أعربت منظمات حقوقية مصرية عن انزعاجها من ترشح ممثلة بلادهم، السفيرة مشيرة خطاب، لمنصب مدير عام المنظمة الدولية للعلوم والثقافة "يونيسكو"، المقرر انعقادها بعد غد الإثنين، في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، خلفاً لمديرة المنظمة الحالية، إيرينا بوكوفا.
وأوضحت المنظمات المصرية، في بيان مشترك لها اليوم السبت، أنه "لما كان لهذه المنظمة الدولية دور رائد في دعم الثقافة، وحرية التعبير في العالم، ورغم أن المنطقة العربية ممثلة بأربعة بين تسعة مرشحين بينهم مرشحة مصرية، إلا أن المنظمات المصرية الموقعة على هذا البيان تأسف أن تعلن أن المرشحة المصرية الأبعد عملياً عن شغل هذا المنصب".
وشملت قائمة المنظمات الموقعة على البيان كلاً من، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز النديم لمناهضة التعذيب، ومركز أندلس لدراسات التسامح، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، ونظرة للدراسات النسوية.
وأضافت المنظمات أن مشيرة خطاب "ممثلة لدولة معادية لحرية التعبير، وحرية استخدام الإنترنت، تفرض الرقابة على الصحف، وتحبس عشرات الصحافيين، والعاملين بالمجال الإعلامي، وتحجب مئات المواقع بقرارات بوليسية، دون قرار قضائي يضفي غطاءً قانونيا لهذا التعدي على حرية الإعلام والتعبير".وتابعت: "ناهيك عن الصمت المتواطئ للمرشحة عن تعدي الحكومة المصرية السافر على حرية التعبير، وإغلاق سلسلة مكتبات الكرامة العامة (6 مكتبات) بالأحياء الشعبية المصرية، التي أنشأها المدافع الحقوقي المصري، جمال عيد، من قيمة جائزة دولية حقوقية سبق له أن حصل عليها من وزارة خطاب، التي أبدت إعجابها الشديد بالفكرة، والدور في حينه".
ودانت المنظمات الحقوقية "الهجوم على مكتبات ومؤسسات ثقافية أخرى مثل سلسلة مكتبات ألف (37 مكتبة) تم التحفظ عليها، ومكتبة البلد، وغاليري تاون هاوس، ومسرح ورابط، الأمر الذي يثير الشكوك حول صلاحية المرشحة المصرية لأن تكون مديرة لإحدى أهم المنظمات الدولية، المعنية بالأساس بالدفاع عن حرية الفكر والتعبير".
ولفتت المنظمات الموقعة على البيان إلى أنها كانت "تتمنى أن يأتي بيانها دعماً لمرشحة مصرية جديرة بالمنصب، كممثلة عن دولة داعمة لحرية الفكر والتعبير، تفتح قنوات التعاون مع المجتمع المدني، لوضع وتنفيذ خطط للارتقاء بالتعليم والثقافة كسبيل لمواجهة التطرف والعنف، إلا أنها ترى أن منصبا كهذا يجب أن يذهب لمن يستحقه".
واختتمت المنظمات المصرية بيانها، بالقول: إن "منصب مدير منظمة يونيسكو مسؤولية ضخمة، تتطلب قيماً وتاريخاً يجب أن يتحلى بهما المرشح، الذي يؤمن ويدافع عن الثقافة وحرية التعبير، وليس منصبا يكافئ به المستبدون، ومن يدعمونهم".