وصف رئيس الحكومة السورية المعارضة السابق، أحمد طعمة، منتدى رجال الأعمال الروسي- السوري الذي استضافته موسكو الأسبوع الماضي، بأنه محاولة لتمليك الروس في سورية ودفع ثمن تدخلها العسكري والمحافظة على بقاء نظام بشار الأسد حتى الآن.
ولفت طعمة في تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى أن ما يشاع عن تكاليف إعادة الإعمار، يفتقر إلى الدقة والواقعية، بل كل طرف يصرح بما تقتضيه مصالحه، لكن روسيا، وفي مجمل الأحوال، لا تملك المقومات الكافية ولا الأموال اللازمة لإعادة الإعمار.
أضاف: "وبالتالي، فإن ما رمى إليه رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، من أن أولوية إعادة الإعمار ستكون لروسيا، هو كلام سياسي وترويجي وغير واقعي، إذ على الأرجح أن تقتصر استثمارات روسيا على المشاريع ذات الصبغة الريعية، مثل مناجم الفوسفات ومشاريع النفط، والتي لا تحتاج إلى تقنية عالية أو أموال كثيرة".
وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية سيرغي كاتيرين، قال إن تكلفة إعادة إعمار سورية تقدر بما بين 200 و500 مليار دولار، وأضاف للصحافيين على هامش منتدى الأعمال الروسي ـالسوري في موسكو، أن السلطات السورية تمنح الأولوية للشركات الروسية في إعادة الإعمار.
كذلك، قال إنه في حال وجود الدعم من الخارج سيكون من الممكن البدء باستعادة القدرات الاقتصادية المفقودة للبلاد على وجه السرعة. وشهد ملتقى رجال الأعمال السوري– الروسي الذي اختتم أعماله قبل يومين، جلسات عمل قطاعية بين رجال الأعمال وممثلي الشركات الخاصة السورية، تشمل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والنفط والطاقة والبناء والتشييد.
ونقلت مصادر إعلامية غياب ممثلي قطاعي النسيج والمصارف الروسيين عن المنتدى، في حين تم التركيز، خلال جلسات قطاعية على مشروعات سياحية بسيطة، أو صناعية ملوثة، كمعامل للحبيبات البلاستيكية وللإسمنت في دمشق وحلب بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 6 ملايين طن سنوياً.