منزل أبو رجب...ست سنوات والعائلة تصدّ المستوطنين وتمنع سرقته

31 يوليو 2017
منزل العائلة والمستوطنون داخله (العربي الجديد)
+ الخط -


يقع منزل أبو رجب في ساحة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو موقع استراتيجي بالنسبة للمستوطنين، كونه المنزل الوحيد الذي يطل على الحرم الإبراهيمي، واستيلاؤهم عليه يعني لهم الكثير.

في المقابل، ثمة صمود فلسطيني في المكان، أصحاب المنزل القديم الذي يعود عمره لأكثر من 650 عاما، يصرون مع كل هجمة ينفذها المستوطنون على البقاء أكثر في منزلهم، الذي وسع بناؤه قبل 40 عاما لأربع شقق، لكنهم يتحملون كافة صور العذاب كون هويتهم الفلسطينية عصية على الرحيل.

حازم أبو رجب صاحب المنزل يروي الحكاية لـ"العربي الجديد" بأن المستوطنين قبل ست سنوات سيطروا على منزلهم بالكامل، وبقرار من المحكمة العليا الاسرائيلية تم إخلاؤه منهم، كون هوية المنزل وأوراقه التي تملكها العائلة تثبت هويته الفلسطينية، ما يبطل ادعاءات المستوطنين أنهم يملكون المنزل.

المنزل خلال السنوات الست الماضية، كان يتعرض لاعتداءات ومحاولات اقتحام من حين لآخر، لكنه في الأيام الثلاثة المنصرمة، بات يتعرض لتهديد حقيقي بحسب أبو رجب، إذ اقتحمه قبل يومين أكثر من 50 مستوطنا، وحوصر من الخارج بأكثر من 400 مستوطن، وجلهم تحت حماية وحراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

يريد المستوطنون بقوتهم وإجرامهم إرهاب أبو رجب وأكثر من 15 فردا من أفراد العائلة، وسرقة المنزل الذي يشكل حلقة الوصل بين فلسطينية المكان، أو تهويده بالكامل رغم أنه محاط بعشرات النقاط العسكرية التي يقيمها الاحتلال في محيط الحرم الإبراهيمي لعرقلة حياة الفلسطينيين، وحريتهم في العبادة.

يجزم أبو رجب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواجد بكثرة عند الحرم الإبراهيمي، يسهل ويمهد عمليات مهاجمة المستوطنين لمنزلهم واقتحامهم له، رغم أن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية قبل ست سنوات كان واضحا بأن ملكية المنزل تعود للعائلة الفلسطينية، ولا أحقية للمستوطنين فيه.


اقتحاماتهم للمنزل مستمرة منذ 6 سنوات(العربي الجديد) 




الشرطة الإسرائيلية في محيط المبنى(العربي الجديد) 





وموقع المنزل استراتيجي، فهو يطل على ساحة الحرم الإبراهيمي، ويسميه المستوطنون بيت الحرم، وفي حال نجحوا بالاستيلاء عليه، فإنهم يستولون فعليا على مساحة 3 كيلومترات مربعة في محيط الحرم. ويشار إلى أن أصحابه الأصليين ممنوعون من ترميمه، أو إضافة أي شيء في بنائه، والساكنون فيه يتعرضون لكافة أشكال القمع والاعتداءات.


المستوطنون داخل وأمام منزل عائلة أبو رجب قبل إخلائه(فيسبوك) 


أما مسألة الوصول إلى المنزل فهي معقدة، يُخبر أبو رجب التي وصفها بأنها "أشبه بالمعابر بين الدول، فعشرات البوابات الإلكترونية تحيط بالمنزل، وكل 300 متر يوجد حاجز، إضافة إلى عمليات التفتيش الجسدي المهينة، وعدم تمكن المركبات من الوصول إلى المنزل فتضطر العائلة إلى ركنها على بعد 300 متر".




يُجبر أبو رجب، وأفراد عائلته على المرور عبر ثلاثة حواجز عسكرية، تفصلهم عن منزلهم، ويشترط أن تكون مشيا على الأقدام، في حين أقام الاحتلال نقطة عسكرية على بعد أمتار قليلة عن المنزل لذا يجد المستوطنون أنفسهم بمأمن.




يعيش أفراد عائلة أبو رجب الـ 15 في خطر دائم، فالمنزل محاصر بالجنود، وخلال اليومين الماضيين، حوصر بمئات المستوطنين، فيما تنظر المحكمة الأحد المقبل بقضية المنزل المرفوعة من قبل محامي العائلة.



واقتحم المنزل 50 مستوطنا يوم الثلاثاء الماضي، ومكثوا في الطابقين العلويين، قبيل مغادرتهم، لكن عمليات الاقتحام والتهديد متواصلة حتى اليوم، وجنود الاحتلال يحاولون اعتقال أفراد العائلة الذين يحاولون صدّ المستوطنين ومنعهم من دخول المنزل.

رسالة العائلة، هي أنها لن تخلي منزلها مهما كلف الثمن، تُصر على البقاء والصمود، ولن ترحل لو هاجمهم كل مستوطني الاحتلال، فالبيت بيتهم، والمنزل منزلهم، وجدرانه العتيقة تتكلم العربية، ولن تتكلم غيرها.