منظمات دولية خلال ندوة للأمم المتحدة: الإمارات تواصل التعذيب والاعتقالات التعسفية

05 يوليو 2018
الإمارات تُمارس الظلم والتعذيب الممنهج والمعاملة السيئة للمعتقلين (الأناضول)
+ الخط -
أفادت منظمات دولية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بأن "التعذيب  الممنهج" و"الاعتقالات التعسفية" مستمران في دولة الإمارات، وذلك خلال ندوة في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، الأربعاء، حول ملف حقوق الإنسان في الإمارات، عقدت بدعوة من مجلس العدل والمساواة والسلام الدولي (كوجيب)، والمركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان.

وأحاط المتحدثون الحضور بالانتهاكات القانونية التي تشهدها الإمارات، أثناء الندوة، التي عقدت على هامش الجلسة الـ38 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفق ما أوردته

وكالة "الأناضول".

ونقلت الوكالة عن جوليا ليغنر، الحقوقية الدولية التي تعمل في منظمة "الكرامة" لحقوق الإنسان، قولها إنه لا يزال يمارس في الإمارات ظلم وتعذيب ممنهج ومعاملة سيئة، واعتقالات تعسفية.

وأضافت ليغنر أن السلطات الإماراتية تحول دون وقف عمليات التعذيب والتحقيق فيها، وفي الادعاءات المتعلقة بها.

وتابعت: "قلقنا حول موضوع حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة لا يزال مستمراً"، مستطردة بالقول إن "الإمارات لا تبعث بالأمل أبداً في مجال حقوق الإنسان".


ودعت ليغنر الإمارات إلى الالتزام السريع بمبادئ حقوق الإنسان، والقبول بالاتفاقيات الدولية في هذا المجال، مشيرة إلى أن الأخيرة "تفتقر إلى مجتمع مدني حرّ، وتمنع التظاهر وحرية التعبير".

بدوره، قال الحقوقي الدولي رودني ديكسون، إن السلطات الإماراتية لا تفعل شيئاً حيال التعذيب والاعتقالات التعسفية، ولا توجد فيها آليات مساءلة.

واعتبر ديكسون لجوء السلطات الإماراتية إلى التعذيب، خلال الملاحقة القضائية للمسجونين، من أجل إجبارهم على الإدلاء باعترافات، "غير أخلاقي".

من جهتها، تحدّثت صفوى عيسى، المديرة التنفيذية للمركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، عن أمينة العبدولي ومريم البلوشي، وهما اثنتان من بين العديد من النساء اللاتي تعرضن للتعذيب في السجون الإماراتية.

ومن بين تلك المعتقلات أيضًا، علياء عبد النور، مريضة السرطان المسجونة في دولة الإمارات، والمقيدة حاليًا في عزلة، متروكة للموت، بعد أن احتُجزت خلال السنوات الثلاث الماضية، شأنها شأن شقيقتها، وتعرضتا لكثير من الاعتداءات على أيدي حراس السجن، حتى بات السجناء الآخرون يعتقدون أنه من "الخطر" التحدث إليهما، حسب وصف إحدى زميلاتها السابقات في السجن.


وكانت صفوى عيسى قد قالت، في جلسة سابقة الأسبوع الماضي، إن السجينات في المعتقلات الإماراتية "بدأن بعد فترة طويلة، بالحديث عن العنف وسوء المعاملة الذي تعرضن له".

وتابعت أنه تبيّن مؤخرًا تعرض السجينات، وخاصة في سجن الوثبة بالإمارات، إلى العنف والمعاملة السيئة.

ومن بين معتقلات سجن الوثبة سيئ السمعة، سجينة الرأي أمينة العبدولي، التي روت مؤخرًا جانباً من حجم التعذيب الذي تتعرّض له، بما في ذلك اللعب على وتر أطفالها، عبر تسجيل صوتي حصل عليه المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان (ICJHR)، ومقرّه في جنيف.


ولفتت صفوى إلى أن الإمارات لديها سجون سرية في اليمن، ويديرها مسؤولون إماراتيون، وأشارت إلى أن تلك السجون تقبع فيها نساء وأطفال أيضًا.

وقبل نحو أسبوعين، كشفت شهادات سجناء معتقلين في سجن يمني خاضع لسيطرة الإمارات، تعرضهم لعمليات تعذيب بشعة وممنهجة وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي كأداة أساسية لإلحاق العقوبة بهم لاستخلاص "الاعترافات".

وبحسب الشهادات، التي رصدتها وكالة "الأسوشييتد برس"، على لسان المعتقلين، فإن "القائمين على عمليات التعذيب كانوا يتبعون جدولًا زمنيًا محددًا: الضرب أيام السبت، التعذيب أيام الآحاد، والإثنين استراحة. في الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها. في أيام الجمع يحين وقت الحبس الانفرادي".

وروى سجين يمني احتجز من دون تهم سبل التعذيب والاعتداء الجنسي من خلال رسوماته التي هُربت إلى "الأسوشييتد برس" من سجن بير أحمد في مدينة عدن جنوبي البلاد، وتقدّم لمحة قاتمة عن عالم خفي من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة يرتكبها ضباط إماراتيون بمنأى عن المحاسبة والعقاب.