ذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، أنه ينبغي للدول الغنية والفقيرة على السواء أن تخصص مزيداً من الاستثمارات في مجال رعاية الصحة النفسية، لا سيما خلال الأزمات الاقتصادية، عندما تزيد معدلات الإصابة بالاكتئاب والإقدام على الانتحار.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عشرة في المائة من سكان العالم يعانون من اضطرابات تتعلّق بالصحة النفسية، لكن واحداً في المائة فقط من العاملين في مجال العلاج النفسي عالمياً يتولون علاج مثل هذه الأمراض التي لا تزال تمثل وصمة عار للمصابين بها.
وقال الدكتور شيخار ساكسينا، مدير إدارة الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحافي: "الموارد المخصصة للصحة النفسية سواء كانت مالية أو بشرية لا تزال محدودة بشكل كبير في شتى أرجاء العالم"، مشيراً إلى أنه في البلدان التي تعصف بها الحروب أو تجتاحها الكوارث الطبيعية تزداد الحاجة لخدمات الصحة النفسية في ظل تدني الموارد المالية.
وأضاف: "عموماً في البلدان التي تشهد تحديات اجتماعية واقتصادية، تزداد مخاطر انتشار مشاكل الصحة النفسية في هذه المجتمعات".
ولفت إلى أنه "ذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، أنه ينبغي للدول الغنية والفقيرة على السواء أن تخصص مزيداً من الاستثمارات في مجال رعاية الصحة النفسية، لا سيما خلال الأزمات الاقتصادية، عندما تزيد معدلات الإصابة بالاكتئاب والإقدام على الانتحار".
وتابع أنه "تزداد بشكل ملموس معدلات الإصابة بالاكتئاب والإقدام على الانتحار في البلدان التي تعاني من التدهور الاقتصادي. تزهق أرواح ثمينة كان يتعيّن على البلدان حمايتها من خلال الحفاظ على الصحة والرعاية النفسية المستحقة لهذه الشعوب في أوقات الشدة".
ويشير أطلس الصحة النفسية الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2014، إلى أن "نحو نصف عدد سكان العالم يعيشون في بلدان يعالج بها أقل من أخصائي واحد للطب النفسي 100 ألف نسمة، في حين يصل هذا المعدل في الدول الغنية إلى طبيب واحد لكل 2000 نسمة".
وقال ساكسينا: "تخصص الكثير من الدول الغنية موارد كافية، لكن الاستفادة المثلى من هذه الموارد منعدمة. وتبذل مجهودات ضخمة لمن يعالجون بمستشفيات الصحة النفسية وفي مجالات الرعاية المتميّزة، فيما لا ينفق سوى النزر اليسير من الموارد على رعاية أفراد المجتمع العاديين".
وتابع أنه بالنسبة إلى اضطرابات مثل انفصام الشخصية، والاكتئاب ثنائي القطب، الذي يتّسم بنوبات متعاقبة من الكآبة والبهجة، فإن معدلات الإصابة محدودة نسبياً في العالم. وقال: "يتباين بدرجة كبيرة شيوع الاكتئاب والقلق واضطرابات كرب ما بعد الصدمة وإدمان المخدرات من مجتمع لآخر فيما تتحكّم في ذلك عوامل ثقافية".
اقرأ أيضاً:العلاج النفسي ضرورة لأعراض ما بعد الحوادث