لمحة تاريخية
تخوض إيران نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة بعد تجربة أعوام 1978 و1998 و2006، التي لم تثمر أي مفاجأة أو نتيجة تضع العملاق الإيراني خارج دوري المجموعات، بل كان يعود دائماً إلى الديار في وقت مبكر، لكن أفضل نتيجة حققتها إيران كانت في مونديال 1998، عندما فازت على الولايات المتحدة (2 – 1)، لتعود إليها آمال حلم التأهل، إلا انها واجهت ألمانيا في آخر مباراة في المجموعة وخسرت بهدفين نظيفين.
في المقابل، تغيّر شكل المنتخب مع المدرب البرتغالي ليخوض تصفيات آسيا بكل قوة، لكن مسيرة التأهل كان محفوفة بالمخاطر بسبب عدم الانسجام بين خطة المدرب الجديد واللاعبين، الامر الذي تطلّب جهداً كبيراً على مدى سنتين من أجل تحقيق التوازن، وحصد النقطة تلو الأخرى من أجل الوصول إلى أراضي "السامبا".
وتتأهل إيران متصدّرة لمجموعتها الآسيوية أمام كوريا الجنوبية، التي بدورها كانت صاحبة الفضل بتأهل المنتخب الإيراني، بعدما خسرت أمامه في المباراة الأخيرة (1 – 0)، وسقطت إلى المركز الثاني المؤهل أيضاً إلى المونديال البرازيلي.
تكتيك المدرب كارلوس كيروش
تعرّض المدرب البرتغالي لكثير من الانتقادات في كأس العالم 2010 مع البرتغال، بسبب المستوى الدفاعي الهزيل، ثم حضر كيروش إلى إيران من أجل قيادة السفينة لكي ترسو على الشواطئ البرازيلية بسلام، ليتسلّم منتخباً يناسب تكتيكه الذي يعتمد على استغلال الهجمات المرتدة.
وقيادته المثالية لمنتخب إيران مكّنت هذا المنتخب من العودة إلى المحافل الدولية. ويُذكر أنه نجح في تنظيم خط دفاعي مُتميّز بالإضافة إلى اكتشاف مواهب صاعدة ولاعبين موهوبين من الساحة الكروية الإيرانية، في حين سيعتمد المدرب البرتغالي على خطة دفاعية في المونديال البرازيلي.
يُضاف إلى ذلك الانضباط الكبير الذي فرضه كيروش داخل المنتخب مع الاعتماد على خط دفاعي ثابت من أربعة لاعبين لا يتقدمون إلا في هجمات نادرة ورميات التماس، ودون التفكير بالاحتفاظ بالكرة لأن التركيز يجب أن ينصبّ على إيجاد الضغط المباشر على الخصم من أجل "افتكاك" الكرة، حيثُ يريد المدرب أن تبقى الكرة في مناطق الخصم.
لكن المشكلة الأساسية تتمحور في الهجوم، إذ بعدما تتم استعادة الكرة، يفشل الفريق في صناعة الفرص الخطيرة على المرمى، خصوصاً عندما تتحول الخطة إلى 4-4-1-1، وعندها يصبح لإيران مهاجم وحيد لن يكون مصدر إزعاج كبير، لكنه يملك أجنحة قوية وسريعة قد تفعل المستحيل في كأس العالم.
أبرز نجوم إيران
بعد رحيل النجم مهدي مهدافيكيا عن إيران، بدا واضحاً أن هناك ثغرة خلّفها وراءه على أرض الملعب، لكن سرعان ما حضر قائد المنتخب حالياً، جواد نيكونام، وحل لغز هذه الثغرة، وهو الذي أثبت جدارته بحمل شارة القيادة. ويملك نيكونام خبرة وقدرات فنية ممتازة، ويأتي إلى جانبه زميله في أوساسونا الإسباني مسعود شجاعي.
ويدخل في لائحة نجوم المنتخب الإيراني المهاجم رضا كوشنجهاد، لاعب ستاندارد لييج البلجيكي، الذي حل مشكلة إيران الهجومية بتسجيله ثمانية أهداف في 11 مباراة دولية، في حين سيتألق في خط الهجوم لاعب فولهام أشكان ديجاجاه، وإلى جانبه نجم خط الوسط أندرانيك تيموريان.
نقاط القوة والضعف
يبدو أن خطة كيروش لها أثرها الواضح على تشكيلة إيران، خصوصاً من الناحية الدفاعية المتماسكة والمنظمة. ويُذكر أن دفاع المنتخب الإيراني هو الوحيد الذي لم يتلقّ أي هدف من خارج المنطقة في التصفيات الآسيوية. ويقود خط الدفاع سيد جلال حسيني، الذي يحظى بثقة المدرب البرتغالي، في حين أن إيران تملك موهبتين بارزتين هما ديجاجاه ومحمد رضا خلطباري.
في المقلب الأخر، تكمن نقاط الضعف في اللياقة البدنية المنخفضة والأعمار الكبيرة الموجودة في المنتخب، حيث يفتقد المنتخب إلى خبرات اللاعبين الذين يلعبون خارج الحدود الإيرانية، فمعظم لاعبي المنتخب يلعبون داخل إيران باستثناء ثلاثة أو أربعة لاعبين. لكن يجب تحذير كيروش من أن معظم الأهداف المسجلة في مرماه هي من الركلات الركنية ومن داخل منطقة الجزاء، وهذا الامر لن يكون مستحباً في ملاعب المونديال البرازيلي.
تشكيلة منتخب إيران
- حراسة المرمى: دانييل دافاري، علي رضا حاجيجي، رحمان أحمدي.
- المدافعون: حُسين ماهيني، ستيفين بيتاشور، بيجمان منتظري، جلال حُسيني، أمير ـ حسين صادقي، أحمد ألينيمي، هاشم بيكزاد، مهرداد بولادي.
- لاعبو خط الوسط: جواد نيكونام، أندرانيك تيموريان، رضا حاجيجي، غاسم حاداديفار، باختيار رحماني، إحسان حاج صافي.
- المهاجمون: أشكان ديجاجاه، مسعود شُجاعي، علي رضا جهانبكش، رضا كوشنجهاد، كريم أنصاريفارد، خسرو حيداري.