وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنّه وعلى الرغم من أن سكان مدينة تعز من أكثر المتضررين من الحرب الدائرة في 20 محافظة يمنية منذ أكثر من سبعة أشهر، إلا أن اجتماعات تحديد الاحتياجات الإنسانية المختلفة لكافة المحافظات اليمنية المتضررة، "كشف عن نية إسقاط تعز من قائمة الاحتياجات الصحية، بسبب استمرار حصار المدينة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، وخاصة المساعدات الصحية إليها".
ويعد إهمال ضم سكان مدينة تعز إلى قائمة الاحتياجات الإنسانية الصحية للعام المقبل، الثاني على التوالي بعد أن أهملت في الخطة الإنسانية لعام 2015.
كما أكد برنامج الغذاء العالمي في تقاريره، أنه فشل في إدخال الغذاء إلى تعز، وأن المرة الأخيرة التي استطاعت المنظمة إدخال مساعدات كانت قبل شهر ونصف وبكميات محدودة.
إلى ذلك، لجأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال الأيام الماضية، إلى إدخال أنابيب الأوكسجين لمستشفيات تعز عن طريق تسليمها لناشطين يقومون بتهريبها إلى داخل المدينة عن طريق طرقات جبلية وعرة، لا تسيطر عليها المليشيا التي تحاصر المدينة.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء الماضي، عن خطورة استمرار تعرض مرافق الرعاية الصحية في اليمن للهجمات، مشيرة إلى الاعتداءات التي تعرضت لها مستشفيات تعز أخيرا، وراح ضحيتها قتلى وجرحى.
بدوره، لفت نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، خضر أول عمر، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للجنة، إلى أن مستشفى الثورة بتعز تعرض عدة مرات للقصف، الأمر الذي عرّض حياة المرضى والعاملين للخطر، موضحاً أن المستشفى مرفق رئيسي للرعاية الصحية في تعز ويُعالج فيه زهاء 50 مصابا كل يوم.
كذلك أشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول على المرافق الصحية، "إذ تعرض أحد مستشفيات منظمة (أطباء بلا حدود) أيضا للقصف بمديرية حيدان في صعدة في 26 أكتوبر/تشرين الأول"، وهناك تقارير تشير إلى وقوع قرابة مائة حادث مشابه منذ آذار/مارس 2015.
إلى ذلك أكد أن الهجمات المتعمدة على المرافق الصحية تُعد انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني، وأن جميع من يشاركون في القتال "ملزمون، وفقا للقانون الدولي الإنساني، بحماية المرافق والطواقم الطبية في جميع الأوقات".
وأوضح أن "وضع الرعاية الصحية في تعز عصيب منذ عدة أشهر، حيث "تضطر أقل من نصف المرافق الصحية التي كانت تعمل في السابق إلى العناية بعدد كبير من الجرحى في ظل نقص حاد في الإمدادات".
وكانت مليشيا الحوثي قد قصفت مستشفى الثورة العام في محافظة تعز، الأربعاء، بثلاث قذائف هاون ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 9 أشخاص في وقت تستمر فيه الاشتباكات بين المقاومة والمتمردين في مناطق مختلفة.
كما ذكرت مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" أن القتلى هم: وهيب محمد غالب الأغبري، ومحمد خالد. أما الجرحى فهم: محمد خالد عبد اللطيف، ووزير الحميدي، وإبراهيم محمد عبد الله، ومحمد علي أحمد، وجمال عبده قاسم، وأحمد عبده محمد، وإبراهيم محمد كندا، وزيد عبده عبد الله، وحسن توفيق. ويسكن أغلبهم في حي مستشفی الثورة.
اقرأ أيضا:قطر تدرّب 60 يمنياً على الإسعافات الأولية في تعز