطفولة صلاح عبد السلام (يوم 18 مارس/ آذار ببروكسل)، جرى هو الآخر اعتقاله الجمعة ببلجيكا، وتم وضعه رهن الاعتقال"، واعتبرت "لوموند" أن القبض عليه يشكل تحولا نوعيا في التحقيقات الأمنية التي تقودها فرنسا وبلجيكا.

ووجّه القضاء البلجيكي التهمة رسميا إلى عبريني في سياق التحقيق في اعتداءات بروكسل، وأعلنت النيابة العامة البلجيكية، اليوم الأحد، أن الخلية الجهادية التي كان ضمنها كانت تعتزم ضرب فرنسا من جديد، غير أنها قررت في ظل اشتداد الملاحقات والتحقيقات شن اعتداءات في العاصمة البلجيكية.

وقال البيان الصادر بعد يومين على توقيف عبريني، إن "النيابة الفيدرالية تؤكد أن عناصر عدة في التحقيق تشير إلى أن هدف المجموعة الإرهابية كان ضرب فرنسا مجددا، وقد باغتها التحقيق الذي كان يتقدم بخطى سريعة، لذلك قررت بشكل عاجل ضرب بروكسل".

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن تخطيط الخلية لشن هجمات جديدة في باريس يشكل "دليلا على التهديدات القوية جدا التي تحدق بفرنسا"، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وقال فالس في مؤتمر صحافي في الجزائر "إنه دليل إضافي على التهديدات القوية جدا التي تحدق بأوروبا برمتها، وبالتأكيد، بفرنسا خصوصا"، مضيفا "لن نتخلى عن يقظتنا".

وتابع فالس "هذا يعني بالضبط أن التهديد هنا، موجود، وأن علينا الاستنفار".

وخلص إلى أن "التحقيقات القائمة والتي تتقدم بتنسيق تام (...) مع القضاء الفرنسي، ستتيح معرفة المزيد. في هذه المرحلة، ليس من الضروري الإدلاء بمزيد من التكهنات".

وأوقف القضاء البلجيكي، الجمعة، محمد عبريني، البلجيكي من أصول مغربية، والبالغ من العمر 31 عاما، في بلدة إندرليخت في قلب بروكسل. وأصدرت النيابة العامة الفيدرالية البلجيكية، السبت، بيانا أوضحت فيه أن عبريني اعترف بأنه "الرجل صاحب القبعة"، أي الرجل الثالث الذي شارك في الاعتداءات على مطار بروكسل، إلا أنه فر قبل أن يقوم شريكاه بتفجير نفسيهما.

وبعدما كان متهما في اعتداءات باريس، بات عبريني متهما أيضا بـ"المشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية وعمليات قتل إرهابية ومحاولات قتل إرهابية"، في الهجمات التي استهدفت مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو في قلب حي المؤسسات الأوروبية، وأوقعت 32 قتيلا، وعددا من الجرحى.