وقال السفير الفلسطيني "إن مجلس الأمن سبق وأن اعتمد القرار 904 بعد مذبحة الخليل عل يد مستوطن إرهابي، وقد طالب القرار بتوفير الحماية في أرضنا وبتواجد دولي، وكذلك طالب القرار بسحب السلاح من أيدي المستوطنين. ونحن نطالب مجددا بتنفيذ هذا القرار".
وجاءت أقوال منصور أمام مجلس الأمن الذي عقد، اليوم الجمعة، جلسة خاصة طارئة لمناقشة آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة دعا إليها الأردن، الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن.
وجاء رد دولة الاحتلال على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة في نيويورك مباشراً أمام مجلس الأمن حينما حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية عن التطورات الأخيرة، واصفاً إياه بالمحرّض على تدهور الأوضاع، قائلا "إن إسرائيل لن تقبل بأي شكل من الأشكال بوجود قوات دولية في الأقصى".
وتحدث سفير فلسطين عن مقتل أكثر من 35 فلسطينياً أغلبهم من القاصرين وجرح أكثر من ألف مدني. كما قال إن السلطات الإسرائيلية تقوم بإعدامات ميدانية علنية للفلسطينيين واعتقالات لا سبب لها إلا مشاركتهم في احتجاجات وتظاهرات ضد الاحتلال وممارساته الوحشية وسعيهم من أجل إنهائه.
وحذر مندوب فلسطين "من تحويل الصراع إلى صراع ديني، وخاصة بعد تدهور الأوضاع منذ شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي وتتحمّل إسرائيل المسؤولية وحدها عن خطر جرّنا لهذا المربع الأخير". وطالب بمساءلة السلطات الإسرائيلية عن انتهاكاتها للقانون الإنساني والدولي. وقال "إن الاستيطان يشكل الأرضية الخصبة للظواهر الإرهابية التي يعاني منها شعبنا، ولا يمكن أن تُفتح آفاق لعملية مجدية دون توقفه بشكل كامل"، مطالبا "بإيقاف إسرائيل عند حدها وإجبارها على الانصياع للقانون الدولي ولا بد من محاسبة المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين الذين ارتكبوا جرائم بشعة كحرق عائلة دوابشة". كما حث مجدداً مجلس الأمن على البدء بالتعاطي بجدية وبشكل عاجل مع مسألة توفير الحماية للفلسطينيين، قائلاً إن ذلك أصبح ملحّا أكثر من ذي قبل.
اقرأ أيضا: كيري: ندعم حق إسرائيل بالدفاع عن وجودها
هذا وأكدت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، سامانثا باور، أن وزير خارجية بلادها، جون كيري، يقوم باتصالات مع جهات عدة بالمنطقة، وأنه سيتوجه إليها حالما تسمح الظروف. وقالت إن بلادها تعرب عن قلقها من استمرار المستوطنات وتدعو الجميع للعودة لطاولة المفاوضات. أما السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، فقال إن ما يحدث في القدس "يقلّص فرص التوصل لأي حل سياسي للأزمة"، وطالب سكرتارية الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم توصياتها المتعلقة بالمطلب الفلسطيني وتقديم الحماية الدولية له. ووزعت فرنسا مسودة بيان صحافي على الدول الأعضاء في مجلس الأمن على أن تتم مناقشته اليوم مع توقعات بأن يصدر في وقت لاحق من اليوم.
من جهته، قدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، تايي روك زايرون، قراءة الأمين العام لآخر التطورات، مستهلاً حديثه بالإعراب عن قلقه الشديد من تطور الأحداث والعنف. وقال زايرون إن ما تشهده المنطقة يشير إلى تطور خطير للوضع يعطي الصراع بعداً جديداً في اتجاه تحويله إلى صراع ديني. وانتقل مساعد الأمين العام للحديث عن التطورات في الأسابيع الأخيرة وعن الهجمات التي نفذها فلسطينيون قائلا "لقد سجل 11 هجوماً ضد إسرائيليين وقوات إسرائيلية أدت إلى وفاة 4 إسرائيليين وجرح 16، فيما قتل 9 فلسطينيين وجرح 4 آخرون في هذه الحوادث". وتحدث كذلك عن عمليات طعن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وكذلك عن قطاع غزة.
وجاءت كلمة ممثل الأمين العام منحازة بشكل واضح للجانب الإسرائيلي ليس فقط بتركيزه على القتلى من الجانب الإسرائيلي بل بوصفه الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحتل بأنها هجمات "على حركة حماس"، قائلا إنها جاءت كرد فعل "على إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل قبل يوم من ذلك".
وقال إن العقاب الجماعي الذي تتم ممارسته ضد الفلسطينيين غير ناجع ويتعارض مع القانون الدولي. وأضاف: "لقد طالبنا إسرائيل بالتوقف عن هذه الممارسات، إلا أنه من الواضح أن الأزمة الحالية لا يمكن حلها عبر إجراءات أمنية فقط، حيث إن استمرار الاحتلال ولّد غضباً وإحباطاً فلسطينياً، إضافة إلى تأزم الأوضاع الأمنية".
وقال إن اشتعال شرارة الأحداث الأخيرة جاء بسبب التوترات في الأقصى، وقال إن تصريحات متطرفين إسرائيليين تشير إلى رغبتهم بتغيير الوضع القائم، وطالب الجانب الإسرائيلي بالالتزام بتعهداته على أرض الواقع وعدم تغيير الوضع القائم.