كشفت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، أن منظمة يمينية متطرفة تُدعى "جينيريشن آيدنتتي" أو "هويّة جيل"، تقوم بتجنيد أعضاء من الشباب البريطاني وإرسالهم إلى معسكرات تدريب في القارة الأوروبية.
وتعتبر هذه المنظمة نفسها أوروبية تدافع عن الأوروبيين "الأصليين"، وكانت قد أطلقت فرعها البريطاني الشهر الماضي. وتمكن أحد مراسلي قناة "آي تي في" البريطانية من اختراق المنظمة والانضمام إلى أحد معسكرات التدريب في فرنسا، وتسجيل فيلم وثائقي تعرضه القناة مساء اليوم.
وتشمل الأنشطة التي يقوم بها المتدربون في المعسكر تدريباً عسكرياً لساعتين صباحياً، ومن ثم يتم تدريبهم على القيام بمظاهرات يستخدمون فيها أدوات مثل رذاذ الفلفل.
وقال أحد كبار أعضاء المنظمة وهو نرويجي الجنسية: "نريد أشخاصاً عاديين يافعين، ممن يريدون الانخراط. سنقوم بتدريبهم".
وتظهر بعض التسجيلات وجود 200 شخص يتدربون على قتال الشوارع في جامعة صيفية هوياتية قبل التخرج منها، مرتدين بزات تحمل شعار المنظمة في مسير ذي نمط عسكري.
وكانت هذه المنظمة قد تشكلت في فرنسا وتتبنى نظرية المؤامرة الخاصة باليمين المتطرف، والتي تعتقد بأن العرق الأبيض سيصبح أقلية في أوروبا فيما يسمونه "الاستبدال الكبير".
وتقول دامنيت ماكينا، زعيمة المنظمة في بريطانيا وإيرلندا، أن عقيدة المنظمة "هوية عرقية ثقافية" وتطالب بطرد المهاجرين غير القانونيين.
وتدعي ماكينا أن تحول بريطانيا إلى الإسلام يهدد الثقافة البريطانية والإيرلندية. وهي ترى أن "الإسلام ليس ديناً برأيها، إنه قوة سياسية".
أما لدى سؤالها عن كم التعليقات العنصرية والمعادية لليهود على صفحات المجموعة على الإنترنت، ردت ماكينا (38 عاماً)، أن المنظمة تمنع من يشككون بالمسألة اليهودية من الانضمام إليها.
إلا أن منظمة نازية إسكتلندية محظورة، وتعتبر فرعاً من حركة العمل الوطني النازية، قد قالت بأنها تتبنى أفكار منظمة "هوية جيل"، كما أنها تستخدم شعار المنظمة في معسكراتها الخاصة.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، قد وصفت منظمة الفجر الأسكتلندي بأنها "عنصرية ومعادية للمثليين واليهود وتتبنى العنف وإثارة الكراهية، ونشر عقيدة سامة".
وكان دعم منظمة "هوية جيل" قد تنامى في القارة الأوروبية بعد الهجمات الإرهابية التي قام بها متطرفو تنظيم "داعش" الإرهابي، إضافة إلى لعبها على وتر المهاجرين واللاجئين القادمين إلى أوروبا.
فقد كانت المنظمة قد جمعت أموالاً لشراء قارب لاعتراض عمليات الإنقاذ الدائرة في البحر الأبيض المتوسط. وتستهدف المنظمة في دعايتها المراهقين والشباب في ظاهرة تعرف باسم عسكرة ثقافة الإنترنت.
ورغم أن المنظمة تنفي أن تكون متطرفة، فإن محللين يرونها مبنية على مبدأ "سيادة العرق الأبيض".
ويقول نيك لويلز وهو رئيس منظمة "أمل لا كراهية"، للقناة البريطانية، أن المنظمة من أبناء الطبقة الوسطى وليست من الحركات المعتادة، مضيفاً "إن قدرتهم على نشر رسالتهم وتمويل عملياتهم لم تكن بهذه القوة من قبل".
وكانت رئيسة المنظمة في بريطانيا قد شاركت في مؤتمر الشهر الماضي إلى جانب العضوة السابقة في حزب استقلال المملكة المتحدة، آن ماري ووترز، والتي فشلت في انتخابات الحزب الرئاسية، لموقفها المعادي للإسلام.
وكانت ووترز قد قالت في أحد التسجيلات التي يعرضها البرنامج الوثائقي عن المنظمة أن المملكة المتحدة تتحول إلى دولة إسلامية. "لقد وافق الاتحاد الأوروبي على تحويل أوروبا إلى قارة إسلامية عربية مقابل التجارة".
ويكشف الوثائقي ارتفاع عدد الأفراد المتهمين بالتطرف اليميني مؤخراً. فمن نحو 7631 وُجّهت لهم تهم بالتحريض العام الماضي، كانت حصة اليمين المتطرف 759 شخصاً.