منظمات جزائرية تندد بسياسة الحكومة في التعامل مع المهاجرين

26 مايو 2018
رفض إساءة معاملة المهاجرين الأفارقة (العربي الجديد)
+ الخط -

ردّت منظمات حقوقية ومدنية في الجزائر على اتّهامات وجّهتها لها وزارة الخارجية بتشويه صورة البلاد، بشأن تقارير منددة بسياسة الحكومة في التعامل مع المهاجرين وإساءة معاملتهم لدى ترحيلهم إلى بلدانهم، فيما دافع وزير الداخلية، نور الدين بدوي، عن موقف بلاده وكشف عن توقيف شبكات تتاجر بالمهاجرين الأفارقة.

وأفاد بيان مشترك بين الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة مستخدمي الإدارة العمومية، اليوم السبت، بأنّ "قول الحقيقة في ملف المهاجرين الموجودين على الأراضي الجزائرية لا يعني الإساءة إلى صورة البلاد، ولا محاولة لإساءة علاقاته مع جيرانه في أفريقيا".
وتابع "نجدد القول إنّ الجزائر فشلت في واجباتها تجاه العمال المهاجرين، وأيضاً تجاه المواطنين".

وأضاف "تدخّلنا مرات عدة لإدانة عدم احترام الإنسان، فبلادنا كانت رمز التضامن الأفريقي، كما أننا لم نقل أبداً إن مشكلة المهاجرين العمال سهلة، لكن نرفض أن يتم تناولها عن طريق تسيير أمني".

وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة مستخدمي الإدارة العمومية قد قادتا حملة محلية للتنديد بعمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين الأفارقة من البلاد، وأصدرتا، رفقة 400 من الشخصيات المدنية والحقوقية، بياناً يطالب الحكومة الجزائرية بوقف ذلك.

وعبّرت المنظمتان عن رفضهما التماهي مع سياسيات السلطة، وذكرتا أنه "لا يمكن لوزارة الخارجية أن تطلب من المنظمات الجزائرية غير الحكومية أن تكون جزءاً من نهجها لأنها مستقلة بذاتها، وتشكل جزءاً من نهج لا يدوس على حقوق الإنسان. صحيح أن هذه المنظمات بإمكانها المشاركة في صياغة سياسة تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الجزائري ومصالح العمال المهاجرين، ولكن على السلطات الجزائرية أن توقف قمع نشاط هذه المنظمات".

وكانت الخارجية الجزائرية قد شجبت، أمس الجمعة، ما وصفتها بالاتهامات الباطلة لبعض المنظمات غير الحكومية بشأن إخلال الجزائر بالتزاماتها الدولية، واعتبرت أن "الجزائر تتعرض منذ أسابيع إلى حملة مغرضة تقودها العديد من المنظمات غير الحكومية التي تتهمها باطلاً بإخلالها بالتزاماتها الدولية في ما يخص التضامن مع المهاجرين الأفارقة، وتوجيه اتهامات خطيرة تهدف إلى المساس بصورة الجزائر وعلاقاتها مع جيرانها في الجنوب".

وفي نفس السياق قال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، في تصريح صحافي، اليوم السبت، على هامش ندوة حول محاربة الحرائق، إن الجزائر بلد مضياف لم يسئ معاملة المهاجرين الأفارقة"، مشيراً إلى أن "ترحيلهم إلى بلدانهم يتم بموافقة دولهم وفي ظروف إنسانية، لتجنيبهم الوقوع في فخّ شبكات تتاجر بهم، تم توقيف عدد منها".  

المساهمون