ولفتت "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" و"مؤسسة عيون سمير قصير" و"مواطنة"، في بيانها المشترك، إلى أن الظروف المزرية داخل السجون ومراكز الاحتجاز المكتظة في اليمن، خلال تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، قد تجعل المحتجزين عرضة للخطر بشكل خاص.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "منظمة العفو الدولية"، هبة مرايف، إنه "من المروع أن يظل هؤلاء الصحافيون الشجعان عرضة لخطر الإعدام لمجرد إبلاغ العالم بالحقيقة عن المعاناة التي يمر بها اليمن"، ودعت الحوثيين إلى إلغاء أحكام الإعدام فوراً وإسقاط التهم الموجهة إليهم، وإطلاق سراح جميع الصحافيين المعتقلين بسبب مزاولتهم أعمالهم.
Twitter Post
|
وأشارت الباحثة اليمنية في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أفراح ناصر، إلى أن "الاحتجاز غير القانوني والمطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة التي يواجهها الصحافيون المعتقلون في اليمن بمثابة تذكرة صادمة بالمناخ الإعلامي القمعي الذي لا يزال قائماً في البلاد".
ودعا مدير "مؤسسة عيون سمير قصير"، أيمن مهنا، الحوثيين إلى فتح تحقيق فعال ومستقل ونزيه في مزاعم التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة التي يتعرض لها الصحافيون، ومحاسبة المسؤولين عن أفعالهم.
وشددت رئيسة منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان"، رضية المتوكل، على ضرورة أن يقوم الحوثيون بإطلاق سراح سجناء الرأي الآخرين كلهم، ومحاولة ضمان توفير أقصى حماية ممكنة ضد تفشي وباء فيروس "كوفيد ــ 19" بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتحميها.
من جهته، دعا محامي الصحافيين، عبد المجيد صبرة، إلى الإفراج عن الصحافيين المعتقلين، مناشداً المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ممارسة أقصى جهدها في هذه المسألة.
وقال صبرة: "يجب أن تترفع الأطراف السياسية عن عمليات الابتزاز والمتاجرة بقضايا المعتقلين السياسيين والمدنيين الذين اعتقلوا من منازلهم ومقار أعمالهم هذه المرة". وأشار إلى أن الصحافيين تعرضوا خلال خمس سنوات من السجن للإخفاء القسري والمعاملة القاسية واللاإنسانية والتعذيب المادي والمعنوي ولم يُكفل حقهم بمحاكمة عادلة.
Twitter Post
|
في 11 إبريل/ نيسان الماضي، أصدرت محكمة أمن الدولة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، حكماً بإعدام أربعة من الصحافيين، وسجن ستة آخرين، بتهمة التعاون مع الحكومة المعترف بها دولياً والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويعاني الصحافيون المختطفون منذ عام 2015 من تدهور في الحالة الصحية، إثر منع الحوثيين عرضهم على أطباء، فضلاً عن معاناتهم من أمراض السكر والكبد والروماتيزم وسوء التغذية.
وبحسب أسرة الصحافي عبد الخالق عمران، فإن المعتقلين المحتجزين في زنزانات مجاورة له في سجن الأمن السياسي في صنعاء (المخابرات) سمعوه يصرخ وهو يتعرض للتعذيب، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2016.
وفي 23 إبريل/ نيسان المنصرم، أطلق الحوثيون سراح الصحافي صلاح القاعدي، وهو ضمن الصحافيين المحكوم عليهم بالسجن، بعد نحو خمسة أعوام من اعتقاله واحتجازه في سجونها في العاصمة صنعاء.
وتشير آخر إحصائية إلى استمرار اختطاف الحوثيين خمسة عشر صحافياً، فيما تعتقل الحكومة ثلاثة صحافيين موزعين على محافظتي تعز ومأرب. ولا يزال مصير الصحافي محمد المقري مجهولاً منذ اختطافه من قبل تنظيم "القاعدة" في محافظة حضرموت، أواخر عام 2015.