منظمات مدنية في إدلب ترفض تدخل المليشيات المسلحة بعملها

12 فبراير 2018
المنشآت الصحية في إدلب مهددة من المليشيات (Getty)
+ الخط -


وقعت 17 منظمة مدنية من "تحالف المنظمات السورية غير الحكومية" على بيان رافض  للتدخل في أعمال المنشآت الصحية والإنسانية في إدلب، من جانب أي جهة عسكرية أو سياسية في المحافظة والمناطق المتاخمة لها.

وقالت المنظمات في بيان وصل "العربي الجديد" اليوم الاثنين، إنه "في وقت تتفاقم فيه معاناة المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها جراء القصف الهمجي الذي يستهدف المدنيين والكوادر الطبية والمنشآت الصحية، تستمر المنظمات الإنسانية الموقعة أدناه في تقديم خدماتها للمحتاجين بكل حرص وتفانٍ، وستستمر في ذلك حتى في أسوأ الظروف".

ولفت البيان إلى أنه "انطلاقًا من ذلك، وإضافة إلى حرصنا على استمرار مساعدة المحتاجين للخدمة الإنسانية، فإننا نعلن رفضنا المطلق لأي تدخل من قبل أي جهة عسكرية أو سياسية في عمل المؤسسات الإنسانية والمنشآت الصحية في محافظة إدلب والمناطق التي تقع في نطاق عملنا الإنساني"، مشيراً إلى "التعامل مع مديريات الصحة كجهو صحية مدنية معترف بها، ونؤكد ثقتنا في إدارات مشافينا ومراكزنا الصحية لتقديم أفضل خدمة صحية ممكنة لجميع المحتاجين بكل حيادية وبدون انحياز أو تمييز".

وتابع البيان أن "أي تدخل في أي منشأة صحية أو نشاط إنساني من قبل أي جهة، يعتبر اعتداء صارخًا على المنشأة والكوادر الطبية العاملة فيها، وسنُحمل هذه الجهة تبعا لذلك المسؤولية الكاملة عن توقف تقديم الخدمة للمدنيين".

وفي السياق، قال منسق تحالف المنظمات، الدكتور محمد الحمادي، لـ"العربي الجديد"، إن البيان صدر على خلفية "التدخل الذي حدث مؤخرا في أحد مستشفيات إدلب، عبر وضع حرس من قبل فصيل عسكري عليه، بشكل يؤثر على استمرار الخدمات".

ورأى أن "تدخل فصيل عسكري في عمل منشآت إنسانية مدعومة من منظمات إنسانية سيؤدي إلى توقف الدعم، وبالتالي كان هذا الموقف ضروريا لإعلام الفصائل المسلحة بتجنب التدخل في عمل المؤسسات، وضرورة إبقائها على الحياد".

ولفت الحمادي إلى أن "هذا التدخل لم يكن الأول، إلا أنه التدخل الأبرز، فهناك تدخلات مختلفة في عمل المؤسسات من قبل الفصائل المسلحة، ما يعيق تنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية أو يوقفها، وبالتالي يفقد المدنيين الخدمات الإنسانية". كما حذر من أن "استمرار هذه التدخلات خلال الفترة المقبلة سيخلق المزيد من المشكلات، وهناك حديث دائم مع المانحين حول خطورة ذلك، ما يحرم نحو 3 ملايين شخص من الخدمات".

بدورها، ذكرت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، أن "المنظمات تعاني من تسلط بعض الفصائل المسيطرة على إدلب، والتي تقوم بالتضييق على حركة الناشطين بحجج كمنع الاختلاط وغيرها، ومن جهة أخرى يحاولون فرض إتاوات على المنظمات، أو أشكال من المحاصصة على كل ما يردها من المانحين".

وحذرت المصادر من أن "هناك خطراً يهدد سكان إدلب ومحيطها من جراء سيطرة "هيئة تحرير الشام" عليها، إذ يعتبرها المجتمع الدولي منظمة ارهابية، وبالتالي فالمناطق التي تسيطر عليها، يمنع فيها تمويل أي عمل مدني أو إنساني".

ومن بين المنظمات الموقعة على البيان "اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية "أوسوم"، و"إحسان للإغاثة والتنمية"، والجمعية الطبية السورية الأميركية "سامز"، والرابطة الطبية للمغتربين السوريين "سيما"، والمؤسسة السورية للرعاية الإنسانية والتنمية "مسرات"، و"بنفسج للإغاثة والتنمية"، و"سوريا للإغاثة والتنمية"، و"مؤسسة الشام الإنسانية"، و"منظمة تكافل الشام الخيرية"، وهيئة إغاثة سوريا "سيريا ريليف"، و"يداً بيد لأجل سوريا".