طالب "تحالف المنظمات السورية غير الحكومية" في شمال غرب سورية "هيئة تحرير الشام" بإطلاق سراح صيدلي اعتقلته مؤخراً على خلفية إقامة معرض للصور في إدلب، محذرة الهيئة من تصعيد أكبر وإيقاف العمل في مناطق سيطرتها.
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد اعتقلت أمس الطبيب الصيدلاني "مصطفى الجازي"، مدير معهد القبالة في إدلب، المدعوم من قبل منظمة "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" (سامز)، وذلك بعد استدعائه للتحقيق في ما يسمى "مركز الفلاح" التابع لـ"هيئة تحرير الشام".
وذكرت المنظمات، في بيان لها اليوم، أن الجازي دخل ظهر أمس إلى "مركز الفلاح" ولم يخرج منذ ذلك الوقت، ما يرجح فرضية اعتقاله في المركز من قبل "هيئة تحرير الشام".
وبحسب البيان، فإن الاستدعاء جاء على خلفية إقامة معرض للصور لإحدى الطالبات المتفوقات في المعهد وهي "غيثاء زنكيح" التي استدعيت هي بدورها على خلفية مضمون الصور التي عرضت في المعرض.
وبحسب معلومات أوردتها مصادر لـ"العربي الجديد"، فإن الهيئة تتذرع في عملية اعتقال مصطفى الجازي بوجود "رسوم ماسونية" على بعض اللوحات ضمن المعرض الذي أقامه المعهد في الحادي عشر من الشهر الجاري.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال مازن كوارة، المدير الإقليمي للجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) في تركيا إن الاعتقال جاء على خلفية المعرض، كما ورد في البيان.
وأضاف أنه في بادئ الأمر استدعت الهيئة الطبيب على خلفية الصور وبعد التوضيح قام "مركز الفلاح" التابع للهيئة بإطلاق سراحه، فقام المعهد الذي يديره الطبيب مصطفى لاحقاً بنشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي توضح معنى إحدى الرسومات التي اشتبهت الهيئة بمخالفتها "للتعاليم والشريعة الإسلامية". وتابع مازن كوارة أن الطبيب مصطفى تم استدعاؤه مجدداً أمس ولم يخرج حتى مساء اليوم.
ووفق البيان الذي صدر اليوم، فإن الصور التي عُرضت كان هدفها إيصال رسائل للعالم عن المعاناة السورية ودور الأطباء في سورية ودور المرأة السورية ومكانتها وأهميتها في المجتمع.
وشددت المنظمات، في بيانها، على رفض سياسات التدخل في الفضاء العام والتعدي على حرية التعبير للأفراد وممارسة الوصاية على الفعاليات المدنية السلمية من قبل "هيئة تحرير الشام" وذراع الحسبة الخاصة بها، إضافة إلى استمرار الأخيرة في اعتقال الناشطين والعاملين في المجال الإنساني.
وطالب البيان "هيئة تحرير الشام" بالإفراج الفوري عن الصيدلي مصطفى الجازي، كما طالبت الهيئة بوقف الاستدعاء للطالبة غيثاء مع تقديم اعتذار من الهيئة. وهددت المنظمات في نهاية بيانها بإجراءات شديدة في حال لم تنفذ الهيئة مطالبها.
بدوره، أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً قال فيه إنه يتابع "بقلق بالغ" عمليات الخطف والاعتقالات العشوائية بحق العاملين الإنسانيين في مناطق شمال غربي سورية من قبل بعض الجهات العسكرية في المنطقة.
وجاء بيان الأخير مصادفاً لليوم العالمي من أجل العمل الإنساني، إذ أشاد البيان بجهود العاملين في مجال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي بسورية دون التطرق صراحة إلى موضوع اعتقال الصيدلي "مصطفى الجازي".
ودعا البيان كافة الفصائل العسكرية إلى احترام القانون الإنساني وحماية العاملين الإنسانيين والعمل على توقيع اتفاقية احترام القانون الإنساني وتجنيب المدنيين والعمال الإنسانيين عمليات الاستهداف.
ويذكر أن "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل في شمال غرب سورية متهمة بممارسة انتهاكات بحق الناشطين الإعلاميين والناشطين والعاملين في المجال الإنساني.