منع عرض مسلسل كوميدي جزائري خلال رمضان: السياسة السبب؟
ومع صدور قرار المنع، انتقد العاملون في المسلسل هذا التضييق، معتبرين أنه تقييد للحريات يتناقض مع خطابات الرئيس عبد المجيد تبون الذي وعد ببناء جزائر جديدة. وطالبوا الجهات الرقابية بإصدار بيان لتوضيح مبررات المنع.
وقال الممثلان الرئيسان في المسلسل، نبيل عسلي ونسيم حدوش، في تسجيل فيديو إنهما تفاجآ بقرار المنع، وخصوصاً أن العمل كان يفترض أن يعرض على قناة "الشروق". وقال عسلي إن السلسلة الكوميدية "تتضمن 20 حلقة، مُنعَت من دون مشاهدتها. هذه رقابة قبلية، ونحن لا نعرف الجهة التي اتخذت قرار منع البث"، مضيفاً: "حتى الآن لا يوجد بيان رسمي من وزارة أو مؤسسة أو الجهة التي منعت البث، نحن نطالب ببيان رسمي يشرح لنا المبررات ويبيّن الأسباب".
ونفى عسلي وجود أي مضمون سياسي يلمّح إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مشيراً إلى أن سيناريو السلسلة الكوميدية كُتب الصيف الماضي، وبدأ تصويرها في تونس قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وجاء هذا التصريح رداً على المزاعم التي قالت إنّ توقيف البث مرتبط بحلقة تتعرض للرئيس تبون. وأوضح عسلي أن العمل يتطرق إلى قضايا الساعة في الجزائر ومكافحة الفساد وعصابة الكارتل المالي الموجودة حالياً في السجون، لكن دون التسميات، تلافياً لأي حساسيات تذكر.
وكانت قناة "الشروق" قد اعتذرت عن عدم بث السلسلة في موسمها الثالث، التي تعد استمراراً لسلسلة فكاهية اشتهرت في الجزائر منذ عام 2015، تحت عنوان "جرنان القوسطو"، وهي سلسلة سياسية ساخرة، كانت تنتقد النظام السياسي كثيراً، وجسدت رمزية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (مول السطح) وشقيقه السعيد بوتفليقة (خو مول السطح)، ولم تصدر السلطات ولا القناة نفسها حتى الآن أي بيان لتوضيح مبررات المنع.
وقال عسلي إن بث السلسلة الكوميدية لن يخرج الناس إلى الشارع للاحتجاج، بل الذي يخرج الناس إلى الشارع، عدم احترام الحريات والسياسات الخاطئة والظلم.
ونال الممثلان تعاطفاً ومساندة كبيرة من قبل الوسط الفني والصحافيين والناشطين الذين اعتبروا أن منع سلسلة فكاهية بسبب مضمونها السياسي، مؤشر لا يبشر بجزائر جديدة، خصوصاً أن القرار جاء في وقت تشهد فيه الجزائر حملة واسعة للتضييق على الحريات.